رمضان شهر دفء العلاقة الزوجية
موقع كوني أثنى
منذ 9 سنواتكلنا نصوم في شهر رمضان، لكن كم منا يدرك أهمية التركيز على مراعاة مشاعر صيام نصفنا
الآخر ؟ متاعب الوظيفة ومسؤوليات الأسرة وتلبية احتياجات الشهر قد تنسي، ولو للحظات، تلك التفاصيل المهمة التي تحد عمق العلاقة الزوجية بين شريكين تعاهدا على تقاسم حلو الحياة ومرها، وبما أن الشهر الفضيل هو شهر تقرب للبارئ فلمَ لا نعتبرها فرصة لتجديد عهد الشراكة والمودة، فنستبدل الأخذ بالعطاء، العناد بتقديم التنازلات، الأسى بالتسامح، الغضب بالهدوء، الغلظة بالكلام الرقيق .
طبعاً كلامنا هذا لا يعني أن نكون متحابين في شهر رمضان ونسى الأشهر الأخرى، بل الذي نقصده هو أن نزيد الجرعة في شهر الصيام ونجعله مثالاً لأيام السنة التالية، ليس من أجل شيء، بل اعتراف وتقدير لجميل كل من الشريكين تجاه الآخر .
ليس بالطلب العجيب :
المرأة ناعمة ورقيقة بطبيعتها، تحب الطف في المعاملة واستخدام الكلمات الجميلة في المحادثة، وهي كما زوجها، تصوم عن وجباتها المفضلة وفنجان القهوة أو الشاي الذي لا تستطيع تكملة يومها من دونه، ومع ذلك لا تتلكأ في القيام بواجباتها داخل المنزل وخارجه، خصوصاً في المطبخ، حيث تصرف وقتاً طويلاً في إعداد ما يروق للزوج من إفطار وما يرغب فيه، إذن ليس بالأمر الغريب والطلب العجيب أن يتفهم الزوج طبيعة زوجته ويغدق عليها مشاعر الود والرحمة التي توفرهما له أصلاً وبشكل دائم، سواء في رمضان أو الأشهر الأخرى .
لا تتعذر بالصوم :
قد يعترض بعض الأزواج على أنهم في صيامهم لا جلد لديهم على مسايرة نسائهم إذ تكفيهم لائحة متطلباتهن اليومية، للأسف هؤلاء هم الأزواج الأنانيون الذين لا يفكرون إلا في أنفسهم وبطونهم الخاوية وموعد الإفطار، فلا تكن كذلك، ولا تعتبر أن مهمة زوجتك الوحيدة أن ترعى مصالحك الشخصية، مانحاً لنفسك عذر الصوم، فهي أيضاً تصوم مثلك ولها نفس احتياجاتك واهتمامك بها من أولويات واجباتك كزوج صائم .
كن متعاوناً :
عدا عن معاملتك اللطيفة عليك أيضاً أن تتطلع إلى تعاونك معها في توزيع المسؤوليات، من كتابة لائحة بأصناف الطعام المطلوبة والذهاب لشرائها، إلى التنسيق معها لدعوة الأهل والأصدقاء وإلى تحضير المائدة ومذاكرة الأولاد... هذا التعاون سيحول الحياة بينكما إلى عشرة هنية ورضية بعيداً عن أي انتكاسات .
وصايا للزوجة :
على الزوجة أن تكون السباقة في معاملة زوجها بالحسنى والرقة لكي تكسبه من جهة ومن جهة أخرى تفرض عليه المعاملة بالمثل بصورة غير مباشرة .
فكما للزوج واجباته كذلك للزوجة واجباتها، ومن أهم ذلك كيفية تصرفها معه أثناء صيامه الذي قد يشعره أحياناً بالجوع الذي يعتبر المولد الأساسي لعصبيته التي لا داعي لها، فهناك من تكون لديه قدرة على تحمل الجوع وهناك من لا يقدر، خصوصاً إن كان زوجك من المدخنين، هذا لا يعني التشكيك في صيامه، لكن لكل نفس قدرة على التحمل .
وهذه الإرشادات هي :
- لا ترهقيه بطلباتك وما تهفو له نفسك في صيامك .
- لا تثيري عصبيته، بل توخي الحذر في تعاملك معه .
- تحضري جيداً لكل يوم من أيام الصيام، قدمي له الوجبات التي يحبها وليكن الطعام جاهزاً على المائدة مع حلول موعد الإفطار .
- لا تتخميه بالطعام فيتكاسل وتهبط عزيمته، ولا بالمصروف فيتوتر ويقلق، بل ركزي كل يوم على نوع مغذ من الحساء وطبق آخر قليل الدسم لينام على معدة خفيفة، وتذكري أن التمور والألبان والعسل تخف العصبية وتساعد على النوم .
- لا تفرضي عليه مائدة أهلك الأشهى من مائدة أهله، بل اتركي له حرية الاختيار .
- حدثيه في أمور الصيام ، وأنه يصوم لنفسه والصبر على الجوع له حسنة وهو نوع من التطهير والصحة للنفس والجسد والفكر .
محاذير للزوج :
كما للزوجة وصايا فللزوج أيضاً، فلا تعتبر أن ما يطلب منك كثير ويحتاج إلى بطولة، فقط تعامل مع زوجتك كما تريدها أن تعاملك . - لا تكثر من طلباتك أثناء صيامها ولو كان ذلك في حدود واجباتها المنزلية، فرفقك بها يوقظ فيها محبتها وتقديرها لك، وقد لأن تنفذ لك ما لم تطلبه منها .
- إن كان في بالك طعام ما أو طبق حلوى معين، لا تستخدم في ذلك أسلوب الأمر بل صارحها بما في بالك واترك لها حرية التنفيذ أو الرفض .
- لا تنتقد طريقة طهوها للطعام أو قلة ملوحته أو تبهيره بعد أن قضت وقتاً طويلاً في إعداده، فالأفضل أن تطلب منها قارورة الملح والبهار فتفهم مغزى طلبك وتصح الخطأ في اليوم التالي .
- لا تتكاسل في توزيع مهام العمل والمسؤوليات الزائدة في الشهر الفضيل .
- شاركها في كل الأدوار لكي تخف عنها وعنك الكثير من الأعباء النفسية خلال يوم الصيام .
- لا تفاجئها بدعوة قريب أو صديق للإفطار، بل حد معها الموعد واستعدا له بنفسية سليمة .
- لا تتخل عن فكرة خروجك معها للمشي أو لتناول مرطبات أو حلويات عند الأهل أو في مكان يليق بالشهر .
- لا تنس أن زوجتك مخلوق حساس، دواؤه المعاملة الحسنة والاحترام والتقدير .
- لا تنس هذه المحاذير بعد انتهاء شهر الصيام، بل استمر في تطبيقها لأن زواجكما عبارة عن شراكة تعاونية أساسها الود والاحترام المتبادل والتعاون وتحمل المسؤولية في كل الأزمان والأمكنة .
التعلیقات