أهمية التربية
موقع موضوع
منذ 8 سنواتإنّ من أوّل ما يتبادر إلى ذهن الآباء حين يرزقهم الله تعالى بمولود قضيّة قي غاية الأهميّة بالنّسبة لهم ألا وهي التّربية، كما أنّ التّربية هي من أدوات
العمليّة التّعليمية وإحدى أهم الرّسائل التي يحملها كثيرٌ من المعلّمين والمرّبين في كافّة مجالات الحياة، فكما أنّ الأبوين هما مربّيان لأولادهما فإنّ المعلم هو مربٍّ لطلّابه أيضاً؛ فالرّسالة التّربويّة لا تقتصر على صنفٍ من النّاس بل هي من مهمّات كثير من النّاس الذين يتحمّلون المسؤوليّة في مرحلةٍ من مراحل حياتهم. وتعرف التّربية بأنّها صناعة الإنسان أي تشكيل هويّته وشخصيّته، ومنهم من يعرّفها بأنّها مجموعة الوسائل والأدوات التي يمارسها المربّي من أجل بناء الإنسان من الصّغر إلى الكبر بالاعتماد على أسلوب التّدرج في التّربية، واستخدام جميع وسائل التّرغيب أو التّرهيب المتاحة، وتتّسم العمليّة التّربويّة بعدّة سمات منها: أنّها عمليّة مستمرة في جميع مراحل حياة الإنسان العمريّة وإن كانت تتركّز معظم جهود التّربية في المراحل العمريّة الأولى من حياة الإنسان، إلى جانب أنّها عمليّة متدرّجة كما أسلفنا تنتقل من الصّغير إلى الكبير ومن البسيط إلى المعقّد من الأمور.
أهميّة التربية
إنّ أهميّة التّربية تكمن في عدّة نقاط نستطيع أن نجملها في الآتي:
العمليّة التّربويّة كوسيلة لبناء شخصيّة الإنسان وتشكيل هويّته؛ فشخصيّة الإنسان تتشكّل بشكلٍ كبير في مراحل حياته العمريّة الأولى، وإنّ توجيهات الأبوين وإرشاداتهما تنطبع في ذاكرة الإنسان وتساهم في تشكيل هويّته الاجتماعيّة ومدراكه نحو الحياة والعالم من حوله، فالطّفل حين تطرق مسامعه كلمات أبويه التي توجّهه نحو الحسن من القول والفعل فإنّها بذلك تزرع في نفسه كثيرًا من القيم والمبادىء التي تبقى راسخةً في ذهنه، وتعمل على ضبط سلوكه في الحياة مستقبلًا، كما أنّ متابعة الأبوين لأبنائهما وتعاهدهما بالتّربية والتّعليم في كلّ مراحل أعمارهم، يساهم ذلك في تثبيت القيم النّبيلة في نفوسهم وترسيخها، فحين تتكرّر على مسامعهم كلمات التّوجيه والتّربية فإنّها تعلق بذهنهم ويسعون باستمرار ليتبيّنوا حقيقة تلك التّوجيهات وفوائدها ونفعها في الحياة ودورها في تقويم شخصيّتهم وتجميلها .
التّربية كسمة حضاريّة من سمات المجتمع الرّاقي المتمدّن؛ فالتّربية بلا شكّ تصنع رجالًا مؤهّلين قادرين على البذل والعطاء دائمًا، ذلك بأنّ التّربية تسهم في صناعة إنسان مكتمل الأركان، بينما يسبّب القصور في التّربية خللًا في بنية الإنسان النّفسية والثّقافيّة والاجتماعيّة، وبالتّالي يصبح غير قادرٍ على العطاء، وأن يكون لبنةً نافعة في مجتمعه. وأخيرًا على الحكومات أن تتنبّه إلى أهميّة أن تكون التّربية من مكوّنات العمليّة التّعليمية التي تخلّت كثيرًا عن معاني التّربية وابتعدت عنها.
التعلیقات