أفضل الأعشاب والنباتات للعناية بالبشرة ومقاومة التجاعيد
موقع زينة
منذ 7 سنواتما أروع خلق الله! أنواعٌ متعدّدة من النباتات من زوايا الأرض كافّةً، تخبّئ
في داخلها كنوزاً جماليّة لا تعدّ ولا تحصى، وتغدق عليكِ بخلاصاتٍ تعتني ببشرتكِ. سافري معنا في رحلة صغيرة من ربوع الطبيعة إلى خلايا البشرة!
بين النباتات وعالم الجمال قصّة عشقٍ أبديّة، تصل اليوم إلى أهميّتها القصوى. سعى المصريّون القدامى إلى استخراج خلاصة النباتات للاستفادة منها على المستوى الطبيّ. أمّا في أوروبا، فكان العطّارون يعدّون العقاقير والكمّادات المستخرجة من نباتاتٍ تُزرع في حدائق خاصّة. مع ظهور المجهر وتطوّر العلوم والتكنولوجيا، شهد هذا المجال قفزة نوعيّة، إذْ بات علماء النبات، الكيمياء والتجميل، يعملون بكدٍّ في المختبرات حتى استطاعوا ابتكار موادّ ذات تأثيرٍ خارق. لكن هذا التقدّم في عالم الجمال، أبعد الإنسان تدريجيّاً عن المفاهيم الأساسيّة، كاحترام الكائنات الحيّة والحفاظ على إيقاع الطبيعة (الديناميكا الإحيائيّة). إذاً، ليس من المستغرب أن تعود أهميّة مفهوم "الإلهام البيولوجيّ"، الذي أبصر النور في الولايات المتّحدة الأميركيّة في التسعينيّات. تفسّر Marie-Helène Lair، مديرة قسم التواصل العلميّ الدوليّ لدى Clarins: "تمّ اتّباع هذه الطريقة في التفكير، وهي تتّخذ من الطبيعة نموذجاً لها، في مجالاتٍ عدّة، كالهندسة، صناعة الطائرات والطبّ. في مجال التجميل، ساعدتنا على البحث عن عناصر فعّالة لها فوائد كبيرة، إضافةً إلى زراعة النباتات واستخراج الجزيئات منها". ما الجديد في ذلك؟ في الواقع، بدلاً من تقطيع النباتات لاستخراج الموادّ منها، تقوم المختبرات أوّلاً بدراسة الظروف البيئيّة التي تعيش فيها وتسعى لفهم دور كلّ عامل يؤثّر عليها. ثمّ تستوحي من كلّ تلك الظروف لاستخراج أفضل ما يمكن أن تقدّمه النباتات من دون التسبّب بأيّ خللٍ في التوازن الطبيعيّ...
اختيار النباتات الجيّدة
بفضل تطوّر مجاليّ علم الأحياء والفيزيولوجيا، ظهرت تقنيّات بحثٍ جديدة تسمح بفهم عالم النباتات بشكلٍ أفضل. هذه التقنيّات تعزّز المعارف الموروثة عن استخدام النباتات بهدف العلاج. في الواقع، يتطلّب تحديد قدرة نوع معيّن من النباتات على مكافحة التجاعيد أو تفتيح البقع الصباغيّة، دراسة دقيقة، فهم التركيبة، البحث في الخصائص والتأكّد منها. لذا، يتميّز كلّ مختبر بنظامٍ واستراتيجيّة خاصّين. في دار Yves Rocher، إحدى أقدم دور الجماليّة التي تعتمد على النباتات (1959)، إلى جانب Clarins (1954)، يوجد قسمٌ خاصّ بعلوم النبات تعمل فيه مجموعة من الخبراء للبحث عن طرق الاستفادة من الخلاصات لتحسين البشرة والشعر. لدى مختبرات Pierre Fabre، يتمّ البحث في المعلومات الطبيّة المتعلّقة بالنباتات، والاستفادة منها في مجال طبّ التجميل. على سبيل المثال، كانت زهرتا العطاس والبكوريّة تستخدمان في مجال العلاج بالأعشاب والطبّ التجانسيّ، قبل أن تُدرجا أيضاً في مستحضرات التجميل، لتأثيراتهما المهدّئة والمضادّة للالتهابات. أمّا في مختبرات Guerlain، لا سيّما عند ابتكار مجموعة مكافحة التجاعيد Orchidée Impériale، تستعين الدار بالعلماء لاكتشاف نباتات جديدة مفيدة في الطبّ، المجال الزراعيّ الغذائيّ، وطبّ التجميل.
الأزهار، الأوراق أو الجذور؟
كيف يتمّ اختيار الأجزاء المفيدة؟ تقول Annelise Lobstein، أستاذة في جامعة Strasbourg: "بشكلٍ عامّ، نختار النباتات المحتمل أن تكون مفيدة، نستخرج منها الخلاصات باستخدام المذيبات، ثمّ نصل إلى مرحلة تصفيتها. أصبحت هذه العمليّة اليوم آليّة، وتسمح بتحليل تأثيرات العناصر الفعّالة النباتيّة على مجموعة من الأنسجة، الخلايا الشحميّة والليفيّة...". بعد ذلك، يتمّ التخلّص من العناصر غير المفيدة، فتركّز الجهود على المكوّنات الفعّالة وغير السامّة. لكن، هل تلعب الصدف دوراً في الاكتشافات التي يتوصّل إليها الباحثون؟ نعم، فبهذه الطريقة اكتشفوا أنّ زهرة عناقيّة مدغشقر، المضادّة لتفشّي العدوى، فعّالة أيضاً في مكافحة أمراض السرطان. من أطراف الجذور القابعة تحت الأرض إلى الرؤوس المزهرة، قد يكون كلّ جزء قابلاً للاستخدام ومفيداً. بشكلٍ عام، الجزيئات المضادّة للأكسدة تكمن في الأوراق وهي الأجزاء الأكثر تعرّضاً للاعتداءات الخارجيّة، الخلايا الجذعيّة تتركّز في الساق، الزيوت المغذّية في الحبوب، أمّا الخصائص المتعلّقة بتجديد الخلايا وتصحيحها، فتتميّز بها عصارة النباتات. لكن ماذا عن الأزهار؟ منها يتمّ استخراج السكريّات، العناصر المرطّبة، والجزيئات التي تشدّ البشرة وتعيد تجانسها. فيما يختصّ بالجذور، تتّسم بخصائص مضادّة للالتهابات والفطريّات. أخيراً، يمكن استخراج الزيوت الأساسيّة من كلّ أجزاء النباتات. قد تستخدم بعض المختبرات النبتة بأكملها، فيما يختار البعض الآخر أجزاء منها فقط. بذور العنب مثلاً، غنيّة بمادّة البوليفينول المضادّة للأكسدة، أمّا الساق، فغنيّة بمادّة ريسفيراترول المكافحة لعلامات تقدّم السنّ.
الأعشاب الغريبة أفضل بكثير!
يعتقد البعض أنّ الأعشاب الغريبة والاستوائيّة هي أكثر نفعاً من تلك المحليّة أو التي نستطيع الوصول إليها بسهولة. بالطبع لا! المهمّ هو الاستفادة من تعدّد المناخات وتنوّع البيئات في كافّة أقطار العالم. الألوفيرا مثلاً هي نجمة الترطيب لأنّها تمكنّت من التكاثر في المناطق الصحروايّة! الأشنيات (نوع من الطحالب) في أيسلندا، لا مثيل لها في تحقيق التئام الجلد لأنّها قادرة على تحمّل لسعات البرد القارس. فليحيا إذاً هذا التنوّع النباتيّ!
أسرار الخلاصات
يمكن استخراج الخلاصات من النباتات الطازجة أو المجفّفة بعد نقعها في مذيبات خاصّة (زيت، مياه...). لكنّ القلق على الصعيدين البيئيّ والاقتصاديّ، دفع مختبرات التجميل نحو اللّجوء إلى تقنيّات أخرى أقلّ استهلاكاً للطاقة والمذيبات: الاستخلاص الإيكولوجيّ (باستخدام البرودة، أو غاز ثاني أوكسيد الكربون). من ميزات هذه التقنيّات هي أنّها تحسّن عمليّة امتصاص البشرة للعناصر الفعّالة. كما يوجد تقنيّات واعدة أخرى، مثل قياس الطيف والكروماتوغرافيا اللّتين تتّبعهما مختبرات Chanel بهدف متابعة تطوّر جزيئات النباتات خلال دورتها الحياتيّة، ما يساهم في استخلاص الفوائد في المراحل المناسبة.
التعلیقات