حاجز الصمت بين الزوجين
موقع رسالة الأمرة
منذ 10 سنواتالحياة الزوجية رحلة عمر تبدأ محملة بالأحلام الوردية والمشاعر المتدفقة، ويعقد كلا الطرفين كل الأماني على
أن الزواج هو الملاذ الوحيد والأخير لنيل السعادة، فنجد كل من العريس والعروس يطالبون الأيام بأن تسرع إلى تلك الليلة السعيدة التي تضمهما في عش الزوجية، ثم ما تلبث أن تمضي الحياة وشيئا فشيئا يفرض الواقع ظلاله، وتبدأ الأحلام بالتبخر ويحل الفتور محل المشاعر المتوهجة، فينشغل الزوج بحياته العملية وتندمج الزوجة مع بيتها الجديد وتنخرط في شئون المنزل وتربية الأولاد.
وعندما يلوح شبح الصمت ليخيم على الحياة الزوجية، تُولد الشكوى وتُبث بذور الحزن والألم والريبة، فالسكوت المتطرف الزائد يوحي بأن ثمة شيء في النفس يخاف أحدهما أن يعبر عنه للآخر، وغالبا ما يصاحب ذلك إهمال إظهار مشاعر الحب بطريقة أوبأخرى، وهذا يفتح طريق العزلة بينهما، ومع مرور الوقت تموت معظم الأحاسيس وتخبو معها جذوة السلوك الحنون المعبر عن العاطفة ويحل الملل فتنفجر المشاكسات الزوجية.
وظاهرة الصمت هذه لا تختص بمرحلة معينة في رحلة الحياة الزوجية، ولكن صعوبة مواجهتها تكون في المرحلة الأولى، فنجد معظم الزوجات الشابات يشكين من أنهن يحاولن عبثا كسر حاجز الصمت الذي يقيمه أزواجهن، ويكون السؤال الملح على الأذهان:
لماذا لا ينفتح الأزواج على نسائهن؟..
لماذا لا يُعبر عن المشاعر إلا في وقت الشدة فقط؟..
أين الحديث عن الآمال والمخاوف والأحلام؟..
ولماذا لا يصرح الزوج لزوجته عن مكنونات نفسه والعراقيل التي تواجهه؟
ولمواجهة تلك الأسئلة وغيرها عليكِ أيتها الزوجة أن تعلمي:
ـ أن الرجل أحيانا هو نفسه لا يلاحظ مشاعره ولا ينتبه إلى وجودها لأنه غالبا ما يكون ميال أن يبقى في منأى عن التعبير عما بداخله، ويجد أن هذه الطريقة في تناول الأمور تعجبه ولا يجد فيها ما يزعجه، أو أنه يعجز عن الإفصاح عن مشاعره أو حتى التفكير فيها وتحليلها.
ـ أحيانا يرى البعض أن الصمت أفضل من الكلام عن تلك الأحاسيس وتناولها بالبحث، وقد يرى أيضا أن ذلك مضيعة للوقت ويؤكد أن ثمة أشياء أهم عليه أن يقوم بها.
ـ بعض الرجال خاصة في بداية مشوار الزواج يخفون مشاعرهم عن زوجاتهم، وغالبا ما يكون ذلك راجعا إلى المراحل الأولى من الطفولة حيث كان الطفل الذكر يحاول الابتعاد عن أمه كوسيلة للتأكيد على الرجولة والاستقلالية.
ـ البعض حين حاول البوح بما في داخله لم يكن نصيبه إلا الإهمال وعدم الإنصات أو السخرية والتقليل من قدرها، فأحكم إغلاق مفاتيح القلب وآثر الصمت تجاهها.
والمرأة الذكية المحبة عليها أن تشجع زوجها حتى يفتح قلبه لها وتلك بعض المقترحات:
1ـ لا تلجأي إلى التصرف وكأن كل ما بداخل الزوج ملك لك وحدك، وحاولي أن تحترمي استقلاليته فيصبح من السهل عليه أن يشركك أفكاره طواعية.
2ـ عليكِ مساعدته للتعبير عما بداخله تدريجيا ودون إلزام منكِ، فالزوج يكون أكثر استعداد لذلك إذا لم يكن مضطرا إلى القول مباشرة، وحاولي إضفاء روح الدعابة على الموضوع خاصة إذا كان متعلقا ببعض المرارة والألم.
3ـ لا تستغلي فتح القلب للتعبير عن المشاعر وتعتبريها فرصة للنصح والتوجيه فلكل مقام مقال.
4ـ إذالم يكن عندكِ استعداد لتحمل الأجوبة فلا تسألي الأسئلة، فإذا نجحتي في انتزاع الاعتراف ببعض المشاعر والتي لا تعجبك كأن يكون مثلا لا يزال يحلم بالعزوبية ويتحسر على أيامها، فأخذتِ تندبِين حظك وتتهمينه بنكران الجميل وأنه من اللؤم بحيث لا يقدرك حق قدرك، فاعلمي أنه لن يعترف بعدها بشيء.
5ـ احرصي أن تجعلي زوجك ِيطمئن إلى أن حوارك معه عما بداخله ينبع من حبك له، وبغرض المؤازرة والمشاركة والاهتمام بمصلحته، وتقديم المساعدة إن أمكن ومواصلة الدعاء له بالتوفي، فمن أسباب الصمت أن يشعر بأنك تسألين للتحقيق معه، والسيطرة حتى على أفكاره.
6ـ اختيار الأوقات المناسبة لكل منكما للحوار والتعبير عن المشاعر في أوقات النزهات والخلو من المشاغل والأعمال حتى يكون الذهن صافيا والصدر منشرحا، ويجب ألا ننسى أن من الجفاء ذكر الجفاء وقت الصفاء.
ولتكن الرغبة الصادقة الحقيقية في إعادة العلاقة الزوجية الحميمة إلى سيرتها الجميلة هي التي تحرك التعبير عن الحب وإظهار الود فذلك ضرورة حيوية للطرفين وزاد لمواصلة رحلة العمر بسلام.
التعلیقات