راقِب تصرفاتك
السيد حيدر الجلالي
منذ 6 سنواتالطفل الحَرِك في الأمس هو الشاب الحساس اللطيف اليوم، وهو كبرميل من بارود، حيث ينفجر بخطوة إضافية وغير مدروسة. فالشاب وبعد عبوره مرحلة المراهقة يصل إلى مرحلة، حيث يبرز فيه الخُلُقيات المتضاربة، فمثلاً: في نفس الوقت الذي يُريد أن يكون مع أصدقائه، يريد أن يكون لوحده وفي خلوته.
تفور الأحاسيس الجنسية عند الشاب في هذه المرحلة من حياته، فيميل إلى الأمور المرتبطة بها، فيريد أن يُبرز نفسه وشخصيته؛ لكي يراه الجنس المخالف، فمثلاً: الولد الشاب الذي يبلغ من العمر 17 سنة يفعل أعمالاً طفولياً تارةً؛ أمام البنات ولو كانت هناك بنتٌ يُركزّ عليها أو يُحبّها ستكون هذه الأفعال أمامها غالباً.
فعلى الوالدين أن يُدركا هذه الفترة الزمنية الحسّاسة من حياة الشاب، ويُراقبا أفعالهما ولبسهما وكيفية التكلّم ما بينهما. وكذلك يُراقبا كيفية تعاملهما مع الشاب كما يقول النبيّ (صلى الله عليه وآله): (أوصيكُمْ بِالشُّبّانِ خَيْراً، فَإنَّهُمْ أرَقُّ أفـْئِدَةً)؛(1) ولذلك مِن اللازم أنْ يغضّا النظر على بعض أخطاء الشاب، ويسعيا بأن يُقرّباه إليهما، ويصرفا وقتاً معيّناً معه في اليوم.
أمّا نتيجة السلوك الصحيحة للوالدين تجاه الشاب في صغر سنه فيبرز نفسه عند نموه الفكري والجسمي، حيث يحسّ بالمسؤولية تجاه الآخرين وخاصة تجاه بيته، ويمكن أن يستعين الأبوين منه كمستشار لبعض الأمور المنزلية وبعض القرارات العائلية كما يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (وَوَزیرٌ سَبعَ سِنینَ)(2).
وفي نهاية المطاف فإنّ الأولياء برعاية بعض النقاط المذكورة أعلاه يُربيّان الشاب بأفضل شكل ممكن.
) سفينة البحار، ج2، ص176.
2) بحار الأنوار، ج101، ص95.
التعلیقات