الانفاق التبرعي والتكافل
عزّ الدين بحر العلوم
منذ 9 سنواتلقد حث القرآن الكريم في آيات عديدة ، وموارد كثيرة على البذل والانفاق إلى الطبقات الظعيفة
لانعاشهم وإبعاد شبح الفقر عنهم.
كما وقد تعددت الإساليب التي عرض بها هذه الفكرة ، والطرق التي سلكها لتحبيبها إلى النفوس.
قبل أن نبدأ :
ولنا وقفة مع القارئ قبل أن نبدأ بعرض تلك الطرق لنوفق بين هذا النوع من الحث على الإنفاق ، وبين ما عرف عن الإسلام من أنه دين عمل وجد ونشاط.
فيقال : إن هذا الحث من الشارع المقدس على البذل والإنفاق قد يكون سبباً لانتشار البطالة وتشجيعاً على عدم العمل ، وما على الفرد إلا أن يجلس في بيته ويتكل على عطايا المحسنين ، أو يتكفف ويتسول ويقطع الشوارع يمد يداً لهذا وأخرى لذلك يتمتم بكلمات يستدر بها عطف المحسنين كما نشاهده في كثير من الطرقات.
وهذا النوع من الحث على الانفاق الموجب لهذا النوع من البطالة ينافي ما عليه الإسلام ، وما هو معروف من مبادئه من انه ينكر البطالة ويحث عل العمل وعدم الاتكال على الآخرين.
ويقول النبي صلىاللهعليهوآله :
« ملعون من القى كلّه على الناس » (١).
ويقول الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام :
« لنقـل الصخر من قلل الجبال
أعز الي من مـنـن الـرجال
يقول الناس لي في الكسب عار
فقلت العار في ذْل السؤال » (٢)
******************************
(١ و ٢) المحجة البيضاء ٧ / ٤٢٠.
التعلیقات