ما هي روح العبادة؟
موقع وارث
منذ 7 سنواتبِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
كما أنّ الإنسان جسم
وروح فإنّ للعبادات كذلك جسماً وروحاً.
جسم الصلاة تمثل ف التكبرات والركوع والسجود والأذكار والقراءة والتشهد والتسلم وأمثالها، أمّا روح الصلاة فهو حضور القلب والتوجه لله فحسب وقطع ارتباط القلب بغر الله، وأنّ الصلاة المقبولة عند الله ه الت تقرّب الإنسان إلى الله، وتبعده عن الفحشاء والمنكر والأعمال القبحة، وتعرج بالمؤمن إلى سماء الفضلة.
لذا نقرأ ف الرواات أنّه لا تقبل من الصلوات إلاّ ما كان فها حضور القلب (1).
وهناك طرق لنل حضور القلب ف الصلاة ذكرناها ف ج14 من تفسر الأمثل ص204 وما بعد.
وإنّ جسم الصام تمثّل ف ترك الطعام والشراب وباق المبطلات، أمّا روح الصام فظهر ف الوصول إلى قمة التقوى قول تعالى: (لَعَلَّكمْ تَتَّقُونَ ) (2)، فإن أحا الصام روح التقوى ف الصائم، عندها كون صامه جسماً وروحاً، أمّا إن كان صامه كما قال عل (عله السلام): «كمْ مِنْ صائِم لَسَ مِنْ صِامِهِ إلاّ الجُوعُ وَالعَطشُ، وَكم مِنْ قَائم لَسَ مِنْ قِامِهِ فِ اللّلِ إلاّ التَّعبة وَالسَّهرُ» (3).
إنّ المهمّ هو الاهتمام بروح العبادات بالإضافة إلى أجسامها، لأنّ من هتمون بجسم العبادات فحسب وغفلون عن روحها رتكبون أخطاء جسمة ف هذا المجال، وكذلك من لا هتمون بجسم العبادات وتخلون أنّهم ركزون على روح العبادات، فإنّهم قد ارتكبوا أضاً أخطاء وسلكوا الطرق الخطأ، فجسم الحج تمثل بالإحرام والوقوف ف عرفات والمشاعر وأعمال منى والطواف والسع والحلق والتقصر وأمثال ذلك، أمّا روح الحج فتمظهر بأنّه عندما رجع الحاج من مكة
جب أن كون إنساناً جدداً كوم ولدته أمه، لا أن رجع من هناك قد ملأ جوبه بالأموال أو اشترى أدوات وأجهزة غر مطلوبة قد صنِّعت ف دول غر معروفة مثل الصن وأمركا واسرائل، نعم، إنّ روح الحج تتمثل ف إجاد وخلق التحول والتغر ف روح الإنسان، عبر النظر إلى آثار رسول الله (صلى الله عله وآله) والتارخ الحّ للإسلام ف مكة والمدنة المنورة، وعبر السفر والسر الروح إلى قلب تارخ الإسلام وزمن رسول الله (صلى الله عله وآله) ف صدر الإسلام، وأن نظر بعن القلب كف وقف رسول الله وحداً مع خدجة وعل (علهما السلام) مقابل أنظار المشركن وأعداء الإسلام قائمن صلّون لله عزّ وجلّ، ولا فكرون ف ذلك إلاّ برضى الله عزّ وجلّ.
ولكن للأسف الشدد، فإنّ الوهابة المتعصّبة المتحجِّرة الفاقدة للتفكر قامت بتخرب الكثر من الآثار التارخة ف مكة والمدنة وهم ف سع دائم للقضاء على الآثار الباقة الأخرى.
إنّ إحدى المشاكل الأساسة ف عالم الإسلام الت نبغ على علماء الإسلام أن فكروا فها، تتمثّل بأنّ الآثار الإسلامّة ف مكة والمدنة قد وقعت ف أد عدّة أشخاص منحرفن ومبتلَْنَ بأخطاء عددة، ممن حمَّلوا الإسلام ضربات كثرة ف سائر أنحاء العالم.
وللإنفاق كذلك، جسم وروح، فجسمه تمثّل بالمساعدات المادة وغرها من قبل الناس القادرن وإعطائها للمحتاجن، أمّا روحه فهو الإخلاص وقصد القربة إلى الله تبارك وتعالى.
سؤال: لا دخل لأحد ف نة الناس، فعندما قوم شخص خّر ببناء مدرسة أو مسجد أو حسنة أو مستشفى، فما الذ غّر من ذلك الشء إذا كانت نّته الراء أو القرب إلى الله؟
جواب: إنّ هناك فرقاً شاسعاً بن من قوم ببناء المستشفى بقصد رضى الله عزّ وجلّ وخدمة المحتاجن وبن من قوم بذلك رئاء الناس والتظاهر أمامهم، فالأوّل
كون ف سع دؤوب للتقرّب إلى الله تعالى وجسر الهوّات بنه وبنه تعالى، وأمّا الآخر فدائب لاستغلال هذا الأمر عبر التظاهر به أمام الناس، أنّ هذا الفرق هو كالفرق بن من بن مكاناً لرضى الله أو سافر إلى منطقة محرومة، وبن ذلك الشخص الذ عمل وذهب إلى مكان آخر حتى جتمع حوله الناس ومدحوه، وأنّ الفرق بن هذن المثالن لا مكن أن كونا خافن عن أحد.
فالمهندس والمعمار المرائ فكر فقط بنفسه واللحظة الت عشها وذلك عبر الانتهاء من البناء واستلام النقود والوصول إلى الشهرة حتى لو أدى ذلك الأمر إلى انهدام ذلك البناء بعد مدّة قصرة وما ؤد من خسائر مادة وجسدة ف المستقبل، أمّا ذلك الذ عمل لرضا الله عزّ وجلّ فإنّه فكر أضاً ف مستقبل عمله أضاً، وقد صادفنا أثناء وقوع الزلزال ف مدنة (بم) هذن النوعن من التفكر وما أدا إله، إذ كم من مؤسسات إدارة تمّ بناؤها من قبل متعهّدن لم فكر بنّاؤوها إلاّ بجمع الأموال حث كانت فاقدة لأنظمة الأمان والقوة اللازمة فدمِّرت، أمّا المسجد الجامع للمدنة الذ كان قد بن بنّة خالصة لله عزّ وجلّ وبقصد القربة فلم تعرض للدمار، لذا فإنّ الإخلاص والراء ف العمل لهما تأثر على العمل ونتائجه ولا قتصر تأثرهما ف النّة فحسب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
1 . مزان الحكمة، ج 5، ص 2165، باب 2290، ح 9 ـ 10636.
2 . سورة البقرة، الآة 183.
3 . مزان الحكمة، ج 5، ص 2230، الباب 2356، ح 41 و 10939.
التعلیقات