أحبّ البناء في الإسلام
الشيخ ياسر الشريعتي
منذ 8 سنواتالزواج آية إلهية وسنة نبوية (1)، وقد أكدت عليه الشريعة الإسلامية، ومن ذلك قول النبي الأكرم محمد (صلّى الله عليه وآله) حيث قال:"ما يمنع المؤمن أن يتّخذ اهلاً له أن يرزقه نسمة تثقل الأرض بلاإله الا الله" (2)، ومع الأسف الشديد هناك من الناس من عرقل أمر هذه السنة النبوية بالتجملات والمظاهر الزائدة وغير معقولة ما تسبب تأخير الزواج.
ومن جهة أخرى قضية تأمين المعاش والسكن والملابس وغيرهم أمور لا بد منه، فتأخير الزواج بسبب تلك الأسباب أمر غير ممدوح حيث ينتهى بالشباب المؤمن إلى معضلات عديدة ومشكلات متعددة حتى ليفسد أخلاق المجتمع الإسلامي، فإذا ما نقدم على حل هذه المشكلة الزواج من طرقه الشرعية، فلربما تكبح هذه الغريزة عن طرق ليس فيها رضى الله، فتمنع السماء قطرها، كما أن عكسها أي: الزواج تنزل البركة وتكثر الرزق، وهذا ما أشار إليه صادق العترة عليه السلام الإمام جعفر بن محمد حيث قال: "التمسوا الرزق بالنكاح".
فعلى المجتمع المؤمن أن يقوم بتشجيع هذه السنة المقدسة، ويبتعد كل البعد عن وسواس الشيطان الذي يدعو إلى الآثم كسوء الظن بالله، ويوعد بالفقر، وهذا خلاف ما أوصت به الشريعة الإسلامية السمحة حيث يجعل التوكل على الله هو الداعم الرئيسي لكل عمل، كما أن هناك محفزات من المعصومين لهذه القضية، فالإمام الصادق عليه السلام يقول: "من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء الظن بربّه، وذلك بناء على ما ورد في الذكر الحكيم وقوله جلّ وعلا: "ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله"
فإن لم يكن الأرضية مهيئة لبناء الأسرة فالإسلام لم يترك المجتمع لتحل به الفوضى النفسية والجسدية، فيوصي الشاب المؤمن بالصوم لصيانة نفسه، الأمر الذي في غنىً عن التعريف للدراسات التي أثبتت ما له من المنافع الجسدية والنفسية لأي شخص كان، خصوصاً نحن المسلمون لنا نظرة سماوية للصيام، فالغريزة الجنسية من الغرايز التي أودع الله في البشر فضلاً عن الحيوانات وإن كان له بعد غيرإنساني، ولكن هذه الغريزة موّجه لأمر حفظ النوع واستمرار نسل البشر، فالزواج أمر مقدس، وعليه يؤكد الرسول الاعظم (صلّى الله عليه وآله) فيقول: "من تزوج فقد أحرز نصف دينه فليتّق في النصف الباقي" (3) وقال أيضا: "ما بني بناءا في الإسلام أحبّ إلى الله من التزويج". (4)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الكافي، ج5، ص 494.
2. مكارم الأخلاق، ص 200.
3. مكارم الأخلاق، ص 196.
4. مكارم الأخلاق، ص 196.
المنبع: التربية الجنسية في الكتاب والسنة، علي نقي الفقيهي
التعلیقات