الاشباع العاطفي أين ومتى نجده ؟
موقع نور فاطمة (ع)
منذ 8 سنواتقال الله تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَـلَقَ لَـكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنـُوا إِلَيْهَـا
وَجَعَـلَ بَيْنَكُمْ مَـوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) .
الاشباع العاطفي ومتى نجده
ذات يوم نظرت الزوجة لزوجها وقالت له بصوت مبحوح وكله حياء :
إن جارنا يُقبل زوجته في كل صباح وهو ذاهب للعمل ، فلماذا لا تفعل مثله ؟
رد عليها بقسوة وتسرع : ولكنني لا أكاد أعرفه !!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع شديد الأسف هذا الفتور وهذه الفجوة بين الزوجين تكاد تكون واقع أكثر البيوتات في مجتمعاتنا ! ولكن السؤال المُلح والمنطقي ، ما أسباب هذه الفجوة وهذا الفتور ؟
لعل الأسباب كثيرة تختلف من بيت إلى آخر ولكن من أهم الأسباب كما أرى :
السبب الأول :
ربما بسبب إستهلاك العاطفة بين الزوجين في المدة التي تسبق الزواج ، وهي ما تُعرف عندنا بفترة الخطوبة .
ففي هذه الفترة يتسابق كل منهما لإفراغ ما لديه من عاطفة لتحسين صورته أو لنيل أعلى درجات الرضا والقبول للآخر .
من هنا تكمن هذه الفترة حرجة للطرفين ، قد ينجح البعض فيها وقد يسقط ويفشل ، ولهذا من الأفضل هو السعي بجد وتخطيط لعدم ترك مدة ما قبل الدخول والزواج (أي فترة الخطوبة) مدة طويلة كما نشاهد هذه الأيام في مجتمعاتنا ، ففي بعض الحالات تستمر لسنوات وهذه قد تصبح كارثة تزلزل العش الزوجي في المستقبل ، حيث مع طول المدة أيضاً تبرز بعض الإشكاليات والسلبيات والمشاكل والتي تنتهي في الغالب إلى الطلاق والعياذ بالله .
إذن ما هي المدة المقبولة والمعقولة لـ فترة الخطوبة ؟
في تصوري الشخصي أن لا تتجاوز المدة لفترة الخطوبة الستة أشهر ، ما لم يكن هناك سبب حرجا مثلاً ، ففي الستة أشهر المدة الكافية للرجل والمرأة للإعداد والتجهيز لإقامة الزواج والإجتماع تحت سقف واحد .
السبب الثاني :
إتساع الفجوة بين الزوجين وكثرة المشاكل .
فمع وجود المشاكل بين الزوجين تتوقف شرايين الإمداد العاطفي عن العطاء ، وحينها ينقطع التبادل الطبيعي من الحب والمودة والرحمة وتبرز حالات النفور وفي بعض الحالات إلى الكره الأعمى .
السبب الثالث :
الزواج المصلحي ، أي القائم على المصلحة !
وهذا النوع مع الأسف دارج هذه الأيام في أوساط بعض شبابنا ، فهو ينظر للزواج كأحد الكماليات كالسيارة والجوال والكمبيوتر !!
بالإضافة لوجود تشجيع غير طبيعي من أصدقاء السوء كما يحدث أحياناً !
وبالتالي تصطدم الأمنيات والأحلام لكل منهما ، فالمرأة تريد الإستقرار والدفئ والحماية من الرجل ، والرجل يتطلع لمساهمة الزوجة الموظفة في تخفيف عبئ المصاريف ومتطلبات الحياة !!
ومما يفهم من كثير الأخبار عن الأئمة الأطهار عليهم السلام ، أن هذا النوع من الزواج يفتقد للبركة والتسديد السماوي له والإستمرار ، حيث جاء في الأحاديث المتواترة عن أهل بيت العصمة ، النهي من الزواج لأجل المصلحة ، ففي الخبر : من تزوج إمرأة لمالها أو لجمالها .. حرمه الله من مالها وجمالها .
وفي المقابل نجد الحث والتشجيع في الروايات على الزواج من صاحبة الدين أو ما يطلق عليه في الأخبار بالمؤمنة فتأمل .
ولا يعني من هذا العرض النهي من الزواج من المرأة الموظفة والمدرسة وما أشبه ، وإنما العبرة أن تكون مقدمات الزواج تتمتع بالإخلاص والوفاء والصدق وحسن النية .
السبب الرابع :
يقول به البعض .. أن وجود الأولاد مع ديمومة العشرة الزوجية سبباً في الجفاف والفتور العاطفي .
وهذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلة ، لما قد صرحت به الآيات في القرآن الكريم حين تصف الأولاد بالزينة في الحياة الزوجية ، ومن أن الرجل لا يبتغي الأولاد إلا من زوجة يحمل لها في قلبه أعلى درجات المشاعر والحب الكبير .
ولكن يبدو لي أن هناك سبباً قد يعلن حالة الجفاف العاطفي ، وحالة النفور بين الزوجين ، وهو عدم قناعة أحدهما بالآخر ، مما قد يسبب تصدع الحياة الزوجية وربما يحصل الفراق والعياذ بالله .
التعلیقات