نحن الفقراء الى الله
عزّ الدين بحر العلوم
منذ 9 سنوات
( ومن يبخلْ فأنما يبخلُ عن نفسه ).
لا على الله فأن عدم الاستجابة معناها
الحرمان من الأجر والثواب في الآخرة وبذلك يخسر الصفقة وتفوت منه الفرصة.
أما الله فلا يفوته بهذا الامتناع شيء ذلك لأنه يصرح قائلاً :
( والله الغنيُ ) :
فلا حاجة له بالمال ، وهل يحتاج إلى المال من كان مصدر العطاء إلى الناس ؟
وما يأتي على لسان الآيات الكريمة عندما تصرح بأن الله يستقرض من الناس أو يطالبهم بالإنفاق ، فإنما هو لإيصال النفع اليهم قبل الفقراء نظراً إلى أن ما يصل إلى المحسن يضاعف أجره ، ويزيد على مقدار ما ينفعه ، وهذا اشارة إلى أن معطي المال أحوج إليه من الفقير الآخذ فبخله بخل على نفسه ، وذلك أشد البخل قال مقاتل : إنما يبخل بالخير والفضل في الآخرة عن نفسه (١).
( وأنتم الفقراءُ ) :
الفقراء إليه سبحانه في كل صغيرة ، وكبيرة في الدارين الدنيا والآخرة.
في الحياة الدنيا : إلى مقوماتها.
وفي الآخرة : إلى ثوابها وجزائها.
****************************
(١) مجمع البيان في تفسيره لهذه الآية ـ ٣٨ من سورة محمد.
التعلیقات