الإمام الحسن كريم أهل البيت عليهم السلام
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 5 سنواتنرى كثيرا من الناس لديهم اعتقاد بأنّ للاسم طاقة تؤثر على شخصية الإنسان وتصرفاته وطباعه، وحتى تؤثر على صحته ومستقبله أيضاً، فمن هذا المنطلق نرى في تعاليم الدين الحنيف تأكيد على اختيار أسماء جميلة ومتعارفة للمولود،
حتى صار حق للولد على والده كما جاء في الخبر عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: «يَا عَلِيُّ، حَقُّ الْوَلَدِ عَلَى وَالِدِهِ أَنْ يُحْسِنَ اسْمَهُ وَأَدَبَهُ وَيَضَعَهُ مَوْضِعاً صَالِحاً». (1)
فعلى هذا نرى أن أسماء أهل البيت عليهم السلام وألقابهم أجمل وأفضل الأسماء، ويؤيد هذا ما نقرأه في زيارة الجامعة حيث ورد فيها: (فما أحلى أسماءكم).
وقد توفّرت في الإمام الحسن المجتبى عليه السلام الصفات الرفيعة، والمُثل الكريمة، فقد كان مثالاً سامياً في الكرم والتواضع والحلم وكظم الغيظ، ولُقِب بكريم أهل البيت عليهم السلام.
وإجمالاً، ما يمكن أن يقال في هذا المجال هو: إن اختصاص بعض الأئمة عليهم السلام بألقاب معينة واشتهارها فيهم يحتمل فيه وجهان:
الأول: إن تلك الألقاب معينىة قبل ولادتهم، وذلك من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله، ويؤيده بعض الأخبار كحديث اللوح وغيره.
الثاني: إن تلك الألقاب اشتهروا بها نتيجة لظروفهم الخاصة، والزمن الذي عاشوا فيه.
وحصل الإمام الحسن عليه السلام هذه المكرمة من سلفه الطاهر الذي عرف بالسخاء والجود ونجدة الضعيف والإحسان إلى كل منقطع ومحروم وفى جده الأعلى يقول القائل :
عمرو العلى هشم الثريد لقومه *** ورجال مكة مسنتون عجاف
وزاد الإمام الحسن عليه السلام على سلفه الطاهر فى ذلك فقد كان لا يعرف للمال قيمة، ولا يرى له أهمية سوى ما يرد به جوع جائع، أو يكسو به عارياً، أو يغيث به ملهوفاً، أو يفي به دين غارم.
إنّ السخاء عنصر من عناصر ذاته، وقد أثر عنه أنه ما قال لسائل لا قط وقيل له لأي شيء نراك لا ترد سائلا؟
فأجاب: «إني لله سائل، وفيه راغب، وأنا أستحي أن أكون سائلا، وأرد سائلا، وإن الله عوّدني عادة أن يفيض نعمه علي، وعودته أن أفيض نعمه على الناس؛ فأخشى إن قطعت العادة أن يمنعني العادة، وأنشأ يقول :
إذا ما أتاني سائل قلت مرحبا *** بمن فضله فرض علي معجل
ومن فضله فضل على كل فاضل *** وأفضل أيام الفتى حين يسأل (2)
ــــ
1ـ روضه المتقين:ج 12، ص 249.
2ـ نور الابصار ص ١١١.
التعلیقات