توسل زكريا بفاطمة ع ٢
موقع مدرسة الامام الحسين عليه السلام
منذ 8 سنواتبسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وسهل مخرجهم
اشتراكها معهم في
الصلوات
* عن كعب بن عجرة قال : لمّا نزلت هذه الآية ( إنّ الله وملائكته يصلّون على النبيّ يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلمّوا تسليماً ) (6) قلنا : يا رسول الله قد علمنا كيف نسلّم عليك ، كيف نصلّي عليك ؟ فقال: قولوا: اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد ـ إلى آخره .
وفي رواية الحاكم : فقلنا : يا رسول الله كيف الصلاة عليكم أهل البيت ؟ قال : قولوا : اللّهم صل على محمد وعلى آل محمّد ـ إلى آخره .
ويروى : لا تصلّوا عليّ الصلاة البتراء، فقالوا : وما الصلاة البتراء ؟ قال : تقولون : اللّهم صلّ على محمّد ، وتسكتون ، بل قولوا : اللّهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد (78) ... فقيل له من أهلك يا رسول الله ؟ قال : عليّ وفاطمة والحسن والحسين (8) . وقال العلاّمة المحقّق المولى أحمد الأردبيليّ : واعلم أنّه قد ادّعى المصنّف « العلامة الحلّي ـ ره » في « المنتهى » : إجماع علمائنا أيضاً على وجوب الصلاة على آله (عليهم السلام) ، وأن المجزّي من الصلاة على النبيّ (صلى الله عليه وآله) أن يقول : « اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد » . ويدلّ عليه أيضاً ماروي عن طرقهم عن كعب الأحبار في كيفية الصلاة عليه حيث قال : قد عرفنا السلام عليك ، فكيف الصّلاة ؟ قال : اللّهمّ صلّ على محمد وآل محمّد . والعجب أنّهم يحذفون الآل ويتركون هذا المنقول حتّى في هذا الخبر . ويقولون : قال : صلّى الله عليه . أفاده بعض السادة رحمهم الله وهو سيّد حسن السفطّي . ويدلّ على ذلك غيره أيضاً ، والظاهر أنّ المراد بآله ـ صلوات الله عليه وآله ـ الأئمّة مطلقاً وفاطمة (عليها السلام) حقيقة لا تغليباً ، يدلّ عليه وضع الآل لغة ثمّ عرفاً أيضاً ، وبعض الأخبار أيضاً ، ولا يدل على الاختصاص بأمير المؤمنين وفاطمة وولديهما ـ (صلوات الله عليهم أجمعين) ـ الروايات الواقعة في سبب نزول آية التطهير ، لأنّهم كانوا موجودين في ذلك الزمان ، والحصر كان إضافّياً حيث يقول لبعض نسائه : إلى خير . ولهذا أثبت الأصحاب عصمتهم بالآية ، فلا ينبغي قول المحقّق الثاني والشهيد الثاني (9) .
وقال العلامة الأمينيّ : أخرج الديلميّ أنّه (صلى الله عليه وآله) قال : الدعاء محجوب حتّى يصلّى على محمد وأهل بيته : اللّهمّ صلّ على محمد وآله . ورواه عنه ابن حجر في « الصواعق » ص 88 . وأخرج الطبراني في « الأوسط » عن عليّ أمير المؤمنين (عليه السلام) : كلّ دعاء محجوب حتّى يصلّى على محمّد وآل محمّد . وذكره الحافظ الهيثمي في « مجمع الزوائد » ج 1 ، ص 160 . وقال : رجاله ثقات . وأخرج البيهقّي وابن عساكر وغيرهما عن عليّ (عليه السلام) مرفوعاً ما معناه : الدعاء والصلاة معلّق بين السماء والأرض لا يصعد إلى الله منه شيء حتّى يصلّي عليه ـ صلّى الله عليه ـ وعلى آل محمّد . ـ « شرح الشفا » للخفاجي ، ج 3 ، ص 506 (10) .
وقال الرازي في تفسيره الكبير : وأنا أقول : آل محمّد صلى الله عليه وآله هم الّذين يؤول أمرهم إليه ، فكلّ من كان أمرهم إليه أشد وأكمل كانوا هم الآل . ولا شك أنّ فاطمة وعلّياً والحسن والحسين كان التعّلق بينهم وبين رسول الله (صلى الله عليه وآله) أشدّ التعلّقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هو الآل (11) .
وقال أيضاً : أنّ أهل بيته (صلى الله عليه وآله) يساوونه في خمسة أشياء : في السلام ، قال : السلام عليك أيّها النبيّ ؛ وقال : « سلام على آل ياسين » « الصافّات ، 120 » ، وفي الصلاة عليه وعليهم في التشهد ، وفي الطهارة ، قال تعالى : « أي يا طاهر . وقال : « ويطهّركم تطهيراً » « الأحزاب ، 33 » وفي تحريم الصدقة وفي المحبّة ، قال تعالى : « فاتّبعوني يحببكم الله » « آل عمران ، 31 » . وقال : « قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى » «الشورى ، 22 » .
وقال ابن حجر : صحّ عن كعب بن عجرة قال : لمّا نزلت هذه الآية « يا أيّها الذين آمنوا صلّوا عليه وسلّموا تسليماً » قلنا : يا رسول الله ، قد علمنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلّي عليك ؟ فقال : قولوا : اللّهمّ صلّ على محمد وآل محمّد ـ إلى آخره . فسؤالهم بعد نزول الآية وإجابتهم باللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمد ـ إلى آخره دليل ظاهر على أنّ الأمر بالصلاة على أهل بيته وآله عقب نزولها ولم يجابوا بما ذكر ؛ فلّما أجيبوا به دلّ على أنّ الصلاة عليهم من جملة المأمور به ، وأنّه (صلى الله عليه وآله) أقامهم في ذلك مقام نفسه ، لأنّ القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه ، ومنه تعظيمهم . ومن ثمّ لمّا أدخل من مرّ في الكساء قال : اللّهم إنّهم منّي وأنا منهم ، فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك عليّ وعليهم . وقضّية استجابة هذا الدعاء أنّ الله صلّى عليهم معه ، فحينئذٍ طلب من المؤمنين صلواتهم عليهم معه .
ويروى : لا تصلّوا علّي الصلاة البتراء ، فقالوا : وما الصلاة البتراء ؟ قال تقولون : اللّهم صلّ على محمّد ، وتمسكون ، بل قولوا : اللّهمّ صلّ على محمّد وعلى آل محمّد (12) .
خامساً : صدر من الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في التوقيع المعروف الذي يقول فيه .
« ولولا ما عندنا من محبة صلاحكم ورحمتكم والشفاق عليكم لكنا عن مخاطبتكم في شغل ، مما قد امتحنا من منازعة الظالم الضال المتابع في غيّه ، المضاد لربّه ، المدعي ماليس له ، الجاحد حق من إفترض الله طاعته ، الظالم الغاصب ، وفي أبنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي أسوة حسنة وسيروي الجاهل رداءة علمه ، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار » (13) .
انظر من خلال فهم مدلول كلمة أسوة حسنة كيف جعل الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) جدته الزهراء (عليها السلام) اسوة حسنة في كل اموره وبحيث يجيب أحد شيعته من خلال بعض المسائل ويذكر له في التوقيع الشريف الصادر منه انه يقتدي بجدته الزهراء (عليها السلام) وجعلها قدوة له في حياته وله فيها اسوة حسنة كما لنا اسوة حسنة برسول الله وأهل بيته الطيبين الطاهرين .
ــــــــــــــــ
(1) البهرة : تتابع النفس وانقطاعه .
(2) مريم : 1 .
(3) البحار : 52 | 84 .
(4) مقتل الحسين للخوارزمي : 95 .
(5) المناقب المرتضويّة للعلامة الكشفي : 97 .
(6) الأحزاب : آية 56 .
(7) ينابيع المودّة : 295 .
(8) احقاق الحق : 9 | 237 ، عن عبد الوهاب الشعراني في كشف الغمّة : 1 | 110 .
(9) شرح إرشاد الأذهان : 2 | 276 ، 277 .
(10) الغدير : 2 | 304 .
(11) التفسير الكبير : 27 | 166 .
(12) الصواعق : 146 .
(13) البحار : 53 | 179 ـ 180 .
التعلیقات