الاعتدال في الغريزة الجنسية
ياسر الشريعتي
منذ 8 سنواتالإسلام دين الاعتدال، والإفراط والتفريط من علامات الجاهل، وهذا ما ورد عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): "لا ترى الجاهل إلّا مفرِطاً أو مفرِّطاً" (1)، كما ونعلم أنّ خير الأمور أوسطها، ولا شك أنّ إرضاء الغريزة الجنسية وعدم كبحها أمر ممدوح وضروري في الحياة البشرية، لكن الإفراط في هذا الجاب يسبّب آفات عديدة يجب أن نحترز منها، فكما أنّ الانسان يحتاج إلى النوم لكن لا يقضي جميع ساعات يومه في النوم.
وهناك مجموعة من الآيات والروايات تحث المؤمن على الاهتمام بالغريزة الجنسية وعدم التنازل عنها، وفي المقابل هناك عدة من الروايات تحذّر من الإفراط في الممارسة الجنسية.
وما يخضع له عقل الإنسان هو الالتزام بحدود الاعتدال، فالإفراط والتفريط كلاهما مضرّان بالصحّة في هذ الأمر، ويؤكد على ذلك قول النّبيّ الأعظم (صلّى الله عليه وآله): "من أراد البقاء...وليُقلّ مجامعة النساء(2)، كما ونقل مضمون هذا الحديث أيضاً عن أمير المؤمنين الامام علي (عليه السلام)، وذلك لمّا سئل عنه عن الجماع قال: "حياء يرتفع وعورات تجتمع أشبه شيء بالجنون، الإصرار عليه هَرَم ... .(3)
وقال أيضا أمير الكلام (عليه السلام): "إيّاك والكثرة الوله بالنساء والإغراء بلذّات الدنيا، فإنّ الوله بالنساء ممتَحَن والغَريّ باللذات ممتَهن". (4)
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1. نهج البلاغة، الحكمة 70.
2. من لا يحضره الفقيه، ج3، ص555.
3. غرر الحكم ودرر الكلم، ترجمة محمد علي الانصاري، ص 386.
4. مستدرك الوسائل، ج14، ص159.
مأخودة من كتاب "التربية الجنسية في الكتاب والسنة" علي نقي الفقيهي
التعلیقات