المسؤولية الأبوية: بين الاهتمام المفرط والاهمال المطلق
مجلة الزهراء عليها السلام
منذ 8 سنوات
يُبدي بعض الآباء، رعاية زائدة لاطفالهم، تتعدّى الحدود المعقولة، الى درجة تفقدهم الاعتماد على النفس وتبرز لديهم صفة الاتكاليّة وعدم القدرة على اتخاذ اي قرار أو الاقدام على اية خطوة مهما كانت تافهة أو بسيطة دون الرجوع الى الآباء، بل وقد ينوب الآباء، في بعض الاحيان، عن ابنائهم في الاختيار ولا يمنحونهم فرصةً لإظهار مواهبهم
والحقيقة إنّ النوعين من الآباء، مخطئون في سلوكهم تجاه ابنائهم، وقد وقع منهم الافراط او التفريط.
وهناك صنف من الآباء يخوِّل ابناءه في كلّ الامور حتى وان كانوا غير جديرين بتحمّل الاعباء والمسؤوليات ممّا يؤدّي الى اشاعة الفوضى في المنزل، والى تصدّع الاستقرار الأسري.
الأبناء وتبعات الآباء
ويأتي بين هؤلاء وهؤلاء؛ الآباء الفاعلون الذين يمارسون دوراً أساسياً في عمليّة البناء الفكريّ والسلوكيّ للاطفال، وتعليمهم ما يجهلون من الحقائق، وتوضيح ما استشكل عليهم من مسائل، فالأب يؤدّي هذه المسؤوليّة الجسميّة بمعيّة الزوجة التي تقوم بدورها في ترجمة أمومتها الى الواقع العملي.
اما الآباء الخاملون فهم على النقيض من ذلك، إذ يشكّلون بذاتهم عبئاً اضافياً في الاسرة، متكلين على زوجاتهم في ذلك، دون ان يعوا مقدار خسارة الاطفال لتوجيهاتهم وملاحظاتهم وما يترتب على تلك الخسارة من رجحان احدى كفتي الميزان. وتخلخل البناء النفسي لديهم.
من هنا تأتي شكاوى بعض الامهات الواعيات من ازواجهن.. فبعضهن يعوّلن على هذه المسألة ويعتبرنها مهمة للغاية، فهنّ اعرف بمكامن الخطر من فقدان توجيه الآباء تجاه أبنائهم او ضعف ذلك التوجيه على اقل التقادير، اما بعضهن الأخر فيمارسن أدوارهن دون ان يحدثن ضجيجاً في البيت ودون ان ينتظرن التفاتة ازواجهن ازاء العملية التربوية او تدخّلهم في صياغة القرار العائلي.
من هنا تأتي الطامة الكبرى، فليس من المفترض أن يكون في الحسبان رضا الزوجة او عدم رضاها، بقدر ما يترتب على الاطفال مستقبلاً من تبعات تلازمهم طوال حياتهم.
التعلیقات