الشيعة في كلام الإمام العسكري عليه السلام
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 5 سنواتمن أهم المطالب التي كان يحث عليها الإمام الحسن العسكري عليه السلام في حياته، ويطلب من الشيعة أن يلتزموا بها هي الاتصاف بمحامد الأخلاق، حتى يكون الشخص الشيعي هو النموذج للفرد الصالح، ويشار إليه بالبنان في المجتمع بأنه شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام وهو قد تربى في مكتب أهل البيت،
وأخذ منهم أجمل الصفات الإنسانيّة، ورقى بنفسه نحو الكمال؛ فلهذا نراه في كثير من خطباته الموجّة للشيعة يطلب منهم أن يلتزموا بمبادئ أهل البيت عليهم السلام، ولا يتقدموا عليهم بخطوة ولا يتأخروا عنهم كما جاء في الحديث الشريف عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام:
«فإنّ الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصدق في حديثه، وأدّى الأمانة، وحسَّن خلقه مع الناس قيل: هذا شيعي فيسرّني ذلك، اتّقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جُرّوا إلينا كلّ مودّة، وادفعوا عنّا كلّ قبيح فإنّه ما قيل فينا من حُسْن فنحن أهله وما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك.». (1)
فعلى الشخص الشيعي أن يهتمّ بأخلاقه وتصرفاته، بالأخص إذا كان يعيش في بلد فيه شيعة أمير المؤمنين عليه السلام هم الأقلّيه، فيجب عليه أن يكون مبلّغاً للإسلام الصحيح بتصرفاته ومعاملته مع الناس حتى يسرّ بذلك قلب الأئمة عليهم السلام عندما يُعرف بتصرفاته من أتباع مدرسة أهل البيت عليه السلام، فيكون زيناً لهم.
ومن جملة المطالب التي أكّد عليها الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ومهّد لها هي ثقافة الانتظار، وثقافة الدعاء للفرج إلى الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، وقد أشار الى أمر الغيبة وحالتها وكيفيتها في مواقف عديدة، وقدّم لهم الدروس في هذا المعنى أي: كيف يواجهوا الأحداث والوقائع؛ ﴿ لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَىٰ مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ﴾(2)، فبيّن لهم بأن هذه المرحلة من المراحل الصعبة على الشيعة، فيجب عليهم أن يلتزموا بمبادئهم مهما طال الأمر، ولا يتأثروا بالظروف الصعبة التي تمرّ بهم في غياب صاحب الأمر (عج)، فقال عليه السلام:« وَاَللَّهِ لَيَغِيبَنَّ غَيْبَةً لاَ يَنْجُو فِيهَا مِنَ اَلْهَلَكَةِ إِلاَّ مَنْ ثَبَّتَهُ اَللَّهُ عَلَى اَلْقَوْلِ بِإِمَامَتِهِ، وَ وَفَّقَهُ لِلدُّعَاءِ بِتَعْجِيلِ فَرَجِهِ».
ـــــــــــــــ
1ـ تحف العقول: ص 488.
2ـ سورة الأنفال: الآية 42.
3ـ کمال الدين:ج 2، ص 384.
التعلیقات