لماذا قد نضحك حين نشعر بـالخوف ؟
موقع شبابيك
منذ 7 سنواتقد تظن أن الضحك هو ردة فعل على السرور والشعور بالمتعة،
لكن قد يحدث العكس، فعند حدوث أمر مخيف قد يكون الضحك هو ردة الفعل التلقائية، فما سبب ذلك؟
حتى الآن لا توجد آراء واضحة للعلماء حول هذا الأمر، لكن النظريات الأكثر شعبية ترتكز على افتراض أن الضحك اجتماعي بطبيعته، فحين نضحك، نحن نوصل رسالة إلى الناس المحيطين بنا. وقد نشر عالم الرئيسيات “Signe Preuschoft” دراسة حول ضحك قردة المكاك، حيث يرى أن ضحك الخوف هو بمثابة تعبير عن الخضوع.
ففي الدراسة سجّل العالِم ضحك القردة أو ابتسامها حين شعرت بالتهديد من قردة المكاك المسيطرة، وقد صاحبت ضحكات الخوف حركات الجسم المراوغة أو المنقادة. ووفقًا لـ “Preuschoft” فإن الضحك عند الشعور بالخوف يُستخدم للاعتراف بهذا الخوف وكرغبة في التعبير عن تجنب الصراع.
فيما يعتقد آخرون أن ضحك الخوف يمثّل رفض الشعور بالخوف. فنحن نشعر بالخوف، لكننا نريد إقناع أنفسنا بغير ذلك، وأن كل شيء على ما يرام. بحسب “Alex Lickerman ” يعد ذلك آلية دفاعية “فأن تكون قادرًا على الضحك خلال موقف صعب في اللحظة التي يحدث بها، أو بعدها بقليل، فهذا يعد إشارة لأنفسنا ولغيرنا بأننا نؤمن بقدرتنا على تحمّل ذلك”.
فيما يرى فريق آخر بأن ردود الأفعال المتناقضة أو التي لا تكون مناسبة لطبيعة الحدث تساهم في تنظيم عواطفنا، فالبكاء عند الشعور بالفرح الغامر، أو الضحك حين نشعر بالرعب يعمل على موازنة عواطفنا. بحسب “Wray Herbert ” “حين نكون في خطر طغيان عواطفنا، سواء كانت سلبية أم إيجابية، فالتعبير عن العواطف المتضاربة من الممكن أن يعمل على استعادة التوازن العاطفي.
أما في حالة الأفلام، فيرى بعض المنظّرين أننا نضحك لأن الرعب والفكاهة يحملان في جذورهما نفس الظواهر: التنافر والعدوان. فنحن نضحك حين يكون هناك شيء غير منطقي، يخالف توقعاتنا، أو يكسّر القوانين الاجتماعية.
في النهاية، ليس هناك تفسير واضح لظاهرة الضحك عند الخوف، فإن ضحكنا خلال مشاهدة فيلم رعب، فقد يكون كردة فعل للتعارض أو التناقض بقدر الخطر الذي يمثله، أو أننا نحاول أن نُظهر للناس المحيطين أو لأنفسنا أننا لسنا خائفين، أو أننا نحاول جاهدين تحقيق التوازن العاطفي بمواجهة خوفنا، بقليل من الضحكات.
التعلیقات