في آداب الوليمة والضيافة والضيف
موقع المستشار
منذ 10 سنواتتستحب الوليمة واجابة الدعوة في ظروف عدة منها؛ العرس ، والعقيقة ، والختان ، والإياب من
الحج أو الزيارة ، وشراء الدار ، والفراغ من البناء . وقد ورد أن إطعام الطعام من الإيمان ، وأنه محبوب لله تعالى ، وأنه من المنجيات ، ومن أفضل الأعمال ، وأنه يوجب المغفرة من الله سبحانه وسرعة الرزق إليه .فقد ورد في الكافي بسنده عن أبي عبد الله (ع) قال: المنجيات: إطعام الطعام وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام. ورد أن من الحقوق الواجبة إجابة دعوة المسلم ولو على خمسة أميال ، دون الكافر والمنافق بل والفاسق فإن إجابتهم منهي عنها. ويكره إجابة الدعوة في خفض الجواري.
المستشار / وكالات : يستحب إذا قدم المؤمن على أخيه عرض الطعام عليه ، فإن لم يأكل فالشراب ، فإن لم يشرب فالوضوء . ويستحب إطعام المؤمن ، ففي أصول الكافي بسنده عن علي بن الحسين (ع) قال : من أطعم مؤمنا من جوع أطعمه الله من ثمارالجنة ، ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم . ولايجوز إطعام الكافر إذا أدى إلى إعانته على النصب ، أو إلى الموادة معه ، وقد ورد أن من أشبع كافرا كان حقا على الله أن يملأ جوفه من الزقوم ، مؤمنا كان المشبع أو كافرا ، وأن من أشبع عدوا لأهل البيت (ع) فقد قتل وليا لهم . فقد ورد في معاني الأخبار بسنده عن المعلى بن خنيس قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت ، لأنك لاتجد أحد يقول : أنا أبغض محمدا وآل محمد ، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا ، أو تتبرأون من أعدائنا ، وقال : من اشبع عدوا لنا فقد قتل وليا لنا .
يستحب أن لا يحتشم المؤمن من أخيه ، ولا يتكلف له ، وأن يتحفه ، ويقبل تحفته يستحب الضيافة ، حتى ورد أن من سمع صوت الضيف فسره ذلك ، غفر له ذنوبه وأن ملأت ما بين السماء والأرض ، وأنه لا تدخل الملائكة دارا لا يدخلها الضيف . ويكره كراهة شديدة استقلال صاحب المنزل ما يقدمه الى الضيف واحتقاره إياه ، واستقلال الضيف له واحتقاره . ومن دعي إلى طعام لم يجز له أن يستتبع ولده واتباعه إلا مع العلم بالرضا .يستحب لأهل البلد ضيافة من يرد عليهم من أخوانهم في الدين ، حتى يرحل عنهم . فقد ورد في الكافي بسنده قال رسول الله (ص) : اذا دخل رجل بلدة فهو ضيف على من بها من اهل دينه حتى يرحل عنهم .
يستحب التلطف بالضيف ليلتين فإذا كانت الليلة الثالثة فهو من أهل البيت يأكل ما وجد .
يكره استخدام الضيف لأنه من الجفاء ، وكذا تمكينه من أن يخدم .
يستحب إعانة الضيف على النزول واكرامه وتوقيره ، وترك اعانته على الارتحال ، واجادة زاده فانه من السخاء .
يستحب للضيف ان لا يكلف صاحب المنزل شيئا ليس فيه ، وان يمنعه من الاتيان بشيء من الخارج ، وان لاينزل عند من لا يتمكن من شيء ينفقه عليه . ويستحب لصاحب المنزل إذا دعا أخاه أن يتكلف له ، وإن لا يدخر عنه شيئا مما في بيته من المأكولات . ففي الكافي عن ابي عبد الله (ع) قال : اذا اتاك اخوك فأته بما عندك ، واذا دعوته فتكلف له .
يستحب إقراء الضيف ، وهو حبه والاحسان إليه ، وقد ورد أنه لايقري الضيف إلا مؤمن تقي.
يستحب للضيف إجادة الأكل في منزل المؤمن ، والانبساط فيه والاكثار منه ولو بعد الامتلاء ، ما لم يصل إلى حد الكراهة ، وإن لا يقصّر ولا يحتشم . وقد ورد إنه : يعرف حب الرجل أخاه بكثرة الأكل عنده .ففي الكافي عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال : أكلنا مع أبي عبد الله (ع) فاوتينا بقصعة من أرز فجعلنا نعذر ، فقال (ع) : ما صنعتم شيئا أن أشدكم حبا لنا أحسنكم أكلا عندنا ، قال عبد الرحمن : فرفعت كسحة المائدة فأكلت ، فقال : نعم الآن . وأنشأ يحدثنا أن رسول الله (ص) أهدي إليه قصعة أرز من ناحية الأنصار ، فدعا سلمان وأبا ذر رضي الله عنهم فجعلوا يأكلون أكلا جيدا ، ثم قال أبو عبد الله (ع) : رحمهم الله ورضى الله عنهم وصلى عليهم .
يستحب تقدير الطعام بقدر سعة المال وقلته ، وإجادة الطعام وإكثاره مع الإمكان . يستحب اتخاذ الطعام ودعاء الناس إليه . ويكره القصر على دعاء الأغنياء . وقد ورد أن اشباع مؤمن يعدل عتق نسمة ، وأن اشباع مؤمنين خير من عتق نسمة ، وإن اطعام ثلاثة نفر من المسلمين أحب من عتق سبع نسمات ، وأن من أطعم ثلاثة نفر من المسلمين أطعمه الله من ثلاث جنان في ملكوت السموات : الفردوس ، وجنة عدن ، وطوبى . أن من أطعم مؤمنا جائعا أطعمه الله من ثمار الجنة ، ومن سقى مؤمنا من ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم . وأن من أطعم مؤمنا موسرا كان له بعدل رقبة من ولد اسماعيل ينقذه من الذبح ،ومن أطعم مؤمنا محتاجا كان له بعدل مائة رقبة من ولد اسماعيل ينقذها من الذبح. وعن مولانا الصادق (ع) أنه قال : لان اطعم رجلا من المسلمين أحب إلي من أن أطعم أفقا من الناس ، قيل له : وما الافق ؟ فقال : مائة ألف أو يزيدون . وورد أن الضيف إذا نزل جاء برزقه معه من السماء ، وإذا دخل دخل بمغفرة المضيف ومغفرة عياله ، وإذا خرج خرج بذنوبه وذنوب عياله . ورد في الكافي عن حسين بن نعيم الصحاف قال: قال أبو عبد الله (ع) أتحب إخوانك يا حسين ؟ قلت : نعم ، قال : تنفع فقراءهم ؟ قلت : نعم ، قال: أما أنه يحق عليك أن تحب من يحب الله ، أما والله لا تنفع منهم أحدا حتى تحبه ، أتدعوهم إلى منزلك ؟ قلت : نعم ، ما آكل إلا ومعي رجلان والثلاثة والاقل والاكثر ، فقال أبو عبد الله (ع) : أما أن فضلهم عليك أعظم من فضلك عليهم ، فقلت : جعلت فداك أطعمهم طعامي وأوطئهم رحلي ويكون فضلهم علي أعظم ؟! قال : نعم أنهم إذا دخلوا منزلك دخلوا بمغفرتك ومغفرة عيالك ، وإذا خرجوا من منزلك خرجوا بذنوبك وذنوب عيالك . يستحب لصاحب الطعام الابتداء بالأكل ولاشتغال به بعد الجميع . وليجتنب من الإطعام رياء وسمعة ، لما ورد من أن من أطعم طعاما رياء وسمعة أطعمه الله مثله من صديد جهنم ، وجعل ذلك الطعام نارا في بطنه حتى يقضي بين الناس . وورد أن من حق الضيف تهيئة الخلال له. فقد ورد في المحاسن عن رسول الله (ص) أن من حق الضيف أن يعد له الخلال.
التعلیقات