السيدتان هاجر وسارة زوجتي النبي ابراهيم عليه السلام
السيد حسين الهاشمي
2024 Oct 13السيدة سارة وحياتها مع النبي ابراهيم عليه السلام
إنّ السيدة سارة، هي أول زوجة للنبي ابراهيم عليه السلام. وقد ورد في الكتب التاريخية أنها كانت بنت خالة وبنت عم للنبي إبراهيم عليه السلام، لأن والدتيهما كانتا أختين، إذ تزوجت والدة إبراهيم من تارخ، ووالدة سارة من بتوائيل، أخي تارخ. وأيضا ورد في بعض الروايات أن السيدة سارة كانت أخت النبي لوط على نبينا وآله وعليه السلام. (2) ذكرت المصادر التاريخية أن السيدة سارة قد آمنت بالنبي ابراهيم وشريعته والتوحيد مع أخيها النبي لوط عليه السلام وبعد هذا تزوجت من النبي ابراهيم عليه السلام.(3) ولأجل أنها كانت تملك الكثير من المزارع والبهائم، كانت تملك أموالا كثيرة. فبعد زواجها وهبت جميع مزارعها وماتملك إلى زوجها. (4) وبعد أن دعا النبي ابراهيم الناس في بابل إلى التوحيد ولم يؤمن به إلا القليل، هاجر النبي ابراهيم بأمر من الله مع السيدة سارة إلى الشام ثم من الشام إلى مصر.
إنجاب السيدة سارة في مرحلة متقدمة من العمر
إنّ النبي ابراهيم لم يولد له ولد من السيدة سارة حتى صارت في التسعين من عمرها. فهي كانت عاقرة حتى ذلك الوقت من العمر. وذلك لأن النبي ابراهيم عليه السلام دعا إلى الله كثيرا أن يرزقه الله ولدا صالحا يرثه، لكن الله تبارك وتعالى لم يستجب دعائه حتى بلغت السيدة سارة السن التسعين. وهذه كانت إحدى إبتلائات النبي ابراهيم والسيدة سارة من قبل الله تبارك وتعالى. فذكر في القرآن (وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا قَالَ سَلَامٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴿٦٩﴾ فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٠﴾ وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿٧١﴾ قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴿٧٢﴾ قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ ﴿٧٣﴾) (5) فبهذه البشارة العظيمة، قد شفت السيدة سارة من العقم وأنجبت النبي إسحاق على نبينا وآله وعليه السلام. ونبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من نسل النبي إسحاق عليه السلام.
كانت للسيدة سارة أمَةً قد وهبها ملك مصر إليها تسمى هاجر. فقبل أن تنجب السيدة سارة وتولد النبي إسحاق عليه السلام، وهبت السيدة سارة، أمتها السيدة هاجر إلى النبي ابراهيم عليه السلام. (6)
ولأجل هذه المعجزة من الله سبحانه وتعالى وتكلم الملائكة مع السيدة سارة، كما ورد في الآيات الكريمة، أصحبت من المحدّثات (فعن محمد بن أبي بكر قال: قلت لعلي عليه السّلام: و هل يحدّث الملائكة إلاّ الأنبياء؟ قال: «إنّ مريم لم تكن نبيّة و كانت محدّثة، و أمّ موسي بن عمران كانت محدّثة و لم تكن نبيّة، و سارة إمرأة إبراهيم قد عاينت الملائكة فبشّروها بإسحاق و من وراء إسحاق يعقوب و لم تكن نبيّة، و فاطمة بنت رسول اللّه كانت محدّثة و لم تكن نبيّة» ) (7)
السيدة هاجر وحياتها مع النبي ابراهيم عليه السلام
إنّ السيدة هاجر هي الزوجة الثانية للنبي ابراهيم عليه السلام. فكما ذكرنا هي كانت أمة لملك مصر. فقد ورد في الكتب التاريخية (إن السيدة هاجر كانت بنت ملك مصر القديم وعندما تمرّد قوم عين الشمس على ملك مصر وغلبوا عليه، أخذوها أسيرة وبعد ذلك، وهبوها إلى ملك مصر الجديد.) (8) فعندما ذهب النبي ابراهيم مع السيدة سارة إلى مصر، وهب ملك مصر السيدة هاجر إلى السيدة سارة. وعندما شفت السيدة سارة من العقم وأنجبت النبي إسحاق عليه السلام، وهبت السيدة سارة أمتها السيدة هاجر إلى النبي ابراهيم عليه السلام. وقيل كانت هبة السيدة هاجر إلى النبي ابراهيم عليه السلام، قبل حمل السيدة سارة باسحاق.
إنجاب السيدة هاجر وسخط السيدة سارة عليها
عن الصادق عليه السلام قال : إن ابراهيم كان نازلا ، في بادية الشام فلما ولد له من هاجر إسمعيل اغتمت سارة من ذلك غما شديدا ، لانه لم يكن لها ولد ، وكانت تؤذي إبراهيم في هاجر وتغمه ، فشكى ابراهيم ذلك إلى الله عزوجل. (9) فهذه كانت إحدى الإبتلائات الكبيرة من الله تعالى إلى النبي إبراهيم عليه السلام.
هجرة السيدة هاجر مع النبي ابراهيم واسماعيل إلى مكة
لأجل هذا الصراع بين زوجات النبي ابراهيم، أمر الله النبي ابراهيم أن يأخذ السيدة هاجر والنبي اسماعيل ويذهب بهما إلى مكة. فأسكنها النبي ابراهيم عليه السلام مع ولدها اسماعيل في مكة وفي مكان بيت الحرام. ومكة كانت في ذلك الزمان أرض باير لم يزرع. وإلى هذا أشار الله تعالى في القرآن:
هذه كانت قطعة من حياة النبي ابراهيم مع أزواجه السيدة سارة والسيدة هاجر عليهم السلام والإبتلائات التي وقعت عليهم. أتمنى أنكم قد استمتعتم منها. تابعونا للمزيد من المعلومات الدينية.
1) سورة البقرة / الآية 124.
2) الأنبياء حياتهم وقصصهم ((عبدالصاحب الحسني العاملي)) / الصفحة:115/ الناشر: المكتبة الحيدرية- قم / الطبعة: 1.
3) تاريخ الأمم والملوك ((للمحمد بن جرير الطبري)) / المجلد:1 / الصفحة: 245 / الناشر: روائع التراث العربي- بيروت / الطبعة: 1.
4) الكافي ((للمحمد بن يعقوب الكليني)) / المجلد:8 / الصفحة:370 / الناشر: منشورات الفجر- بيروت / الطبعة: الأولى.
5) سورة هود / الآية 69 إلى 73.
6) البدء والتاريخ ((للمطهر بن طاهر المقدسي)) / المجلد:3 / الصفحة:53 / الناشر: مكتبة الثقافة الدينية- القاهرة / الطبعة: 2.
7) بحار الأنوار ((للعلامة محمد باقر المجلسي)) / المجلد:43 / الصفحة:79 / الناشر: مؤسسة إحياء الكتب الإسلامية-قم / الطبعة: 1.
8) تاريخ الأمم والملوك ((للمحمد بن جرير الطبري)) / المجلد:3 / الصفحة: 503 / الناشر: روائع التراث العربي- بيروت / الطبعة: 1.
9) الميزان في تفسير القرآن ((للعلامة محمد حسين الطباطبائي)) / المجلد:1 / الصفحة:288 / الناشر: جامعة المدرسين-قم / الطبعة: 2.
10) سورة ابراهيم / الآية 35 إلى 39.
11) التفسير القمي ((لعلي بن ابراهيم القمي)) / المجلد:1 / الصفحة:60 / الناشر: مؤسسة الإمام المهدي-قم / الطبعة: 1.
التعلیقات