السيدة حكيمة خاتون عليها السلام
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 4 سنواتالسيدة حكيمة بنت الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام، وأُمّها سمانة المغربية، لم تتعرض المصادر لتاريخ ولادتها، وبما أن الإمام الجواد استشهد في السنة 220 للهجرة (1) يمكن القول إنها ولدت في العقد الثاني من القرن الثالث الهجري.
وعاصرت السيدة حكيمة عليها السلام أربعة من الأئمة عليهم السلام، فهي بنت الإمام الجواد (كما ذُكر آنفا)، وأخت الإمام الهادي وعمّة الإمام العسكري، کما کانت لها صلة قريبة بـالإمام المهدي عليهم السلام، وذكر أنها كانت تمتاز بالفضائل والمناقب الكثيرة، وقد روت أحاديث مهمة وحساسة في تاريخ التشيع.
رواية الحديث
قد روت السيدة حكيمة خاتون أخبار كثيرة، منها أخبار تزويج الإمام العسكري عليه السلام بالسيدة نرجس سلام الله عليها، وولادة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، ومنها حرز الإمام الجواد عليه السلام، ومن أهمّ ما روتها السيدة حكيمة خاتون سلام الله عليها عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام هي الرواية التي نصت على الإمامة للإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف بعده، فقال لها: «هذا ابن نرجس وهو خليفتي من بعدي، وعن قليل تفقدوني؛ فاسمعي له، وأطيعي». (2)
وروى الشيخ الصدوق في كمال الدين بإسناده: عن حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السلام قالت: بعث إليّ أبو محمد الحسن بن علي عليهما السلام فقال: «قالت: بعث إليَّ أبو محمّد الحسن بن عليّ عليهما السلام، فقال: يا عمة! اجعلي إفطارك [هذه] اللّيلة عندنا، فإنّها ليلة النصف من شعبان، فإنَّ الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجّة وهو حجّته في أرضه. قالت: فقلت له: ومن أمّه؟ قال لي: نرجس، قلت له: جعلني الله فداك ما بها أثر؟ فقال: هو ما أقول لك. قالت: فجئت، فلمّا سلّمت، وجلست جاءت تنزع خفّي، وقالت لي: يا سيّدني [وسيدة أهلي] كيف أمسيت؟ فقلت: بل أنت سيّدتي وسيّدة أهلي، قالت: فأنكرت قولي، وقالت: ما هذا يا عمة؟ قالت: فقلت لها: يا بنيّة! أنَّ الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاماً سيّداً في الدُّنيا والآخرة. قالت: فخجلت، واستحيت». (3)
وفاتها ومرقدها
لقد توفيت السيدة حكيمة خاتون سلام الله عليها في السنة 274 للهجرة في مدينة سامراء المقدسة، ودفنت في بيت الإمام الهادي عليه السلام عند قبره وقبر الإمام العسكري عليه السلام والسيدة نرجس عليها السلام.
قال العلاّمة المجلسي قدس سره: «ثمّ إعلم أنّ في القبة الشريفة قبراً منسوباً إلى النجيبة الكريمة العالمة الفاضلة التقية الرضية، حكيمة بنت أبي جعفر الجواد عليهما السلام، ولا أدري لِم لَم يتعرّضوا لزيارتها مع ظهور فضلها وجلالتها». (4)
وقال الشيخ عباس القمّي قدس سره: «إنّ كتب الزيارة لم تخصّها بزيارة خاصّة مع مالها من رفيع المنزلة، فينبغي أن تُزار بالزيارة العامّة لأولاد الأئمّة عليهم السلام، أو تُزار بما ورد لزيارة عمّتها الكريمة فاطمة بنت موسى عليه السلام». (5)
1ـ الإرشاد: ج 2، ص 273.
2ـ كمال الدين: ج 2، ص 429؛ تعريب منتهى الآمال في تواريخ النبي والآل: ج 2، ص 701.
3ـ كمال الدين وتمام النعمة: ص 424.
4ـ بحار الأنوار: ج ۹۹، ص ۷۹.
5ـ مفاتيح الجنان: ص ۷۴۸.
التعلیقات