أوضحي لنا نظرة الإسلام إلى الطلاق.
موقع مفتاح
منذ 8 سنوات
عن الإمام الصادق عليه السلام: "إنّ الله (عزّ وجلّ) يحبّ البيت الذي فيه العرس
ويبغض البيت الذي فيه الطلاق وما من شيء أبغض من الطلاق"(۱).
الطلاق هـو هـدم لبـناء أحبّه الله تعالـى وحثّ الناس عليه ألا وهــو الـزواج، فالزواج رغم كونه أمراً محبوباً عند الله تعالى وسبباً من أسباب كمال الدين وحصناً يقف في وجه المعاصي، إلّا أنّ الله تعالى لم يُرد إجبار الناس على التزام هذا البيت ولا التحصّن بهذا السور، فإنّ الإلزام قد يكون له الكثير من الآثار السلبيّة التي تجعل الإنسان يتردد كثيراً قبل الدخول إلى قفص الزواج الذي لن يستطيع الخروج منه بعد ذلك، بالإضافة إلى كون الإلزام يُجافي الواقع ويتعالى عن المشاكل الحقيقيّة التي يمكن أن يقع بها بعض الأزواج بشكل لا يُبقي أمامهم حلّاً إلّا الانفصال، ولعلّ هذه الأمور وغيرها من الأمور التي يعلمها الله تعالـى جعلت الطلاق غير محرّم شرعاً، وتركت الباب مشرعاً أمام هذا الخيار، ولكن في الوقت نفسه وجّه تعالى الإنسان نحو الابتعاد عن الطلاق وعدم الأخذ بهذا الخيار ما أمكن.
وعن الإمام الباقر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أوصاني جبرئيل عليه السلام بالمرأة حتّى ظننت أنّه لا ينبغي طلاقها إلّا من فاحشة مبيّنة"(٢).
وقد أكّد تعالى على كراهيّة هذا الأمر حتّى جعله أبغض الأشياء كما في الرواية السابقة عن الإمام الصادق عليه السلام، بل نجد بعض الروايات لا تتوقّف عند مبغوضيّة الطلاق بل تتعدّى ذلك إلى مبغوضيّة من يقوم به ويختاره.
فعن الإمام الصادق عليه السلام: "ما من شيء ممّا أحلّه الله أبغض إليه من الطلاق وإنّ الله يُبغض المطلاق الذوّاق"(۳).
فخيار الطلاق رغم عدم تحريمه شرعاً إلّا أنّه ينبغي الوقوف عنده كثيراً والابتعاد عنه ما أمكن، بل عدم أخطاره في الذهن حتّى لا يُصبح الحلّ الأسهل للتهرّب من أيّ مشكلة يمكن أن يقع بها الزوجان.
المصادر:
۱- من لا يحضره الفقيه، ج۳، ص۴۴۰.
٢- الكافي، ج۶، ص۵۴.
۳- ميزان الحكمة، ج٢، ص۱۱۸۴.
التعلیقات