الانفاق معاملة مع الله
عزّ الدين بحر العلوم
منذ 9 سنواتقال الله تعالى ( ويزيدهم من فضله ) :
وهنا تتجلى الروعة في العطف والرحمة ليتبين الفرق بين المعاملتين المعاملة بين
الأفراد أنفسهم والمعاملة بين الفرد وربه.
ان الله يرضى لنفسه أن يعامل عباده معاملتهم لأنفسهم ، بل لابد من حصول المايز بين المعاملتين.
معاملة يكون الإنسان طرفاً فيها لإنسان آخر.
ومعاملة يكون الله طرفاً فيها لعبد من عباده.
ففي الأولى نرى للحساب الدقيق مجالاً فيها ، وقد تجر المعاملة إلى نزاع وشجار بين الطرفين ، أو الأطراف حول مقدار قليل من المال.
أما لو كانت المعاملة بين الخالق ومخلوقه فإنه سبحانه بلطفه وكرمه يزيدهم من فضله وقد جاء عن النبي صلىاللهعليهوآله قوله :
« ما نقص مال من صدقة قط فأعطوا ولا تجبنوا » (١).
ولا يكتفي بذلك بل :
( إنه غفور شكور ) :
يغفر للعبد ذنوبه جزاء قيامه بهذا العمل الإنساني ، وهذا التقرب لوجهه وشكور على هذه الاريحية من المعطي وتحسسه بآلام غيره ، والشكر من الله يختلف عن شكر الإنسان.
إذا أن شكر البشر لا يتعدى عن الكلام المعسول وإظهار العطف واللطف ، وقد يتعدى إلى جزاء دنيوي سرعان ما يذهب ويتلاشى.
أما الشكر من الله فهو العطاء المتواصل والجزاء المضاعف ، وجنة أنهارها جارية ، بارك الله للعبد بهذه التجارة.
**************************
(١) البحار ٩٦ / ١٣١.
التعلیقات