المرجعية الدينية العليا توضح أهداف زيارة الأربعين وتبين وسائل تحقيق تلك الأهداف
موقع العتبة الحسينية المقدسة
منذ 7 سنواتجدد ممثل المرجعية الدينية العليا في الخطبة الأولى من صلاة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف بتاريخ (3/11/2017م) العزاء بمصاب سيد الشهداء عليه السلام إلى محبي وعشاق أهل البيت والامام الحسين عليهم السلام
ومن ثم أشار سماحته إلى بعض الأمور التي تهم القاصدين الى قبر الامام الحسين عليه السلام في زيارة الاربعين.
قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي "لا شك أن الزائرين في هذه الزيارة يأتون مشياً على الاقدام ويتحملون الكثير من المعاناة والمشقة خصوصاً البعض الذين يأتون من بلدان بعيدة والبعض مشياً على الاقدام عبر مئات الكيلومترات والكثير يعرض نفسه للمخاطر، فلابد للزائر ان يلتفت الى الاهداف والثمار التي يرجوها من وراء هذه الزيارة وهذا المشي على الاقدام، وكذلك يتعرف على الوسائل التي يصل من خلالها الى الاهداف التي يريدها الله تعالى ورسوله والأئمة والامام الحسين عليهم السلام، ويحرص على تحقيق هذه الاهداف، فحينئذ نكون جنينا الثمار الأخروية والدنيوية وحصلنا على منالنا ومرادنا..."
وذكر سماحته اهم اهداف زيارة الاربعين "أولاً: تخليد ذكرى الإمام الحسين عليه السلام اعلاءً لشأنه. ثانياً: تجديد العهد في الولاء والطاعة والانقياد والنصرة للإمام الحسين عليهم السلام. ثالثاً: ان تكون هذه الزيارة وما يجري فيها خلال الطريق والوصول الى هذا المقصد موسماً تربوياً... وبذلك تكون الزيارة خطوة في مجال تربية النفس على الاخلاق الفاضلة وعلى المبادئ التي جسدها الامام الحسين عليه السلام حتى تبقى حية دائماً لدى الزائر"
ودعا سماحته الزائرين الى الاستفادة من هذه الزيارة قائلاً: "لا يكن يوم خروجنا من زيارة الامام الحسين عليه السلام كيوم خروجنا من ديارنا، فهذه الرحلة الشاقة لابد لنا ان نخرج منها بثمار عظيمة، ونرتقي في تحمل واداء هذه المبادئ مع الإمام الحسين عليه السلام"
وأوضح ممثل المرجعية الدينية بعض الوسائل التي يحتاج اليها الزائر للوصول الى تلك الأهداف:
" أولاً: ان مرقد الامام الحسين عليه السلام فيه هذه النفس القدسية والروح الطاهرة، فأنا زائره عندما آتي اليه لابد أن آتيه بروح طاهرة وبنفس غير ملوثة، لذلك حينما ابتدأ من النقطة التي انطلق منها ملوثاً بكثير من الذنوب والمعاصي أبدأ بالتوبة الصادقة النصوح... وعقد العزم على أن لا أعود الى المعاصي وأندم على ما ارتكبه من ذنوب.
ثانياً: الاخلاص لله تعالى في كل شيء في مسيرك وبكائك ومواكب العزاء ومواكب الخدمة واقامة الشعائر، لتكن كلها خالصة لوجه الله تعالى، فلا يطلب الانسان لذلك جاهاً ولا ثناءً ولا مدحاً ولا اطراءً ولا شيء من حطام الدنيا، فهذه الامور كلها بركاتها وذخرها لكم يوم القيامة ورضا الله تعالى والامام الحسين عليه السلام مرهون بالإخلاص لله تعالى...
ثالثا: الالتفات الى ان هذا المشي والعزاء والمواكب والخدمة وغيرها لها قدسية وعظمة عند الله تعالى فلابد ان اعطيها حقها من القدسية والاجلال والتعظيم...
رابعاً: التحلي بالأخلاق الفاضلة والتعامل الحسن مع بقية الزائرين، وان احترم جميع الزائرين، وان اتعامل معهم بالخلق الحسن والمعاشرة الطيبة، وان يوسع صدره لهفوات الاخرين ويساعد الضعفاء والمعاقين والمتعبين من الزائرين، فهذه هي الاخلاق التي ارادها الامام الحسين عليه السلام...
خامساً: الزائر الحقيقي عليه ان يراقب نفسه وسيرته وافعاله واقواله التي تصدر منه ويراقب الله تعالى في ذلك، وينتهي عن الغيبة والنميمة والفحش والبهتان والافتراء والجدال بالباطل وغير ذلك... فعلى الزائر ان يعاهد الله تعالى على ترك هذه الأمور.
سادساً: الاهتمام التام بالواجبات الشرعية بالشكل الذي يرضي الله تعالى وخصوصا اداء الصلاة، فإذا اردتم ان تكونوا حسينيين حقاً اهتموا بأداء الواجبات خصوصا الصلاة التي هي عمود الدين وان قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها، فالخيمة لا فائدة منها بلا عمد، والصلاة معراج المؤمن...
سابعاً: استثمار فرصة وجود اهل الفضيلة واهل العلم في محطات عديدة على طول الطرق المؤدية الى مدينة كربلاء المقدسة، فلا يستحي احد منكم ان يسأل ويعرض عباداته ليصححها...
ثامناً: الاهتمام بحفظ النظام والنظافة وعدم ايذاء الزائرين وعدم الاضرار بالخدمات العامة."
واوصى الشيخ الكربلائي النساء السائرات "فنحن نمشي مواساة لأهل البيت عليهم السلام، والمرأة تمشي مواساة للسيدة زينب عليها السلام وبنات الوحي حينما جاؤوا بهذا المسير من الشام الى كربلاء، فالزائرة الحقيقية الصادقة هي التي تجعل السيدة زينب عليها السلام قدوة لها في عفتها وحجابها والحفاظ على حشمتها وكرامتها فلا شيء ادعى الى رضا السيدة زينب عليها السلام وسرورها من حفاظ المرأة الزائرة على حشمتها وعفتها وحجابها وكرامتها حينما تأتي سيراً الى مرقد الامام الحسين عليه السلام..."
واختتم ممثل المرجعية خطبته الأولى "نوصي الجميع بالحذر من مخططات الارهابيين ومحاولتهم للقيام ببعض الامور، فهم هزموا هزمة ساحقة في جبهات القتال، والان الابطال المقاتلين الذين جسدوا بصدق الولاء بالمرتبة العليا للإمام الحسين عليه السلام، فهؤلاء صدقوا عندما قالوا في زيارة الامام الحسين عليه السلام، يا لتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما، وكذلك اني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم... فعلينا كزائرين ان ندعوا لهؤلاء المقاتلين ولجميع من يدافع عن القضية الحسينية بالنصرة"
التعلیقات