نتائج الاهمال الأبوي
مجلة الزهراء عليها السلام
منذ 8 سنوات
من خلال نظرة سريعة وخاطفة إلى صفات كل من الأًم والأب في المنزل، نستطيع أن نلمس عن كثب اهمية اداء الدورين معاً، فالرجل يتّصف بالقوة والشجاعة والاقدام والحزم والشدة والصلابة، أما المرأة فتتصف بالعاطفة والليونة، وغيرها من الصفات التي تناسب طبيعتها الانثوية.
وتعاضد التوجيهين بما يحملان من خصال كل من الأب والأم واشتراكهما معاً في العملية التربوية، يؤدي إلى خلق توازن نفسي وسلوكي لدى الاولاد، مما يعني بالتالي توفير الظروف المناسبة لصناعة جيل خالٍ من العقد والمشاكل، جيل يتمتع بصفات نفسية ثابتة، وشخصية رصينة تتسم بالهدفية والابداع.
وهذا ما يفتقده شباب عصرنا، الذي يفتقر إلى أبسط معالم الشبيبة المثالية، فشباب اليوم تسيطر عليه الاهواء والنزعات الفردية والانحلال والتفسخ والضياع، الاّ القلة منهم وهم نادرون.
ولكي نكون منصفين، ينبغي لنا أن لا ننحو باللائمة على الأبناء فقط، فهؤلاء ضحية لتربية وتوجيه الاسرة التي فقدت التوازن.
ولهذه الظاهرة اسباب وعلل، منها:
ـ الروح الاتكالية لدى الزوج: ان سيطرة الروح الاتكالية وهيمنتها في حياة الأب، تشكّل عاملاً مهماً في ايجاد هذه الظاهرة، والباعث على اتكاله والقائه المسؤولية على عاتق الزوجة، هو ملاحظته أن الام اكثر اقتداراً منه في اداء المهمة بسبب ملازمتها للبيت والاسرة ليلاً ونهاراً.
ـ ضعف الحس التربوي: وهذا يشكّل عاملاً آخر من عوامل خلخلة البناء الأسري، فعدم وعي الأب لدوره ومسؤوليته تجاه الاولاد، وضعف الحس التربوي لديه يؤدي به إلى الانكفاء، وترك العملية التربوية تُدار من قبل الزوجة فقط، اما هو فينتحي جانباً دون أن يكون له دور متميّز في توجيه اولاده وتربيتهم، وملاحظة متطلباتهم واحتياجاتهم.
ـ انشغال الزوج باعماله ومهامه: ان انشغال الاب المفرط باموره الخاصة، يسبّب اهماله للعائلة، وإذا ما أقبل إلى البيت يُقبل وهو منهمك القوى، فلا يكلّف نفسه عناء السؤال عن احوال أولاده، وكيف يقضون أوقات فراغهم ومع مَنْ؟
فتصرفات الابناء سواء كانت ايجابية أم سلبية، تعتمد اساساً على مدى المعاملة الاسروية، وقد جاء في الحديث الشريف: "رحم الله عبداً أعان ولده على برّه والاحسان إليه والتألف له وتعليمه وتأديبه".
والاسلام بدوره اهتم اهتماماً بالغاً بهذا الأمر التربوي، وأوصى به المسلمين، حفاظاً على المجتمع من التصدّع الاخلاقي، وأشار على الابوين، بايجاد الجو العائلي الدافىء الذي تسوده روح المحبة والتفاهم والاحترام، لان هذه الصفات بمجموعها تعطي شعوراً بالامان وثقة عظيمة بالنفس وقدراتها، وتحمي العائلة من الامراض النفسية.
كما ان الأم تلعب دوراً مهما في تنمية وارشاد الطفل وتوعيته، وكذلك الأب له الدور الخاص به والذي لا يقل عن دور الأم، في تكوين شخصية الطفل وصياغتها بالشكل السوي، ودور الأب يتحدد من خلال معاملته لاطفاله وتوجيهه لهم، واصغائه لكل ما يرغبون في التحدّث به.
التعلیقات