أهمية العائلة والإكتراث بها في ضمن واقعة المباهلة
السيد حسين الهاشمي
منذ 4 أشهرالعائلة هي الكنز الحقيقي الذي لايفنى والأسرة ستكون دائما أساس المجتمعات.
يوم الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة هو ذكرى واقعة المباهلة. هذه الواقعة العظيمة إضافة إلى إثبات علو المقام لأهل بيت العصمة عليهم السلام عند الله تبارك وتعالى وعند النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، يثبت لنا أهمية العائلة وأهمية الإكتراث بها في جميع الحالات ونفهم منه أن العائلة هي الركن الأساسي في كلّ مجتمع ويجب على كلّ شخص أن يجعل العائلة محوراً أساسياً في جميع الوقايع والحالات.
أهمية العائلة في واقعة المباهلة
توجد في واقعة المباهلة نكتة حائزة للأهمية وهي أهمية العائلة في جميع المجتمعات والأديان والمذاهب. حيث نرى أن الأسقف يقول للوفد:« انظروا محمدا في غد، فإن غدا بولده وأهله، فاحذروا مباهلته. وإن غدا بأصحابه فباهلوه، فإنه على غير شئ.« (1) وهذا هو المعنى الحقيقي للعائلة. فإنها المصدر الأساسي لقوة الإنسان وبها يستطيع كلّ شخص أن يتفوق على المشاكل والمصاعب. فالأسقف كان يعلم إن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان على حقّ وكان داعيا من جانب الله تبارك وتعالى، يعرف أهمية العائلة وعظمتها عند الله تبارك وتعالى ولذلك سيأتي مع أولاده وعائلته بدلا من أصحابه وأنصاره ويترك شوكة المشي مع الأصحاب والغوغاء الموجود فيها ويأتي بعائلته الشريفة إلى مقابلة الأعداء.
حضور النساء في المجامع الاجتماعية
النكتة الأخرى التي يمكننا أن نفهم من واقعة المباهلة هي مطلوبية حضور النساء في المجامع الاجتماعية والدفاع عن الدين والمذهب. حيث نرى أن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يأتي بإبنته الحبيبة فاطمة الزهراء سلام الله عليها لهذه الواقعة المهمة. لأن المباهلة كانت من أبرز الوقايع التي فيها يظهر حقيقة الإسلام. فالنبي الأعظم في هذه الحالة وفي مقابل أعين المسلمين يأتي مع إبنته فاطمة الزهراء سلام الله عليها لإثبات حقانية الإسلام. وفي هذه الحالة يسأل الأسقف عن الذين أقدموا مع النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فيقولون له:« هذا ابن عمه، وزوج ابنته، وأحب الخلق إليه. وهذان ابنا بنته من علي عليه السلام . وهذه الجارية بنته فاطمة، أعز الناس عليه، وأقربهم إلى قلبه» (2).
فعلينا أن نعتبر من أفعال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام. فسيدة النساء عليها السلام رغم أنها كانت ذات حياء عالية وكانت لاتخرج من بيتها إلا عند الضرورة وقد روي عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: « سأل رسول الله أصحابه عن المرأة ماهي ، قالوا : عورة ، قال : فمتى تكون أدنى من ربها؟ فلم يدروا ، فلما سمعت فاطمة ذلك قالت: أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها، فقال رسول الله : إن فاطمة بضعة مني» (3)، وأيضا روي عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم:« قال النبي لها : أي شئ خير للمرأة؟ قالت : أن لا ترى رجلا ولايراها رجل. فضمها إليه وقال: ذرية بعضها من بعض» (4)، لكن في نفس الوقت قد خرجت مع والدها إلى المباهلة ولم تخف من أيّ شئ. فعلى نسائنا أيضا أن يكونوا كذلك وأن يكونوا محتشمين وأن لايمنع الحياء والإحتشام من أن يأتوا إلى ميادين الدفاع عن الدين والمذهب الحق.
ويظهر أهمية هذه النكتة في عصرنا الحالي الذي يهجم فيه الأعداء بأشكال متعددة على النساء المسلمات ويسعون أن يفرقوا بين المرأة والمبادئ الإسلامية. فمن الضروري على النساء المسلمات أن يشاركن في المجتمع مع مراعاة الواجبات الدينية والقيم الإسلامية ويهدمن خطط الأعداء بحضورهن الفعّال في المواقف الاجتماعية.
هذه كانت النكتة في أهمية العائلة وكونها الركن الأساسي في المجتمع في ضمن واقعة المباهلة.
واقعة المباهلة
واقعة المباهلة هي حدث تاريخي وقع عندما رفض نصارى نجران قبول دعوة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم. والشيخ الطبرسي ينقل هذه الواقعة باختصار في تفسير القرآن في ذيل آية المباهلة التي هي: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ (5)، حيث يقول: « نزلت الآيات في وفد نجران: العاقب والسيد ومن معهما، قالوا لرسول الله: هل رأيت ولدا من غير ذكر؟ فنزل: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم) الآيات. فقرأها عليهم. فلما دعاهم رسول الله إلى المباهلة، استنظروه إلى صبيحة غد من يومهم ذلك. فلما رجعوا إلى رجالهم، قال لهم الأسقف: انظروا محمدا في غد، فإن غدا بولده وأهله، فاحذروا مباهلته. وإن غدا بأصحابه فباهلوه، فإنه على غير شئ. فلما كان الغد جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم آخذا بيده علي بن أبي طالب عليه السلام، والحسن عليه السلام ، والحسين عليه السلام بين يديه يمشيان، وفاطمة عليها السلام تمشي خلفه، وخرج النصارى يقدمهم أسقفهم. فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أقبل بمن معه سأل عنهم، فقيل له: هذا ابن عمه، وزوج ابنته، وأحب الخلق إليه. وهذان ابنا بنته من علي عليه السلام . وهذه الجارية بنته فاطمة، أعز الناس عليه، وأقربهم إلى قلبه. وتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجثا على ركبتيه. قال أبو حارثة الأسقف: جثا والله كما جثا الأنبياء للمباهلة فكع ولم يقدم على المباهلة. فقال السيد: أدن يا أبا حارثة للمباهلة. فقال: لا. إنّي لأرى رجلا جريئا على المباهلة و أنا أخاف أن يكون صادقا و لئن كان صادقا لم يحل و اللّه علينا حول و في الدنيا نصراني يطعم الماء. فقال الأسقف: يا أبا القاسم إنا لا نباهلك و لكن نصالحك فصالحنا على ما ينهض به، فصالحهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله وسلّم على الفي حلة من حلل الاواقي قسمة كلّ حلة أربعون درهما فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك أو على عارية ثلاثين درعا و ثلاثين رمى و ثلاثين فرسا إن كان باليمن كيد، و رسول اللّه ضامن حتّى يؤديها و كتب لهم بذلك كتابا. و روي أن الأسقف قال لهم: إنّي لأرى وجوها لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لازاله، فلا تبتهلوا فتهلكوا و لا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. وقال النبي: والذي نفسي بيده لو لاعنوني لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم الوادي عليهم نارا، ولما حال الحول على النصارى حتى يهلكوا كلهم! قالوا: فلما رجع وفد نجران لم يلبث السيد والعاقب إلا يسيرا حتى رجعا إلى النبي، وأهدى العاقب له حلة وعصا وقدحا ونعلين، وأسلما» (6).
يوم الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة هو ذكرى واقعة المباهلة. هذه الواقعة العظيمة إضافة إلى إثبات علو المقام لأهل بيت العصمة عليهم السلام عند الله تبارك وتعالى وعند النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، يثبت لنا أهمية العائلة وأهمية الإكتراث بها في جميع الحالات ونفهم منه أن العائلة هي الركن الأساسي في كلّ مجتمع ويجب على كلّ شخص أن يجعل العائلة محوراً أساسياً في جميع الوقايع والحالات.
أهمية العائلة في واقعة المباهلة
توجد في واقعة المباهلة نكتة حائزة للأهمية وهي أهمية العائلة في جميع المجتمعات والأديان والمذاهب. حيث نرى أن الأسقف يقول للوفد:« انظروا محمدا في غد، فإن غدا بولده وأهله، فاحذروا مباهلته. وإن غدا بأصحابه فباهلوه، فإنه على غير شئ.« (1) وهذا هو المعنى الحقيقي للعائلة. فإنها المصدر الأساسي لقوة الإنسان وبها يستطيع كلّ شخص أن يتفوق على المشاكل والمصاعب. فالأسقف كان يعلم إن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان على حقّ وكان داعيا من جانب الله تبارك وتعالى، يعرف أهمية العائلة وعظمتها عند الله تبارك وتعالى ولذلك سيأتي مع أولاده وعائلته بدلا من أصحابه وأنصاره ويترك شوكة المشي مع الأصحاب والغوغاء الموجود فيها ويأتي بعائلته الشريفة إلى مقابلة الأعداء.
حضور النساء في المجامع الاجتماعية
النكتة الأخرى التي يمكننا أن نفهم من واقعة المباهلة هي مطلوبية حضور النساء في المجامع الاجتماعية والدفاع عن الدين والمذهب. حيث نرى أن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يأتي بإبنته الحبيبة فاطمة الزهراء سلام الله عليها لهذه الواقعة المهمة. لأن المباهلة كانت من أبرز الوقايع التي فيها يظهر حقيقة الإسلام. فالنبي الأعظم في هذه الحالة وفي مقابل أعين المسلمين يأتي مع إبنته فاطمة الزهراء سلام الله عليها لإثبات حقانية الإسلام. وفي هذه الحالة يسأل الأسقف عن الذين أقدموا مع النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم فيقولون له:« هذا ابن عمه، وزوج ابنته، وأحب الخلق إليه. وهذان ابنا بنته من علي عليه السلام . وهذه الجارية بنته فاطمة، أعز الناس عليه، وأقربهم إلى قلبه» (2).
فعلينا أن نعتبر من أفعال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار عليهم السلام. فسيدة النساء عليها السلام رغم أنها كانت ذات حياء عالية وكانت لاتخرج من بيتها إلا عند الضرورة وقد روي عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: « سأل رسول الله أصحابه عن المرأة ماهي ، قالوا : عورة ، قال : فمتى تكون أدنى من ربها؟ فلم يدروا ، فلما سمعت فاطمة ذلك قالت: أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها، فقال رسول الله : إن فاطمة بضعة مني» (3)، وأيضا روي عن النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم:« قال النبي لها : أي شئ خير للمرأة؟ قالت : أن لا ترى رجلا ولايراها رجل. فضمها إليه وقال: ذرية بعضها من بعض» (4)، لكن في نفس الوقت قد خرجت مع والدها إلى المباهلة ولم تخف من أيّ شئ. فعلى نسائنا أيضا أن يكونوا كذلك وأن يكونوا محتشمين وأن لايمنع الحياء والإحتشام من أن يأتوا إلى ميادين الدفاع عن الدين والمذهب الحق.
ويظهر أهمية هذه النكتة في عصرنا الحالي الذي يهجم فيه الأعداء بأشكال متعددة على النساء المسلمات ويسعون أن يفرقوا بين المرأة والمبادئ الإسلامية. فمن الضروري على النساء المسلمات أن يشاركن في المجتمع مع مراعاة الواجبات الدينية والقيم الإسلامية ويهدمن خطط الأعداء بحضورهن الفعّال في المواقف الاجتماعية.
هذه كانت النكتة في أهمية العائلة وكونها الركن الأساسي في المجتمع في ضمن واقعة المباهلة.
واقعة المباهلة
واقعة المباهلة هي حدث تاريخي وقع عندما رفض نصارى نجران قبول دعوة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم. والشيخ الطبرسي ينقل هذه الواقعة باختصار في تفسير القرآن في ذيل آية المباهلة التي هي: ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ (5)، حيث يقول: « نزلت الآيات في وفد نجران: العاقب والسيد ومن معهما، قالوا لرسول الله: هل رأيت ولدا من غير ذكر؟ فنزل: (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم) الآيات. فقرأها عليهم. فلما دعاهم رسول الله إلى المباهلة، استنظروه إلى صبيحة غد من يومهم ذلك. فلما رجعوا إلى رجالهم، قال لهم الأسقف: انظروا محمدا في غد، فإن غدا بولده وأهله، فاحذروا مباهلته. وإن غدا بأصحابه فباهلوه، فإنه على غير شئ. فلما كان الغد جاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم آخذا بيده علي بن أبي طالب عليه السلام، والحسن عليه السلام ، والحسين عليه السلام بين يديه يمشيان، وفاطمة عليها السلام تمشي خلفه، وخرج النصارى يقدمهم أسقفهم. فلما رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أقبل بمن معه سأل عنهم، فقيل له: هذا ابن عمه، وزوج ابنته، وأحب الخلق إليه. وهذان ابنا بنته من علي عليه السلام . وهذه الجارية بنته فاطمة، أعز الناس عليه، وأقربهم إلى قلبه. وتقدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجثا على ركبتيه. قال أبو حارثة الأسقف: جثا والله كما جثا الأنبياء للمباهلة فكع ولم يقدم على المباهلة. فقال السيد: أدن يا أبا حارثة للمباهلة. فقال: لا. إنّي لأرى رجلا جريئا على المباهلة و أنا أخاف أن يكون صادقا و لئن كان صادقا لم يحل و اللّه علينا حول و في الدنيا نصراني يطعم الماء. فقال الأسقف: يا أبا القاسم إنا لا نباهلك و لكن نصالحك فصالحنا على ما ينهض به، فصالحهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله وسلّم على الفي حلة من حلل الاواقي قسمة كلّ حلة أربعون درهما فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك أو على عارية ثلاثين درعا و ثلاثين رمى و ثلاثين فرسا إن كان باليمن كيد، و رسول اللّه ضامن حتّى يؤديها و كتب لهم بذلك كتابا. و روي أن الأسقف قال لهم: إنّي لأرى وجوها لو سألوا اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لازاله، فلا تبتهلوا فتهلكوا و لا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. وقال النبي: والذي نفسي بيده لو لاعنوني لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم الوادي عليهم نارا، ولما حال الحول على النصارى حتى يهلكوا كلهم! قالوا: فلما رجع وفد نجران لم يلبث السيد والعاقب إلا يسيرا حتى رجعا إلى النبي، وأهدى العاقب له حلة وعصا وقدحا ونعلين، وأسلما» (6).
1) مجمع البيان في تفسير القرآن (للشيخ الطبرسي) / المجلد: 2 / الصفحة: 309 / الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات – بيروت / الطبعة: 1.
2) مجمع البيان في تفسير القرآن (للشيخ الطبرسي) / المجلد: 2 / الصفحة: 309 / الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات – بيروت / الطبعة: 1.
3) بحار الأنوار (للعلامة المجلسي) / المجلد: 43 / الصفحة: 92 / الناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت / الطبعة: 2.
4) بحار الأنوار (للعلامة المجلسي) / المجلد: 43 / الصفحة: 84 / الناشر: مؤسسة الوفاء – بيروت / الطبعة: 2.
5) سورة آل عمران / الآية: 61.
6) مجمع البيان في تفسير القرآن (للشيخ الطبرسي) / المجلد: 2 / الصفحة: 309 / الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات – بيروت / الطبعة: 1.
التعلیقات