فاطمة الزهراء عليها السلام هي الخير الكثير
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 4 سنواتلقد ذكروا في سبب نزول سورة الكوثر: أن العاص بن وائل رأى رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج من المسجد، فالتقيا عند باب بني سهم، وتحدثا، وأناس من صناديد قريش جلوس في المسجد. فلما دخل العاص قيل له مع من الذي كنت تتحدث؟
قال: ذلك الأبتر. وكان قد توفي عبد الله بن رسول الله صلى الله عليه وآله وهو من خديجة عليها السلام، وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر. فسمته قريش عند موت ابنه أبتر. فنزلت السورة تبشر النبي بالنعم الوافرة والكوثر، وتصف عدوه بالأبتر. (1)
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ: ﴿إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ* إِنَّ شٰانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾.
اسم هذه السورة (الكوثر) مأخوذة من أول آية فيها، وكلمة الكوثر التي هي اسم مؤنث عربي يرتبط به معاني كثيرة، تصل إلى 26 معناً، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قدسية الاسم، أهمها: العلم، والنبوة، والقرآن، والشفاعة، وشرف الجنة، وحوض في الجنة، والصلاة على النبي وآله، وكثرة النسل والذرية، إلى غيرها من الأقوال، لكن جميع ما قيل يندرج تحت عنوان الكوثر الذي هو الخير الكثير، و مما يؤيد ذلك ما روي عن ابن عباس أنّه قد فسّر الكوثر بالخير الكثير، فقال له سعيد بن جبير، فإنّ أُناساً يقولون هو نهر في الجنة، فقال: هو من الخير الكثير. (2)
فالكوثر له معنى واسع يشمل كل خير وهبه الله لنبيه صلى الله عليه وآله، ومصاديقه كثيرة، لكن هناك العديد من علماء الشيعة ذهبوا إلى أن فاطمة الزهراء عليها السلام من أوضح مصاديق الكوثر؛ لأن رواية سبب النزول تقول: إن المشركين وصفوا النبي بالأبتر، أي بالشخص المعدوم العقب، وجاءت الآية؛ لتقول: ﴿إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ الْكَوْثَرَ﴾.
ومن هنا نستنتج أن الخير الكثير أو الكوثر هو فاطمة الزهراء عليها السلام؛ لأن نسل الرسول صلى الله عليه وآله انتشر في العالم بواسطة هذه البنت الكريمة... وذرية الرسول من فاطمة لم يكونوا امتدادا جسميا للرسول صلى الله عليه وآله فحسب، بل كانوا امتدادا رساليا صانوا الإسلام وضحوا من أجل المحافظة عليه، وكان منهم أئمة الدين الاثني عشر، أو الخلفاء الاثني عشر بعد النبي كما أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله في الأحاديث المتواترة بين السنة والشيعة، وكان منهم أيضا الآلاف المؤلفة من كبار العلماء والفقهاء والمحدثين والمفسرين وقادة الأمة. (3)
والفخر الرازي في استعراضه لتفاسير معنى الكوثر يقول: القول الثالث " الكوثر " أولاده. قالوا: لأن هذه السورة إنما نزلت ردا على من عاب النبيَ صلى الله عليه وآله بعدم الأولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مر الزمان.
فانظر كم قتلوا من أهل البيت؟! ثم كم العالم ممتلئ منهم؟! في قبال ذلك لم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به، ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام) والنفس الزكية وأمثالهم؟! (4)
قال: ذلك الأبتر. وكان قد توفي عبد الله بن رسول الله صلى الله عليه وآله وهو من خديجة عليها السلام، وكانوا يسمون من ليس له ابن أبتر. فسمته قريش عند موت ابنه أبتر. فنزلت السورة تبشر النبي بالنعم الوافرة والكوثر، وتصف عدوه بالأبتر. (1)
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ: ﴿إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ* إِنَّ شٰانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ﴾.
اسم هذه السورة (الكوثر) مأخوذة من أول آية فيها، وكلمة الكوثر التي هي اسم مؤنث عربي يرتبط به معاني كثيرة، تصل إلى 26 معناً، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قدسية الاسم، أهمها: العلم، والنبوة، والقرآن، والشفاعة، وشرف الجنة، وحوض في الجنة، والصلاة على النبي وآله، وكثرة النسل والذرية، إلى غيرها من الأقوال، لكن جميع ما قيل يندرج تحت عنوان الكوثر الذي هو الخير الكثير، و مما يؤيد ذلك ما روي عن ابن عباس أنّه قد فسّر الكوثر بالخير الكثير، فقال له سعيد بن جبير، فإنّ أُناساً يقولون هو نهر في الجنة، فقال: هو من الخير الكثير. (2)
فالكوثر له معنى واسع يشمل كل خير وهبه الله لنبيه صلى الله عليه وآله، ومصاديقه كثيرة، لكن هناك العديد من علماء الشيعة ذهبوا إلى أن فاطمة الزهراء عليها السلام من أوضح مصاديق الكوثر؛ لأن رواية سبب النزول تقول: إن المشركين وصفوا النبي بالأبتر، أي بالشخص المعدوم العقب، وجاءت الآية؛ لتقول: ﴿إِنّٰا أَعْطَيْنٰاكَ الْكَوْثَرَ﴾.
ومن هنا نستنتج أن الخير الكثير أو الكوثر هو فاطمة الزهراء عليها السلام؛ لأن نسل الرسول صلى الله عليه وآله انتشر في العالم بواسطة هذه البنت الكريمة... وذرية الرسول من فاطمة لم يكونوا امتدادا جسميا للرسول صلى الله عليه وآله فحسب، بل كانوا امتدادا رساليا صانوا الإسلام وضحوا من أجل المحافظة عليه، وكان منهم أئمة الدين الاثني عشر، أو الخلفاء الاثني عشر بعد النبي كما أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه وآله في الأحاديث المتواترة بين السنة والشيعة، وكان منهم أيضا الآلاف المؤلفة من كبار العلماء والفقهاء والمحدثين والمفسرين وقادة الأمة. (3)
والفخر الرازي في استعراضه لتفاسير معنى الكوثر يقول: القول الثالث " الكوثر " أولاده. قالوا: لأن هذه السورة إنما نزلت ردا على من عاب النبيَ صلى الله عليه وآله بعدم الأولاد، فالمعنى أنه يعطيه نسلا يبقون على مر الزمان.
فانظر كم قتلوا من أهل البيت؟! ثم كم العالم ممتلئ منهم؟! في قبال ذلك لم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به، ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام) والنفس الزكية وأمثالهم؟! (4)
1ـ مجمع البيان، ج 10، ص 549.
2ـ تفسير جوامع الجامع: ج 3، ص 856.
3ـ تفسير الأمثل: ج 20، ص 502.
4ـ تفسير الفخر الرازي: ج 32، ص 124.
التعلیقات