مشغول دوماً؟ هذا يعني أن صحتك العقلية أفضل
موقع صحتي
منذ 8 سنواتبالرغم من أن العديد من الأشخاص يشتكون من كون جدولهم اليومي مزدحم جداً إلا أن دراسة حديثة
بينت أن الانشغال الشديد قد يكون جيداً للعقل.
وجدت دراسة أجريت على البالغين أن أولئك الذين كان جدولهم اليومي مزدحماً كانت نتائجهم باختبارات الذاكرة ومعالجة المعلومات والمنطق أفضل من غيرهم.
قال الباحثون أن النتائج لا تثبت أن “الانشغال” يجعلك أكثر ذكاء ولكن الأشخاص الأكثر انشغالاً يتعرضون لتحفيز دماغي أعلى كما تتواجد لديهم مصادر أكثر مثل دخل أعلى يساعدهم على قيادة حياتهم النشطة.
في المقابل، نشرت دراسة سابقة أن تعلم مهارات حديثة لدى البالغين يساعد على تحسين الحدة العقلية بشكل عام. وفقاً لقائدة البحث سارة فيستيني. وأضافت فيستيني وهي باحثة في مركز طول العمر الحيوي في جامعة تيكساس في دالاس: “نحن نعتقد أن البقاء مشغولاً جيد لمعرفتك”.
نشرت نتائج البحث في السابع عشر من مايو في مجلة Frontiers in Aging Neuroscience.
تتوافق نتائج هذه الدراسة مع تلك التي وجدت في العديد من الدراسات السابقة كما ذكر الباحثون.
وجدت أبحاث سابقة أن البالغين المتقدمين في العمر والذين كانوا أكثر نشاطاً عقلياً، جسدياُ أو اجتماعياُ كانت وظائف الدماغ لديهم أفضل واحتمالية إصابتهم بالخرف أقل. في الواقع، تنصح جمعية الألزيهايمر بممارسة الثلاثة أنواع من النشاطات للحفاظ على صحة الدماغ.
ووفقاً لفيستيني فإن الانشغال عادة قد يكون وسيلة المشاركة المعرفية للعديد من الأشخاص في الحياة اليومية.
لإجراء هذه الدراسة قامت فيتنيسي وزملائها من الباحثين بطلب من 330 رجل وامرأة تقييم مقدار انشغالهم عن طريق بعض الأسئلة مثل “كم من المرات يكون لديك العديد من الأمور التي يجب أن تُنجز في يوم واحد” وكان عمر المتطوعين للدراسة يتراوح ما بين 50 وال89. كما قام الباحثون بإعطاء المتطوعين مجموعة من الاختبارات التي تقيس الذاكرة، سرعة معالجة المعلومات، المنطق والمفردات. بشكل عام، وجدت الدراسة أنه كلما كان الأشخاص أكثر انشغالاً في حياتهم اليومية كلما كان أداؤهم أفضل خاصة عندما يتعلق الأمر بتذكر بعض الأحداث من السابق. لم يتم تفسير النتائج وفقاً للعمر أو المستوى التعليمي.
قالت البروفيسورة ديبرا فليشمان وهي بروفيسورة في علوم الأعصاب والسلوكيات في جامعة راش في شيكاغو أنه هنالك تفسيرات محتملة لوجود رابط. الوظيفة، الدخل، الأخلاق والعرق كلها عوامل مهمة يمكنها التأثير على امكانية وجود المصادر التي تدعم أسلوب حياة نشيط. بالإضافة إلى أن صحة الأشخاص الجسدية والعقلية قد تؤثر على النشاطات اليومية ونتائج اختبارات الذاكرة والتفكير (الاختبارات المعرفية).
قالت فيستيني أنها كانت مهتمة بدراسة هذا الموضوع لأن الأشخاص عادة يتحدثون عن جداولهم اليومية المزدحمة ولكن هنالك عدد قليل من الأبحاث التي تربط ما بين الانشغال والصحة.
اقترح الباحثون أن الجدول اليومي المزدحم قد يسبب مستويات غير صحية من التوتر من جهة ومن جهة أخرى قد يقدم الأشخاص المشغولين مشاركة كاملة الجهد بالحياة. وفقاً للبروفيسورة فليشمان فإنه قد يكون من المثير للانتباه معرفة إن كان المشاركون في الدراسة متوترين بشأن جداولهم اليومية وهذا قد يختلف باختلاف العمر. وأضافت أن البالغون المتقدمون في العمر قد يرون الجدول المزدحم أمراً جيداً وهي علامة على أن لديهم هدفاً في الحياة ولكن قد يكون هنالك احتمالية أن يرى البالغون الأصغر عمراً الانشغال أمراً سلبياً. كما أضافت أن الدراسة الحالية لم تذكر شيئاً عن أنواع النشاطات المتعلقة بتحسين المهارات العقلية بعكس ما قامت به دراسات سابقة والتي بينت أن النشاط الجسدي، المهارات العقلية مثل القراءة والأحجيات والنشاطات الاجتماعية مفيدة.
قالت البروفيسورة فليشمان: “النشاطات اليومية مهمة لتطوير الصحة المعرفية للأشخاص الذين تجاوزوا الخمسين من العمر” وهو ما أكدت عليه فيستيني بأن هذه الدراسة تقدم تحفيز إضافي للبحث عن نشاطات إضافية والتعلم المستمر واكتسابات مهارات جديدة باستمرار خلال سن البلوغ.
التعلیقات