الصداع عند الطفل
مجلة الزهراء عليها السلام
منذ 8 سنواتالصداع عند الطفل عارض شائع غالباً ما يقلق الأهل خاصة ان الطفل يعبر عن مرضه عادة بقوله "عندي ألم في رأسي".
أسباب الصداع:
إن الصداع عند الطفل ينقسم الى ثلاثة أسباب:
ـ الصداع العضوي.
ـ الصداع النصفي.
ـ الصداع النفسي.
1 ـ الصداع العضوي:
أقصد بهذا النوع من الصداع، الصداع الذي يرفق الأمراض العضوية التي تسببه، إن هذه الأمراض متنوعة وأهمها:
أمراض أو مشكلات النظر عند الأطفال:
تحتل أمراض النظر مركزاً مهماً بتسبب الصداع عند الطفل وتبدأ غالباً بعمر الست أو سبع سنوات هي:
قصر البصر:
هذا يرى الطفل جيداً الاشياء القريبة ولكنه لايرى بوضوح البعيد منها وهذا العارض المرضي الأكثر شيوعاً عند الاطفال.
طول البصر:
هنا يرى الطفل جيداً الاشياء البعيدة ولا يرى بوضوح القريب منها.
اللانقطية:
هنا تظهر عند الطفل عدم القدرة لرؤية نقطة محددة أو صورة واضحة.
إن كشف النظر الدوري بواسطة طبيب العيون المختص خاصة عند أطفال المدارس يلعب دوراً مهماً في تصحيح مشكلات النظر بوضع النظارات المناسبة وبذلك يشفى الطفل من صداعه المزمن.
التهاب الجيوب الأنفية:
الجيوب الأنفية هي عبارة عن تجاويف موجودة داخل عظام الوجه، هذه التجاويف مليئة بالهواء ومتصلة بالجهاز التنفسي العلوي وهي قريبة من الأنف، يحدث المرض نتيجة دخول جرثومة تصيب إحدى الجيوب الأنفية فيبدأ المرض بارتفاع الحرارة مع صداع وسيلان مخاطي صديدي أحياناً من الانف ولكن إذا لم يعالج الطفل فيتحول الالتهاب الى التهاب مزمن يكون العارض الرئيسي له هو الصداع.
يتم تشخيص هذا المرض باستعمال الصورة الشعاعية أما علاجه فهو مهم جداً حتى لا يتحول الى مرض مزمن أي التهاب الجيوب الأنفية المزمن الذي يؤدي الى صداع مزمن عند الطفل، نعالج الطفل بواسطة المضادات الحيوية المناسبة وشراب الحرارة والصداع وكذلك أدوية الزكام.
أمراض الأسنان:
إن أمراض الأسنان هي أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي الى الصداع المزمن عند الطفل وهنا تكمن أهمية كشف أمراض الأسنان الدوري عند طلاب المدارس، إن وجود تسوّس في الاسنان أو خراج صغير أو التهابات في اللثة تسبب غالباً صداعاً عند الطفل.
إن الوقاية تلعب دوراً كبيراً وذلك بتنظيف الاسنان جيداً الى جانب علاج تسوس الاسنان والأعراض الأخرى من قبل الطبيب المختص.
اصابات الرأس:
إن إصابات الرأس خطيرة أحياناً فيجب الانتباه لها خاصة إذا تعرض الطفل في عمر باكر الى الوقوع على رأسه، إن اصابة الرأس تؤدي أحياناً الى شحوب أو زرقة لون الطفل كما تؤدي الى صداع ودوخة وأحياناً استفراغ، كما يفقد الطفل أحياناً الوعي وفي الحالات النادرة يظهر نزيف من الأنف أو العينين، هذه الحالات نادرة ولكن يوجد هناك حالات إصابات رأسية بسيطة يرافقها الصداع فقط، ولكن هذه الاصابات البسيطة تستدعي تحويل الطفل الى المستشفى بشكل سريع لاجراء الأشعة والفحوص اللازمة .
الأمراض العضوية الأخرى:
إن الأمراض العضوية الأخرى التي تسبب الصداع نذكر منها:
ـ الالتهابات الحادة المختلفة.
ـ التسمم : الغذائي أو التسمم بالأدوية خاصة عند الأطفال الصغار.
ـ الصرع : إلى جانب الصداع ويرافق الصرع التشنجات العصبية.
2 ـ الصداع النصفي:
يمتاز هذا النوع من الصداع بألم حاد من جهة واحدة من الرأس مع جيشان النفس، اضطرابات في النظر تزيد خاصة مع الضوء، هنا يبقى الطفل نائماً في سريره في الظلام مفضلاً الهدوء التام لأن الضجيج يزيد من صداعه ويبقى بذلك ممتداً لمدة ساعات حتى يزول الصداع النصفي عنه.
إن الأطفال الذين تقل اعمارهم عن العشر سنوات يمتاز الصداع النصفي عندهم بألم في الجبين يرافقه نادراً اضطرابات في النظر ولكنه يتبع غالباً حادثة انفعال أو تأثر شديد أو صدمة نفسية.
إن عامل الوراثة يلعب دوراً مهماً عند الأطفال المصابين بالصداع النصفي فغالباً ما نجد الأم او الاب مصابين بنفس العارض المرضي، ويحتاج الصداع النصفي عند الطفل الى علاج بواسطة عقاقير خاصة لذلك المرض فأدوية الصداع العادية لا تؤثر عادة في هذا المرض.
3 ـ الصداع النفسي:
من الصعب جداً تمييز الصداع النفسي من الصداع النصفي، إن الصداع النفسي غالباً ما يرفق دخول الطلبة الى المدارس في بداية السنة الدراسية وهو صداع عام يشمل كل الرأس وليس نقطة معينة.
الصداع النفسي ليس مرضاً كالصداع النصفي ولكننا يمكن أن نسميه عارض أو اضطراب نفسي بسيط عابر في اكثر الاحيان ينتج عن دخول بعض الأطفال الى المدارس خاصة في السنوات الدراسية الأولى، وذلك بعد رفضهم الدراسة في البدء وبالتالي رفضهم الابتعاد عن اهلهم وبيتهم والعابهم باللجوء الى المدرسة.
إن أكثر العوارض النفسية التي ترافق الصداع النفسي عند الطفل في السنين الدراسية الأولى هي:
ـ التعب المستمر.
ـ القلق والتوتر .
ـ الاكتئاب والبكاء صباحاً قبل الذهاب الى المدرسة.
ـ قلة الشهية ورفض الطعام .
ـ المغص البطني .
ـ اضطراب في نوم الطفل وأحيانا التبول اللاإرادي.
إن العارض الأكثر شيوعاً للطالب الذي يرفض الذهاب الى المدرسة هو ان يردد ببساطة: "عندي ألم في الرأس، او ألم في البطن" .
إن التخلص من هذه الاضطرابات يكون بتهيئة الطفل وتحضيره التحضير اللازم والصحيح وذلك بتوعيته وتفهمه حول أهمية الدراسة وان نحسسه ان مدرسته هي بيته الثاني، وهنا يلعب الأهل والمدرسين دوراً مهماً للتغلب على هذه المشكلات العابرة في أكثر الأحيان .
التعلیقات