عناية الإسلام بمراحل نشوء الطفل ونموّه ( أولاً : مرحلة الحمل )
عبّاس الذهبي
2024 Sep 20أولى الإسلام هذه الفترة التي يكون الجنين فيها قابعاً في رحم أُمّه عناية خاصة
، ويتضح ذلك من خلال استعراض النقاط التالية :
أ ـ الاهتمام بغذاء الحامل :
فقد أرشد المرأة إلى تناول الأغذية المفيدة التي تحافظ على صحتها وتنمي جنينها في جسمه أو عقله ، ومن الشواهد على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « كلوا السفرجل وتهادوه بينكم ، فإنّه يجلو البصر وينبت المودّة في القلب ، وأطعموه حبالاكم ، فإنّه يحسّن أولادكم ، وفي رواية : يحسّن أخلاق أولادكم » (١).
وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً : « أطعموا نساءكم الحوامل اللبان ، فإنّه يزيد في عقل الصبي » (٢).
وعن الإمام الرضا عليه السلام : « أطعموا حبالاكم اللبان ، فإن يكن في بطنهنَّ غلام خرج ذكي القلب عالماً شجاعاً ، وإن يكن جارية حسن خلقها وخُلقها ، وعظمت عجيزتها ، وحظيت عند زوجها » (٣).
ب ـ مراعاة الطهارة والوقت المناسب عند جماع الحامل :
ومن الشواهد على ذلك قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : « يا علي إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلاّ وأنت على وضوء ، فإنّه إن قضى بينكما ولد يكون أعمى القلب ، بخيل اليد » (٤) ، وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : « لا تجامع في أول الشهر ولا في وسطه ولا في آخره ، فإنّه من فعل ذلك فليستعدّ لسقط الولد ، وإن تمَّ أوشك أن يكون مجنوناً .. » (٥).
جـ ـ مراعاة الحالة النفسية للحامل :
فهي في هذه الفترة مرهفة الحس وتعاني آلام الحمل ومضاعفاته ، ويمتلكها هاجس من الخوف المزدوج على حياتها عند تعسّر الولادة وعلى سلامة جنينها وصحته ، ومن أجل ذلك تحتاج إلى رعاية خاصة ، وتحمّل لبعض تصرفاتها من قبل الزوج ، قال الإمام الصادق عليه السلام : « من احتمل من امرأته ولو كلمة واحدة ، أعتق الله رقبته من النار ، وأوجب له الجنة .. » (٦).
__________________
١) مكارمالأخلاق : ١٧١ ـ ١٧٢ الفصل العاشر.
٢) مكارم الأخلاق : ١٩٤.
٣) مكارم الأخلاق : ١٩٤.
٤) مكارم الأخلاق : ٢١٠ في آداب الزفاف والمباشرة.
٥) مكارم الأخلاق : ٢١٢.
٦) مكارم الاخلاق : ٢١٦.
التعلیقات