خصوصيات أم البنين
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 4 سنواتمن المهم أن يختار الإنسان لنفسه الشريك المناسب في مراحل حياته، وقد يلاحظ في الشخص المناسب ميزات له غاية مهمة جداً وحساسة، حتى يبني ارتباطه بالشخص المقابل على هذه الصفة والميزة، وهذا ما فعله أمير المؤمنين عليه السلام عندما أراد أن يتزوج بإمرأة لها خصوصية الشجاعة؛ لكي تلد له غلاماً فارساً شُجاعاً.
كما جاء في الخبر إنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال لأخيه عقيل، وكان نسّابة عالماً بأخبار العرب وأنسابهم: «ابغني إمرأة قد ولدتها الفحولة من العرب؛ لأتزوّجها، فتلد لي غلاماً فارساً»، فقال له: أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابيّة؟ فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس. (1)
وفي آبائها يقول لبيد للنعمان بن المنذر ملك الحيرة:
نحن بنو أُم البنين الأربعة*** ونحن خير عامر بن صعصعة
الضاربون الهام وسط المجمعة
فلا ينكر عليه أحد من العرب، ومن قومها ملاعب الأسنّة أبو براء الذي لم يعرف في العرب مثله في الشجاعة، والطفيل فارس قرزل، وابنه عامر فارس المزنوق، فتزوجها أميرالمؤمنين عليه السلام، فولدت له وأنجبت تلك الشجعان. فأوّل ما ولدت له العبّاس عليه السلام، وكان يلقّب في زمنه قمر بني هاشم، ويكنّى بأبي الفضل. ثم عبداللَّه، ثم جعفراً، ثم عثمان. وعاش العبّاس مع أبيه أربع عشرة سنة، حضر بعض الحروب فلم يأذن له أبوه بالنزال، ومع أخيه الحسن عليه السلام أربعاً وعشرين سنة، ومع أخيه الحسين عليه السلام أربعاً وثلاثين سنة، وذلك مدّة عمره، وكان عليه السلام أيداً شجاعاً فارساً وسيماً جسيماً يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطان في الأرض. (2)
وروي عن أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام أنّه قال: «كان عمّنا العبّاس بن علي نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبداللَّه عليه السلام، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً». (3)
وإذا تميّزت هذه المرأة الطاهرة بخصائصها الأخلاقية، فإنّ مِن صفاتها الظاهرة المعروفة فيها: الوفاء، فعاشت مع أميرِ المؤمنين عليه السّلام في صفاءٍ وإخلاص، وعاشتْ بعد شهادته سلام الله عليه مدّة طويلةً لم تتزوّج من غيره، كما أنّ زوجاته الآخرَيات: أمامة وأسماء بنت عميس وليلى النهشليّة لم يخرجنَ إلى أحدٍ بعده. (4)
وقال الشيخ عبدُ الله المامقاني رحمه الله: « يُستفاد قوةُ إيمانها وتشيّعها أنَّ بشراً كلّما نعى إليها واحداً من أولادها قالتْ: أخبرني عن أبي عبد الله.. أولادي ومَن تحت الخضراء كلّهم فداءٌ لأبي عبد الله الحسين. إنّ علاقتها بالحسين عليه السّلام ليس إلاّ لإمامته، ويهوينها على نفسها موت هؤلاءِ الأشبال الأربعة إنْ سلم الحسين يكشف عن مرتبة في الديانة رفيعة ». (5)
فالخصوصيات المميزة التي كانت تمتلكها أم البنين عليها السلام كثيرة، ولعل أهم ما يشار إليها أنها قد ولدتها الشجعان من العرب، وخصوصية الوفاء والاحترام بالنسبة لسادة الورى عليهم السلام، وما كانت تحمل من معرفة تجاة البيت العلوي، حيث تفدي بأعز ما تملك، ولم تكن مبالية به؛ ولهذا نراها صارت ذات المقامات الرفيعة، وتتوسل بها الشيعةـ وتقضى حوائجهم بأذن الله تعالى.
كما جاء في الخبر إنّ أمير المؤمنين عليه السلام قال لأخيه عقيل، وكان نسّابة عالماً بأخبار العرب وأنسابهم: «ابغني إمرأة قد ولدتها الفحولة من العرب؛ لأتزوّجها، فتلد لي غلاماً فارساً»، فقال له: أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابيّة؟ فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس. (1)
وفي آبائها يقول لبيد للنعمان بن المنذر ملك الحيرة:
نحن بنو أُم البنين الأربعة*** ونحن خير عامر بن صعصعة
الضاربون الهام وسط المجمعة
فلا ينكر عليه أحد من العرب، ومن قومها ملاعب الأسنّة أبو براء الذي لم يعرف في العرب مثله في الشجاعة، والطفيل فارس قرزل، وابنه عامر فارس المزنوق، فتزوجها أميرالمؤمنين عليه السلام، فولدت له وأنجبت تلك الشجعان. فأوّل ما ولدت له العبّاس عليه السلام، وكان يلقّب في زمنه قمر بني هاشم، ويكنّى بأبي الفضل. ثم عبداللَّه، ثم جعفراً، ثم عثمان. وعاش العبّاس مع أبيه أربع عشرة سنة، حضر بعض الحروب فلم يأذن له أبوه بالنزال، ومع أخيه الحسن عليه السلام أربعاً وعشرين سنة، ومع أخيه الحسين عليه السلام أربعاً وثلاثين سنة، وذلك مدّة عمره، وكان عليه السلام أيداً شجاعاً فارساً وسيماً جسيماً يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطان في الأرض. (2)
وروي عن أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام أنّه قال: «كان عمّنا العبّاس بن علي نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبداللَّه عليه السلام، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً». (3)
وإذا تميّزت هذه المرأة الطاهرة بخصائصها الأخلاقية، فإنّ مِن صفاتها الظاهرة المعروفة فيها: الوفاء، فعاشت مع أميرِ المؤمنين عليه السّلام في صفاءٍ وإخلاص، وعاشتْ بعد شهادته سلام الله عليه مدّة طويلةً لم تتزوّج من غيره، كما أنّ زوجاته الآخرَيات: أمامة وأسماء بنت عميس وليلى النهشليّة لم يخرجنَ إلى أحدٍ بعده. (4)
وقال الشيخ عبدُ الله المامقاني رحمه الله: « يُستفاد قوةُ إيمانها وتشيّعها أنَّ بشراً كلّما نعى إليها واحداً من أولادها قالتْ: أخبرني عن أبي عبد الله.. أولادي ومَن تحت الخضراء كلّهم فداءٌ لأبي عبد الله الحسين. إنّ علاقتها بالحسين عليه السّلام ليس إلاّ لإمامته، ويهوينها على نفسها موت هؤلاءِ الأشبال الأربعة إنْ سلم الحسين يكشف عن مرتبة في الديانة رفيعة ». (5)
فالخصوصيات المميزة التي كانت تمتلكها أم البنين عليها السلام كثيرة، ولعل أهم ما يشار إليها أنها قد ولدتها الشجعان من العرب، وخصوصية الوفاء والاحترام بالنسبة لسادة الورى عليهم السلام، وما كانت تحمل من معرفة تجاة البيت العلوي، حيث تفدي بأعز ما تملك، ولم تكن مبالية به؛ ولهذا نراها صارت ذات المقامات الرفيعة، وتتوسل بها الشيعةـ وتقضى حوائجهم بأذن الله تعالى.
1ـ المجالس السّنيّة للسيد محسن الأمين: ج 1، ص 133.
2ـ مقتل الحسين عليه السلام لأبي مخنف: ص 176.
3ـ عمدة الطّالب في أنساب آل أبي طالب: ص 356.
4ـ كشف الغمّة، للإربليّ ص 32. الفصول المهمة، لابن الصبّاغ للمالكيّ: ص 145؛ المناقب، لابن شهرآشوب: ج 2، ص 76؛ مطالب السؤول، لابن طلحة الشافعي: ص 63.
5ـ تنقيح المقال: ج 3، ص 70.
التعلیقات