مصيبة الإمام زين العابدين عليه السلام
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 3 سنواتفوا لهفاهُ للسجاد مضى
برته سمومُه بريَ القُداحِ
تُذكِّره السمومُ لظى سمومٍ
يكابدها أبوه لدى الكفاح
فيسلو سمَّه بلظى أبيه
وما ذكرُ السمومِ بمستراح
ويذكر إذ تُجرعه سمومٌ
أباه حين اُثخن بالجراح
إلى أنْ سمُّه استوفي قُواه
فاُطفأ منه مصباحُ الفلاح
قضى السجادُ مظلوما بسمٍّ
فما طِيبُ الكَرى لي من مباح
قضى السجادُ فالصدقاتُ سرا
تُقيم عليه مأدُبةَ النياح
قضى عينُ الحياةِ فأيُّ عينٍ
عقيبَ العينِ تَبخَل بالسَفاح
قضى فالحقُّ منه في مَضيقٍ
وضيقُ الكفرِ منه في انفساح
وصدرُ العلم في حَرَجِ اكتئاب
وصدرُ الجهلِ منه في انشراح
بكتْه الجامداتُ فلا عجيبٌ
بأنْ تبكي بألسنةٍ فِصاح(١)
(موشح)
هم مصايب كربله او هم علته
وفگد اخوته او ذبح ابوه او غربته
وگطَّعوا بالسم يويلي كبدته
ليش ابن حامي الحمه يسمونه
يا علي السجاد تبگه امصيبتك
او كل وكت تنصب مناحه شيعتك
سيدي او لازم نشيِّد حضرتك
او نوصلك رغم الذي ايمنعونه
بعد يا جرح البقيع انزف او جور
اشوكت يخمد غضب حسرات الصدور
يا وسافه موشحه اربع اگبور
ابحكم زمره حاقده او ملعونه
يا فرج الله يا صاحب العصر والزمان متى تظهر؛ لتطلب بثارات أجدادك؟!
جرّد حسامك جدد في الورى أملا
بالعدل والقسط واعمر بالهدى دولا
واطلب من القوم يا ابن الأوصيا ذحلا
واكحل بطلعتك الغرا لنا مقلا
يكاد يأتي على إنسانها الرمدُ
شهادة الإمام زين العابدين عليهالسلام
قال الحائري في نور الأبصار: كتب الحجاج - وكان واليا على الحجاز - إلى عبد الملك بن مروان: إذا أردت أن تثبت ملكك، فاقتل علي بن الحسين، فكتب إليه عبد الملك:
أما بعد فجنبني دماء بني هاشم وأحقنها؛ فإني رأيت آل أبي سفيان لما أولغوا فيها لم يلبثوا إلى أن أزال الله الملك.
فلما هلك عبد الملك، وجلس ابنه الوليد على سرير الخلافة جعل يحتال في قتل إمامنا زين العابدين عليه السلام؛ ولذلك بعث سماً قاتلاً إلى والي المدينة، وأمره أن يقتله بالسم سرا، ففعل الوالي. فلما سُقي إمامنا زين العابدين السم مرض مرضا شديدا، وصار يغشى عليه ساعة بعد ساعة حتى كانت ليلة وفاته(2) غشى عليه في تلك الليلة ثلاث مرات، فلما أفاق من غشيته الأخيرة تلا هذه الآية: ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾.(3)
ثم دعا ولده الباقر عليه السلام، وأوصى إليه بوصاياه، فأول ما أوصاه، كما قال الباقر عليه السلام ضمني أبي إلى صدره الشريف، وقال: يا بني! أوصيك بما أوصاني به أبي الحسين حين حضرته الوفاة، وقال: إن أباه أوصاه به، قال: يا بني! إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله، وقال: يا بني! إذا مت فلا يلي غسلي غيرك، فإن الإمام لا يلي غسله إلا إمام مثله يكون بعده.
وقال السيد المقرم في كتابه (حياة الإمام زين العابدين عليه السلام ): ثم أخرج سفطا وصندوقا، وأمر أبا جعفر الباقر عليه السلام بحمله إليه، ولما طلب منه بعض أخوته الميراث مما فيه قال عليه السلام: لم يكن فيه مما ترثونه، إن فيه سلاح رسول الله صلى الله عليه وآله فإذا أراد أن لا يصل إلى المسلمين من المشركين نشابة وضعه بينهم، والتابوت الذي جاءت به الملائكة وإن مثل السلاح فينا كمثل السلاح في بني إسرائيل، فمن وقف التابوت على باب دارهم أوتوا النبوة، فكذلك السلاح في أهل البيت عليهم السلام، فمن كان عنده أوتي الإمامة، وإن الدرع الذي يلبسه رسول الله صلى الله عليه وآله يكون على كل إمام بلا زيادة ولا نقصان، وإن صاحب هذا الأمر لو أراد أهل السماوات والأرض أن يحملوه عن موضعه الذي وضعه الله لم يستطيعوا، ثم دعا بماء؛ ليتوضأ، فجاء الإمام الباقر إليه بالماء، فتوضأ، وكان في تلك الليلة يقول لولده الباقر عليه السلام هذه الليلة هي التي وعدتها، فإذا قضيت نحبي، فغسلني، وحنطني، وادفني، ثم مدوا عليه الثوب، وفاضت روحه. رحم الله من نادى: وا إماماه، وا مسموماه، وا سيداه.(4)
طول الليل ما فتر ونينه
بعد ما صد لبو جعفر ابعينه
يبويه امودعين الله گضينه
بچوا حنَّوا حنين افراگ شفجين
اويلي من گضه السجاد يومه
حن امحمد او هاجت اهمومه
يحگله لو بچه او منهو اليلومه
فارگ طود عز او علم للدين
(مجردات)
يگلبي اعله ابو الباقر تسلّه
خلَّف ابلب احشاي علَّه
وارتج عليه الكون كله
والباقر اينوح او يگلَّه
اخلافك تصيب الدين خلَّه
او تمسي أهل بيتك ابذلَّه
(أبوذية)
علي حايز مراجلها وسمها
علامه الغصص يجرعها وسمها
گضه والجامعه ابچبده وسمها
او سمّه بالچبد ناره سريه(5)
1ـ رياض المدح والرثاء: ص ٧٤٨.
2ـ الليلة الخامسة والعشرون من سنة ٩٥ه.
3ـ سورة الزمر: الآية 74.
4ـ نور الأبصار للشيخ محمد مهدي الحائري. حياة الإمام زين العابدينعليهالسلام للسيد عبد الرزاق المقرم.
5ـ كتاب مجمع المصائب: ج 4، ص 185.
التعلیقات