أحاديث عن أهل البيت عليهم السلام وعوذات مجربة لعلاج آلام الأسنان

لا شك أن آلام الأسنان تُعد من أشد الآلام التي قد تؤرق الإنسان وتعيق راحته اليومية، حيث تؤثر على قدرته على تناول الطعام والتحدث وحتى النوم. إن هذه الآلام ليست مجرد انزعاج جسدي، بل يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات صحية أخرى إذا لم تُعالج بشكل صحيح. لذا، فإن البحث عن سبل العلاج والراحة هو أمر ضروري لكل فرد.

في تراث أهل البيت عليهم السلام، وردت نصوص وروايات مباركة تُظهر عظيم حرصهم على صحة الإنسان وسلامته. فتعاليمهم لم تقتصر على العبادات والعقائد فحسب، بل شملت أيضًا جوانب الحياة اليومية بما فيها الصحة البدنية والروحية. وقد تناولت هذه التعاليم موضوع العناية بالأسنان وعلاج آلامها، مما يعكس اهتمامهم الكبير بصحة الإنسان بشكل عام.

في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل الروايات التي تناولت علاج آلام الأسنان والضروس باستخدام العوذات والأدعية التي وردت عن المعصومين عليهم السلام. سنذكر المصادر الموثوقة التي تحوي هذه الروايات، ونسلط الضوء على أهمية كل رقية وكيفية الاستفادة منها بشكل عملي. سنتبع تسلسلًا منطقيًا ودقيقًا لكل رواية، مع توضيح السياقات التي وردت فيها وكيفية تطبيقها في حياتنا اليومية.

إن فهم هذه النصوص واستخدامها يمكن أن يكون له تأثير كبير على تحسين نوعية حياتنا، حيث تُظهر كيف أن الإيمان والصحة يسيران جنبًا إلى جنب. لذا، فلنبدأ في استكشاف هذه الكنوز الروحية التي تُعزز من صحتنا وتخفف من آلامنا، مستندين إلى تعاليم أهل البيت عليهم السلام.

1. الرقية الأولى: عوذة جبرائيل عليه السلام للإمام الحسين عليه السلام

من أبرز الروايات التي وردت في علاج آلام الضرس، ما روي عن جبرائيل عليه السلام حين رقى الإمام الحسين عليه السلام بهذه العوذة المباركة، رقى بها جبريل عليه‌ السلام الحسين بن علي عليهما ‌السلام : يضع عودة أو حديدة على الضرس ويرقيه من جانبه ـ سبع مرات ـ : « بسم الله الرحمن الرحيم ، العجب كل العجب دودة تكون في الفم تأكل العظم وتنزل الدم ، أنا الراقي والله الشافي والكافي لا إله إلا الله والحمد لله رب العالمين ، ﴿ وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ *‏ فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَٰلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَىٰ وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ‎﴾ (1) ـ سبع مرات ـ ويفعل ما قدمناه » (2)، وقد أوصت الرواية بضرورة الالتزام بهذا العدد لتحقيق الفائدة المرجوة.

2. الرقية الثانية: علاج ضربان الضرس برقية الإمام الصادق عليه السلام

رُويت عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قصة مؤثرة حين دخل عليه المفضل بن عمر يشكو له من ضربان الضرس، فقال له الإمام: « ادن مني ، فدنوت منه ، فقال : بسبابته فأدخلها فوضعها على الضرس الذي يضرب ثم قرأ شيئا خفيا فسكن على المكان ، قال : فقال لي : قد سكن يا مفضل؟
قلت : نعم ، فتبسم فقلت : أحب أن تعلمني هذه الرقية؟ قال نعم ، إن فاطمة عليها ‌السلام أتت أباها صلى‌الله‌عليه‌وآله تشكو ما تلقى من وجع الضرس أو السن؟ فأدخل صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله سبابته اليمنى فوضعها على سنها التي تضرب وقال : باسم الله وبالله أسألك بعزتك وجلالك وقدرتك على كل شيء ، فإن مريم لم تلد غير عيسى روحك وكلمتك أن تكشف ما تلقى فاطمة بنت خديجة من الضرس كله فسكن ما بها كما سكن ما بك ، وما زدت عليه شيئا من بعد هذا » (3).

3. الرقية الثالثة: عوذة الإمام الصادق عليه السلام لضربان الأسنان

عن عطاء عن الصادق عليه ‌السلام قال : شكوت إليه ما ألقى من ضرسي وأسناني وضربانها ، فقال : « تقرأ عليه ـ سبع مرات ـ باسم الله وبالله أسكن بقدرة الله الذي خلقك فإنه قادر مقتدر عليك وعلى الجبال أثبتها وأثبتك فقر حتى يأتي فيك أمره وصلى الله على محمد وآله » (4).

4. عوذة مجربة لوجع الفم والأسنان

روي عن الإمام الصادق عليه السلام أيضًا أنه علّم أحد أصحابه دعاءً لعلاج آلام الفم والأسنان. نص الحدث كالتالي: عن أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال شكى إليه ولي من أوليائه وجعا في فمه فقال إذا أصابك ذلك فضع يدك عليه وقل: « بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الذي لا يضر مع اسمه داء اعوذ بكلمات الله التي لا يضر معها شئ قدوسا قدوسا قدوسا باسمك يا رب الطاهر المقدس المبارك الذي من سألك به اعطيته ومن دعاك به اجبته اسئلك يا الله يا يا الله يت الله ان تصلي على محمد النبي وأهل بيته وان تعافيني مما اجد في فمي وفي رأسي وفي سمعي وفي بصري وفي بطني وفي ظهري وفي يدي وفي رجلي وفي جميع جوارحي كلها. فانه يخفف عنك ان شاء الله تعالى » (5).

5. سورة الحمد والعوذات القرآنية لعلاج الأسنان

أوصى الإمام الباقر عليه السلام بقراءة سور من القرآن الكريم عند وجع الأسنان، كما روى لنا علي بن يقطين عن حنان الصيقل عن أبى بصير عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال شكوت إليه وجع اضراسي وانه يسهرنى الليل قال : « فقال يا ابا بصير إذا احسست بذلك فضع يدك عليه واقرأ سورة الحمد وقل هو الله احد ثم اقرأ: ﴿ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ‎﴾ (6)‏ فانه يسكن ثم لا يعود ».

وأُضيف في رواية أخرى عن الإمام الصادق عليه السلام أنه: « امر رجلا بذلك وزاد فيه قال اقرأ : ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ *‏ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ *‏ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ ‎*‏ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ ‎*‏ سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ ‎﴾‏ مرة واحدة فانه يسكن ويعوذ ». حيث أكد أنها تُساعد في تخفيف الألم بسرعة.

6. نصيحة أمير المؤمنين عليه السلام لعلاج وجع الأسنان

وعن أمير المؤمنين عليه السلام انه قال : « من اشتكى من ضرسه فليأخذ عن موضع سجوده وليمسحه على الموضع الذي يشتكى ويقول:  بسم الله والشافي الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم » (7).

تُظهر هذه النصيحة البسيطة دور البركة في التربة التي يسجد عليها الإنسان في العلاج.

7. الحجامة وعلاج الأسنان

إحدى الوسائل التي وردت عن أهل البيت عليهم السلام لعلاج آلام الأسنان هي الحجامة. قال الإمام الصادق عليه السلام: « الحجامة على الكاهل تنفع من أمراض الرأس والوجه كالآذنين والعينين والأسنان ووجه الأنف والحلق. والحجامة تحت الذقن تُنقي الرأس وتنفع من وجع الأسنان والوجه والحلقوم « (8).

8. وصفة دهن الحنطة لعلاج تسوس الأسنان

جاء عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام وصفة لعلاج الأسنان المتضررة أو المتسوسة، حيث قال: «ضربت على اسناني فجعلت عليها السعد وقال خل الخمر يشد اللثة ، وقال تأخذ حنطة وتقشرها وتستخرج دهنها فان كان الضرس ماكولا متحفرا تقطر فيه قطرتان من الدهن، واجعل منه في قطنة واجعلها في اذنك التي تلى الضرس ثلاث ليال فانه يحسم ذلك ان شاء الله تعالى » (9).

إن تراث أهل البيت عليهم السلام حافلٌ بالعلوم والمعارف التي تفيض بالبركة والشفاء، وتظهر هذه الروايات عظيم اهتمامهم بصحة الإنسان وسلامته. العوذات والأدعية التي وردت عنهم لا تُعالج فقط الآلام الجسدية، بل تُشعر المؤمن بالقرب من الله، والاعتماد عليه في كل أموره.

في هذا المقال، حاولنا أن نقدم شرحًا مفصلًا ومصدرًا موثقًا لكل رقية وعلاج ورد عنهم عليهم السلام، مع التركيز على أهمية الالتزام بالنصوص الواردة دون تغيير، للاستفادة من هذه البركات الربانية في حياتنا اليومية. نسأل الله أن يرزقنا شفاعتهم ويمنّ علينا بالشفاء والعافية ببركتهم.

1ـ سورة البقرة : الآية 72 ـ 73.
2ـ مكارم الاخلاق / رضي الدين الطبرسي / المجلّد : 1 / الصفحة : 406.
3ـ مكارم الاخلاق / رضي الدين الطبرسي / المجلّد : 1 / الصفحة : 406.
4ـ مكارم الاخلاق / رضي الدين الطبرسي / المجلّد : 1 / الصفحة : 407.
5ـ طبّ الأئمة عليهم السلام / ابن بسطام / المجلّد : 1 / الصفحة : 23.
6ـ سورة النمل : الآية 88.
7ـ طبّ الأئمة عليهم السلام / ابن بسطام / المجلّد : 1 / الصفحة : 24.
8ـ بحار الأنوار / العلامة المجلسي / المجلّد : 59 / الصفحة : 113.
9ـ طبّ الأئمة عليهم السلام / ابن بسطام / المجلّد : 1 / الصفحة : 24.