شرب الماء في أثناء الطعام

يقول خبراء التغذية: إنّ الإكثار من شرب المياه بعد الأكل يعبث بالجهاز الهضمي، ويطيل من الوقت اللازم لهضم الأكل.

كذلك قد يؤدي شرب المياه بعد الأكل مباشرة إلى سمنة مفرطة على المدى الطويل، حيث أنّ الشرب بعد الأكل يشعر الإنسان بالجوع خلال فترات أقصر من المعتاد، مما يزيد من الكميات التي يأكلها الفرد بشكل عام.

وتؤدي العصارات المعوية الموجودة بالمياه بعد الوجبات مباشرة إلى إضعاف الأنزيمات التي تساعد على الهضم، وهو ما يظهر بجسد الفرد على شكل حموضة وعُسر هضم.

وينتج عن شرب المياه بعد الأكل مباشرة ترك أجزاء من الأكل غير المهضوم بمعدة الانسان وهو ما ينتج عنه تحويل الغلوكوز المخزن بهذا الأكل إلى دهون بجسم الإنسان، ويؤدي لزيادة في معدلات الأنسولين بالجسم.

كل هذا قد ينتج عنه سمنة مفرطة أو الإصابة بمرض السكري أو الاثنين.

وعن الامام الرضا عليه السلام: «مَن أرادَ أن لايُؤذِيَهُ مِعدَتُهُ فَلا يَشرَب بَينَ طَعامِهِ ماءً» (1).

لقد بيّن الإمام هذه المسألة قبل قرون وأعطاء العلة من تأثير السلبي لشرب الماء أثناء الطعام، ولكن مع الأسف لم نقتنع أو لم نعمل بهذه النصائح إلاّ إذا سمعناه من طبيب حاذق أو أن تجري دراسات خاصة من كليات عالمية تثبت ذلك حتى نأخذ هذه الأمور بعين الاعتبار.

ويرجع هذا الأمر لعدم التسليم الكلي لأمر الإمام عليه السلام أو عدم الإطلاع على كلامهم النوراني.

ليس معنى هذا أن يتوقف الإنسان عن شرب كميات كبيرة من المياه أو الإقلال منها، ولكن يُفضّل عدم الشرب بعد الأكل مباشرة؛ ليتجنب كل الأضرار السابق ذكرها، ويحافظ على سير عملية الهضم دون اضطراب.

وكذلك أثناء تناول الطعام، حيث أن شرب الماء في هذه الأوقات يؤدي إلى الشعور بالانتفاخ، كما أنّه يمنع المعدة من القيام بإفراز أنواع العصارة الهضمية التي تساعد في تفتيت الطعام لأجزاء صغيرة يسهل هضمها، وتفسد الامتصاص الطبيعي للمغذيات بعد عملية الهضم.

وعن الإمام رضا عليه ‏السلام: «شُربُ الماءِ البارِدِ عَقيبَ الشَّى‏ءِ الحارِّ أوِ الحَلاوةُ يَذهَبُ بِالأسنانِ» (2).

ولذلك ينصح بتجنب وضع الماء إلى جانب الطعام أثناء تناوله وإبقاءه بعيداً، ويفضل شرب الماء قبل تناول الطعام بحوالي 30 دقيقة أو بعد تناول الطعام بحوالي 30 دقيقة.

ــــــــــــــــــ

1ـ بحار الأنوار: ج ۶۲، ص ۳۲۳.

2ـ مستدرك الوسائل: ج 16، ص 458.