إرضاء الغریزة الجنسیة (١)
موقع راسخون
منذ 10 سنواتأن إرضاء الغریزة الجنسیة ضروری ومفیدٌ بلحاظ القضایا النفسیة، وبنظر شرعة الإسلام الحقّة،
مسألة تقدیم النسل الصالح إلى المجتمع، أن ذلک مرهونٌ بتشکیل الأسرة، وأن العدو اللئیم ومن أجل الحؤول دون بروز ظاهرة النسل الصالح فی المجتمع وجّه ضربات قاصمة للأسرة، أن عالم الیوم تنکّر ـ وبدون حیاء ـ لتشکیل الأسرة، وکان ذلک من خلال تشکیل الأحزاب الشیوعیة، والغوغائیة البمتذلة.
وعلیه یجب علینا، وخلافاً لما تقوم به تلک التشکیلات الوضعیة، بترتیب الوضع البیتی وتشکیل الأسرة حتى نتمکن من تقدیم نسل خیر صالح ومفید للمجتمع البشری، وهذا بحدّ ذاته یعتبر ضربة لتلک الأفواه الفاغرة الغربیة منها والشرقیة، والوحشیة والتافهة، الصهیونیة وغیر الصهیونیة.
الهدوء والسکینة
(وَمِنْ آیَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُم مِّنْ أَنفُسِکُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْکُنُوا إِلَیْهَا وَجَعَلَ بَیْنَکُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِی ذَٰلِکَ لَآیَاتٍ لِّقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ) (1).
لو تحّرینا الطبیعة لعلمنا بأن الرجل بدون المرأة یضحى عضواً ناقصاً، وأن المرأة بدون رجل کذلک، وفی الحقیقة أن الرجل والمرأة هما وجود واحد کامل، یستند أحدهما إلى الآخر، ولا یمکن الفصل بینهما.
ویمکن أن نقول بأن عبارة الزوج تلیق بهما أکثر من غیرهما کونهما یکمّل حدهما الآخر، وهذه هی طبیعة الزوج.
إن الرجل لیستند إلى المرأة بنظر القرآن، بنظر الطبیعة، وبنظر الحالة النفسیة، وأن المرأة لترکن إلى الرجل.فی هذه الحیاة، وفی هذا العالم یحتاج کل شخص إلى شخص آخر یفرغ عنده ما فی قلبه ساعة الشدّة، وفی اللحظات الخاصة جداً، ولو دقتنا ملیًّا فی القرآن الکریم، وفی الطبیعة، لما راینا أحنّ من الزوجین بعضهما على بعض، لذا یقول القرلآن المجید بأنهما مخلوقان بسکن أحدهما للآخر ویهدأ، وأنهما لا یمکن أن یتخلى أحدهما عن الآخر، وعلیه فلا بُدّ لهما من العیش بعنوان زوج یکمل أحدهما الآخر:(وجعل بینکم مودة ورحمة)
أی جعل بینکما الألفة، وهذا الأمر ملاصق للرجل والمرأة منذ أن خلقها الله، حیث جعل المحبة والمودّة والرحمة بینهما، هذا إذا لم نوجّه أی ضربة قاصمة لهذا السکن المألوف ولتلک المحبة والودّ الذی حباه الباری لنا منًّا وعطاءً جمیلاً.
إن الدار التی لا یتمتع فیها الزوجان بهذه السکینة، ولا یستفیدان فیها من هذه الألفة لا تعدو أن تکون کالفرد الذی لا یغالبه النوم، وأقول قولی هذا باعتبار أن الذی لا یأتیه النوم تراه مضطرباً قلقاً لا یعمل فکره بالمرّة، ویبدو النحول والخمول على جسمه، ولکن قوته التخیلیة تضحى متفاقمة.
فالنوم على حدّ قول القرآن المجید یوجب الهدوء والسکینة، ویقول أیضاً إن الرجل والمرأة یوجبان الهدوء لبعضهما البعض، فالذی هو مجرّد لیس له زوجة، کالذی لیس له دار، والتی لیس لها زوج کالفرد الذی غاب النوم عن عینیه؛ لذا یجب علینا أن نحافظ على حالة الهدوء والسکینة هذه من خلال تخلّینا عن کلّ ما یمکن ان یسهم فی تفتیت هذه الحالة والتی تعدّ بمثابة سکن وسکینة.
المرأة والرجل یزیّن أحدهما الآخر
إن الرجل والمرأة بنظر القرآن المجید لیس فقط یسکن أحدهما للآخر، بل ویزیّن أحدهما الآخر أیضاً.
قال عزّ من قال فی محکم کتابه:
(هن لباس لکم، وأنتم لباس لهن) (2).إن اللباس فی هذه الآیة المبارکة ینضوی تحت ثلاث معان، المعنى الأول: أن الزوجین یزیّن أحدهما الآخر، باعتبار أن اللباس زینة والشاهد على ما نقول هو إطلاق القرآن المجید کلمة زینة على اللباس فی آیة أخرى:
(یا بنی آدم خذوا زینتکم عند کل مسجدٍ وکلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا یحب المسرفین) (3).
وبناءً على ذلک تضحى الآیة "هن لباس لکم وأنتم لباس لهن" هن زینة لکم وأنتم کذلک زینة لهن.
أما المعنى الثانی فهو: أن المرأة قد تضحى سبباً فی عدم انحراف الرجل، وقد یکون الرجل سبباً فی عدم خروج المرأة من جادّة الصواب، وهذا ما سنتعرض له لاحقاً بحول الله تعالى.
أما المعنى الثالث فهو: أن الرجل ستر للمرأة، وکذا المرأة سترٌ لزوجها، فالرجل غیر المتزوج مثل ذاک الذی لم یستر عورته، والمرأة التی لا زوج لها کتلک التی لا ترتدی حجاباً أو إزاراً یستر عورتها.
وعلیه تکون الآیة الشریفة التی ذکرناها: الرجل زینة أمرأته، وکذا المرأة زینة لزوجها، لذا یجب على الزوجین أن یعرفا کیف یحافظان على هذه الزینة.
قال الإمام الصادق جعفر بن محمّد(علیه السلام): "إنما المرأة قلادة فانظر ما تتقلّد، ولیس للمرأة خطر، لا لصالحتهن ولا لصالحتهن، فأما صالحتهن فلیس خطرها الذهب والفضة، هی خیر من الذهب والفضة، وأما طالحتهن فلیس خطرها التراب، التراب خیر منها"(4).
وقال الإمام زین العابدین وسید الساجدین علیّ بن الحسین(علیه السلام ):
"وأمّا حق الزوجة فأن تعلم أن الله عز وجل جعلها لک سکناً وأنساً، فتعلم أن ذلک نعمة من الله علیک فتکرمها وترفق بها، وإن کان حقکّ علیها أوجب، فإن لها علیک أن ترحمها"(5).
التعلیقات