الصبـــــر والظفــــــر
موقع وارث
منذ 7 سنواتبِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ
عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
إن الطريق الصحيح هو أن يعتمد الإنسان على نفسه وأن لا ينسى استعداده المخبوء في طوايا ذاته، وليعلم أن هذا العالم هو عالم الأسباب ومن الأفضل أن يعتمد الإنسان الأسباب التي تنطوي عليها نفسه.
لقد خلق الله الإنسان وجهزه بالأشياء التي تصنع شخصيته ومن ثم تؤهله لنيل السعادة.
إن من الأمور التي تعتبر شرطاً للنجاح والموفقية في الأعمال وخاصةً الأعمال الكبرى هو الصبر والتحمل، وبغير ذلك لا يمكن للإنسان أن يستمر في العمل المناسب له والذي يتوافق مع استعداداته وقابلياته، فيدع عمله في منتصف الطريق منتقلاً من عمل إلى عمل دون أن يصل إلى نتيجة.
إننا نرى الكثير من الأفراد الذين يمتازون بالنبوغ في مجالات عديدة لا يحققون شيئاً بسبب نفاد صبرهم وتنقلهم هنا وهناك، في حين نرى أشخاصاً متخلفين عنهم في الذكاء والاستعداد ـ مثلاً: كانوا ينالون في المدرسة أنصاف درجاتهم ـ ولكنهم بمثابرتهم وصبرهم وتحملهم تقدموا وشقوا طريق رقيهم حتى نالوا إعجاب الجميع.
عندما نسمع أو نرى أحداً يخترع شيئاً مهماً فإن أول شيء يخطر في بالنا هو ان نقول يا له من نابغة ويا له من عقل عجيب، وكأن الأمر في تصور البعض كان حصيلة جهد عدة ساعات أو عدة أيام، غافلين عن أهم شيء في ذلك وهو المثابرة والصبر، فقد ينفق أحدهم ثلاثين عاماً من حياته في الصحارى والرمال لكي يتوصل إلى اكتشاف أثري هام.
لا يمكن الجزم بأن المخترعين والمكتشفين يعتبرون من نوابغ عصرهم، ذلك أنه قد يوجد من هو أنبغ منهم ولكنه يفتقد ميزة الصبر.
إن الصبر هو رفيق النجاح منذ القدم، وكما يقول المثل: من صبر ظفر. إن الصبر وحده كفيل بأن يوصل الإنسان إلى تحقيق هدفه حتى ولو إلى حين وكما قال الإمام علي (عليه السلام):
"لا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان".
التعلیقات