التلذذ الجنسي
ياسر الشريعتي
منذ 8 سنواتالاستمتاع الجنسي هو أشهى التلذذات الدنيوية والأخروية؛ ولأجل ذلك نرى أن أكثر الجرائم والجنايات ترتبط بالغريزة الجنسية مباشرة أو غير مباشرة،
فيقول الإمام الصادق (عليه السلام): "ما تلذّذ الناس في الدنيا والآخرة بلذة أكثر لهم من لذة النساء وهو قول الله تعالى "زين للناس حبّ الشهوات من النساء والبنين"(1) ... وانّ أهل الجنة ما يتلذذون بشيء من الجنة أشهى عندهم من النكاح لا طعام ولا شراب" (2).
فإننّا نتلذذ بالأكل والشرب، لكن التلذذ الجنسي يختلف تماماً عن غيره؛ لأنّه مستلزم للاختلاط بجنس المخالف و يرتفع بها الاحتياجات الفطرية نحو الاحتياج إلى المحبّة وحبّ الجمال وإرضاء احتياج البشر إلى الإحساس والألفة.
ومن معلوم أنّ الغريزة الجنسية ليست هي التمايل إلى الجنس المخالف والتداعب فحسب، بل هي تتكون مجموعة من احتياجات واحساسات وعواطف.
فالغريزة الجنسية تختلف عند الانسان والحيوانات الأخرى؛ لأنّ لها آثار نفسية وأخلاقية في النكاح ما نجدها في غير الإنسان، وإلى هذا المطلب أشارت الآية الشريف في الذكر الحكيم حيث قال: "ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزوجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكرون".(3)
نستنتج من الآية الكريمة هذه النقاط:
1. السكنية والاطمئنانية هي من غايات خلق الإنسان وتحصل من كمال المؤانسة بين الرجل والمرأة.
2. خلق الله تعالى الذكر والأنثى وأودع فيهما خصل جسمية ونفسية، وغاية الخلق لا تتحقّق الا مع فرض الرابطة بينهما.
3. خلق الله الذكر والأنثى، ولهما عازات لا يمكن قضائها إلا جنس المخالف.
4. الاحتياجات الجسمية والنفسية، انّما ترتفع بابراز المحبّة والحنان.
5. الله سبحانه وتعالى جعل قوة إبراز المحبّة في سريرة كلّ من الزوجين.
6. من أبرز مصاديق حكمة الله تعالى هو أبعاد النفسية لكلّ من الذكر والأنثى واحتياجاتهم إلى الآخر.
فالغريزة الجنسية ليست منحصرة في الاستمتاع والتلذذ فحسب، بل هي مجموعة من رفع الاحتياجات النفسية والجسمية وسلامة العواطف والاحساسات.
ـــــــــــــ
1. آل عمران، الآية 14.
2. الكافي، ج5، ص321، وسايل الشيعة، ج20، ص 23.
مأخوذة من كتاب "التربية الجنسية" علي نقي الفقيهي
التعلیقات