الصدقة تظلل
عزّ الدين بحر العلوم
منذ 9 سنواتروي عن النبي صلىاللهعليهوآله قوله :
« أرض القيامة نار ما خلا
ظل المؤمن فإن صدقته تظلله » (١).
وعن الإمام أمير المؤمنين عليهالسلام قال :
« الصدقة جُنة من النار » (٢).
وقد جاء عن الإمام الباقر عليهالسلام قوله :
« ولأن أعول أهل البيت من المسلمين وأشبع جوعهم ، وأكسو عورتهم ، وأكف وجوههم عن الناس أحب اليَّ من أن أحج حجة ، وحجة حتى أنتهى إلى عشر مثلها ومثلها حتى انتهى إلى سبعين » (٣).
بهذه النفسية العالية يواجهنا الإمام أبو جعفر الباقر عليهالسلام وبهذا القلب الذي تتفجر منه الرحمة من كل جوانبه يتجه الإمام ليدخل بيتاً من بيوت المسلمين ليعول من به ، وبذلك يخفف عنهم أزمات الفقر.
وطبيعي أن يكون هذا العمل أحب إلى الإمام عليهالسلام من سبعين حجة ، والسبب في ذلك أن الحج ينتفع به الشخص نفسه لما يحصل عليه من ثواب ، وأما إعالة البيوت الفقيرة فإن النفع فيها يعود إلى الشخص نفسه بالثواب ، وإلى الآخرين بانتشالهم من براثن الشبح المرعب وهو الفقر ، وبذلك يأمن المجتمع من شرور هؤلاء المحرومين ، ولذلك كان هذا العمل أحب إلى الإمام عليهالسلام من الحج المتكرر.
على أن الإمام وهو العالم بكل الخصوصيات لو لم يعلم أن في الإعالة المذكروة الثواب الذي يزيد على الثواب الذي يحصل من سبعين حجة لما كان ذاك أحب إليه من هذا.
*******************************
(١) وسائل الشيعة ـ ٦ / ٢٥٦.
(٢) وسائل الشيعة ـ ٦ / ٢٥٨.
(٣) ثواب الاعمال ـ ١٤١.
التعلیقات