المــــرأة الشـــهيدة
موقع المستشار
منذ 10 سنواتسأل يوماً طفلاً أباه عن المخلوق الذي اسمه المرأة؟ أجابه والده هل نظرت لكل المميزات
والمواصفات التي وضعها الله فيها؟ فهي قادرة على تربية اولادها وكذلك قادرة على العمل وقادرة على اشياء كثيرة اخرى وكل ذلك بيدين اثنين...
...تعجب الطفل وقال بيدين اثنين فقط هذا مستحيل ! اقترب الطفل من امه ولمسها وقال لوالده لكنها ناعمة ورقيقة فاجاب الاب نعم إنها رقيقة لكنّها قوية جدا إنك لا تستطيع تصور مدى قدرتها على التحمل والثبات وتستطيع ان تفكر ليس فقط التفكير وانما الاقناع بالحجة والمنطق كما يمكن ان تحاور وتجادل وتدافع عن رايها فكان لكلام الوالد انطباع وتاثير على الطفل فصرخ باعلى صوته حقا ان هذا المخلوق الذي يدعى امرأة مذهل جدا .
اذن فالمرأة تمتلك قوة مدهشة ويمكنها ان تتعامل مع المشاكل وتتحمل الاعباء الثقيلة . في وطننا الحبيب عانت المرأة العراقية ما عانته من ظلم وجور وآلم والتشرد والقتل والسجن الخ في زمن النظام البائد .
اما بخصوص مجتمعنا العراقي بالتحديد يمكن الحديث عن المرأة العراقية في تاريخ الحضارة السومرية ونذكر ملكات سومر وكاهنات البلاد وبطلات من التاريخ وناشطات في دفع عجلته مرورا بالتاريخ الإسلامي وقيام الدولة العراقية الحديثة بكل النساء اللواتي كنَّ علامات مشرقة في تاريخ وجودنا الوطني والإنساني وخير مثال على المراة القائدة الشهيدة بنت الهدى رحمه الله عليها حيث تطل علينا هذه الايام ذكرى عزيزة على قلوبنا ومؤلمة فتغمرنا بعبق التضحيات الا وهي ذكرى استشهاد بنت الهدى رائدة العمل الانساني .
بنت الهدى هي شقيقة اية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر . اسمها امنة حيدر الصدر ولدت في مدينة بغداد، في عام 1937م، في عائلة علمية متدينة، والدها أحد كبار علماء الإسلام في العراق .ان آمنة الصدر كانت تتهم بالقراءة والتركيز فيها، ومنذ ضغرها كانت تميل إلى الانفراد وبغرفة خاصة طلباً للهدوء، ليست هي انعزالية - بل كانت اجتماعية الطبع- لكنها لا ترى إن اجتماعيتها تفرض عليها أن تهدر الوقت وتبدد الزمن في حلقات أحاديث مفرغة، إنها تميل إلى الانفراد للتأمل بهدوء، وتنعزل دانما انطواء، بل لتوفر على نفسها وشخصيتها التي تعدها تهيؤاً للعطاء وبذل الغالي والرخيص في سبيل الله. وحينما قرر شقيقاها الرحيل إلى النجف لإكمال دراستهما، رحلت آمنة الصدر معهما وكان عمرها آنذاك أحد عشر عاماً تلقت الشهيدة بنت الهدى العلوم الاسلامية على يد اخيها الشهيد محمد باقر الصدر ورافقته درب الجهاد وكان للشهيدة عده مؤلفات وكتب . أمست امنة الصدر الطبيب والحكيم الذي راح يدرس الطب ليكون معالجاً لمن اصابه المرض، والفقه الذي يعلم الفقه، فكانت في مستوى جيد حيث أهلتها الدراسة إلى الانتقال لمرحلة جديدة، وهي دراسة المجتمع وتشخيص أمراض المرأة المسلمة في العراق والعالم الإسلامي، بنت الهدى تفكر وتنظر وتكتب في كيفية الوصول بالمجتمع والأمة إلى أعلى مراقي السمو الإنساني من خلال الرسالة الإلهية العظيمة، كانت تعيش الهم الرسالي في تفكيرها اهتمامها وللكاتبة بنت الهدى آثار علمية أتحفت بها المكتبة الإسلامية والتي إمتازت بالعمق والأصالة والدعوة إلى الإسلام عن طريق هذه الآثار.كرّست الشهيدة بنت الهدى ذوقها الادبي في خدمة الدين ،
فجسّدت في قصصها ، المفاهيم الإسلامية بشكل أحداث وقضايا من واقع الحياة استشهدث بنت الهدى مع اخيها السيد الشهيد محمد باقر الصدر في يوم 9/4/ 1980 ومن اشهر اقوالها عن اعتقال الشهيد الصدر (الظليمة.. الظليمة.. أيها الناس، هذا مرجعكم قد اعتقل ) وكان ذلك في النجف الاشرف, ومن اشهر ابياتها الشعرية التي اعجبتني كثيرا:
لن انثني عما أروم وان غدت قدماي تدمى كلا ولن ادع الجهاد فغايتي أعلى وأسمى.. فسلام منا لهذه الشهيدة الطاهرة سلاما يا بنت الهدى .
وسلام منا لكل امرأة عراقية شهيدة كانت ام سجينة . وتحية منا لكل امرأة عراقية مجاهدة .
التعلیقات