الصداقة من منظور أهل البيت (ع)
موقع نور فاطمة (ع)
منذ 8 سنوات
الصداقة من الأمور المهمة في حياة الإنسان فبدونها
الإنسان يعتبر وحيدا ولكن للصداقة مفهوم عند أهل
البيت عليهم السلام يختلف عن المفهوم الذي هو شائع عند الناس في هذه الأيام وهنا أذكر بعض الروايات
عن أهل البيت عليهم السلام بخصوص الصداقة والصدبق
فالصداقة أو الصديق لها تعريف عند أهل البيت (ع)
عن أبي عبد الله ع قال " لا تسم الرجل صديقا سمة معروفة حتى تختبره بثلاث تغضبه فتنظر غضبه يخرجه
من الحق إلى الباطل و عند الدينار و الدرهم و حتى تسافر معه "
وعنهم أيضا " إنما سمي الصديق صديقا لأنه يصدقك في نفسك و معايبك فمن فعل ذلك فاستنم إليه فإنه الصديق "
كيفية اختيار الصديق
لاختيار الصديق معيار عند أهل البيت وليس كما يستخدمه الناس من معيار خاطئ فمعيار أهل البيت عليهم السلام في اختيار الصديق نراه في هذه الأحاديث المروية عنهم عليهم السلام
أن عبد الله بن جعفر افتقد صديقا له من مجلسه ثم جاءه فقال أين كانت غيبتك قال خرجت إلى عرض من أعراض المدينة مع صديق لي فقال له إن لم تجد من صحبة الرجال بدا فعليك بصحبة من إن صحبته زانك و إن تغيبت عنه صانك و إن احتجت إليه أعانك و إن رأى منك خلة سدها أو حسنة عدها أو وعدك لم يحرمك و إن كثرت عليه لم يرفضك و إن سألته أعطاك و إن أمسكت عنه ابتدأك
عن َ الصَّادِقُ ع قال لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ "مَنْ غَضِبَ عَلَيْكَ مِنْ إِخْوَانِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمْ يَقُلْ فِيكَ شَرّاً فَاتَّخِذْهُ لِنَفْسِكَ صَدِيقاً "
وأيضا هناك معيار آخر فعَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أَنَّهُ قَالَ " لَا يَكُونُ الصَّدِيقُ صَدِيقاً حَتَّى يَحْفَظَ أَخَاهُ فِي ثَلَاثٍ فِي نَكْبَتِهِ وَ غَيْبَتِهِ وَ وَفَاتِهِ "
وأيضا ورد عنهم
" من بصرك عيبك و حفظك في غيبك فهو الصديق فاحفظه "
"الصديق من كان ناهيا عن الظلم و العدوان معينا على البر و الإحسان "
" في الشدة يختبر الصديق "
" عند زوال القدرة يتبين الصديق من العدو "
" من دعاك إلى الدار الباقية و أعانك على العمل لها فهو الصديق الشفيق "
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ " لَا تَكُونُ الصَّدَاقَةُ إِلَّا بِحُدُودِهَا فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ هَذِهِ الْحُدُودُ أَوْ شَيْءٌ مِنْهَا فَانْسُبْهُ إِلَى
الصَّدَاقَةِ وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ مِنْهَا فَلَا تَنْسُبْهُ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الصَّفةِ فَأَوَّلُهَا أَنْ تَكُونَ سَرِيرَتُهُ وَ عَلَانِيَتُهُ لَكَ
وَاحِدَةً وَ الثَّانِي أَنْ يَرَى زَيْنَكَ زَيْنَهُ وَ شَيْنَكَ شَيْنَهُ وَ الثَّالِثَةُ أَنْ لَا تُغَيِّرَهُ عَلَيْكَ وِلَايَةٌ وَ لَا مَالٌ وَ الرَّابِعَةُ أَنْ لَا يَمْنَعَكَ
شَيْئاً تَنَالُهُ مَقْدُرَتُهُ وَ الْخَامِسَةُ وَ هِيَ تَجْمَعُ هَذِهِ الْخِصَالَ أَنْ لَا يُسْلِمَكَ عِنْدَ النَّكَبَات "ِ
" يمتحن الصديق بثلاث خصال فإن كان مؤاتيا فهو الصديق المصافي و إلا كان صديق رخاء لا صديق شدة تبتغي منه مالا أو تأمنه على مال أو تشاركه في مكروه "
" صديقك من نهاك و عدوك من أغراك "
" لا خير في صديق ضنين "
أما أهمية الصداقة في نظر أهل البيت عليهم السلام
" أعجز الناس من قصر في طلب الصديق و أعجز منه من وجده فضيعه "
" الصديق نسيب الروح و الأخ نسيب الجسم "
" الصديق أقرب الأقارب "
" الصديق أفضل الذخرين "
" الصديق أفضل العدتين "
" الصديق أفضل عدة (عداوة) و أبقى مودة "
" الصديق إنسان هو أنت إلا أنه غيرك "
" من النعم الصديق الصدوق "
" الأصدقاء نفس واحدة في جسوم متفرقة "
" إخوان الصدق زينة في السراء و عدة في الضراء "
وَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الْغِفَارِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَال " َ أَكْثِرُوا مِنَ الْأَصْدِقَاءِ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُمْ
يَنْفَعُونَ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ أَمَّا فِي الدُّنْيَا فَحَوَائِجُ يَقُومُونَ بِهَا وَ أَمَّا الْآخِرَةَ فَإِنَّ أَهْلَ جَهَنَّمَ قَالُوا فَما لَنا مِنْ
شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ "
عن الإمام الصادق ع " اصحب من تتزين به ولا تصحب من يتزين بك "
أما ما يفسد الصداقة
فعن الإمام الهادي عليه السلام " المراء يفسد الصداقة القديمة ويحلل العقدة الوثية وأقل ما فيه أن تكون فيه
المغالبة والمغالبة أسّ أسباب القطيعة "
أما كيفية المحافظة على الصداقة
عن الإمام الصادق ع " إذا أردت أن يصفو لك ودّ أخيك فلا تمازحنه ولا تمارينه ولا تباهينه ولا تشارّنه "
عن الإمام العسكري ع " من كان الورع سجيته والكرم طبيعته والحلم خلته كثر صديقه والثناء عليه وانتصر
من أعدائه بحسن الثناء عليه "
عن علي ع " لا يفسدك الظن على صديق أصلحه لك اليقين "
أما الفوائد التي تترتب على الصداقة
فقد جاء في (تفسير القمي) الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ يعني الأصدقاء يعادي بعضهم بعضا
و قال الصادق ع ألا كل خلة كانت في الدنيا في غير الله فإنها تصير عداوة يوم القيامة و قال أمير المؤمنين ع "
و للظالم غدا بكفه عضة و الرحيل وشيك و للأخلاء ندامة إلا المتقين "
و عن أبي عبد الله ع في قول الله فَما لَنا مِنْ شافِعِينَ وَ لا صَدِيقٍ حَمِيمٍ قال الشافعون الأئمة و الصديق من المؤمنين
وأخيرا أهدي لكم هذا الحديث المروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله
" صديق عدو علي، عدو علي "
التعلیقات