شهر رمضان المبارك والإمام الحسن عليه السلام
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 4 سنواتلقد ولد في النصف من شهر رمضان المبارك أول سبط للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله من نسل علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء صلوات الله عليهم أجميعن، فسمّاه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بالحسن، وورد في بعض الروايات أن هذه التسمية كانت من قبل الله تعالى، (1) كما أن اسمي الحسن والحسين يعادلان اسمي شَبَّر وشَبير (أو شَبّير)، (2) وهما اسما ابنا النبي هارون عليه السلام، ولم تسبق هذه التسمية عند العرب قبل الإسلام.(3)
تولى الإمام الحسن عليه السلام الإمامة في 21 من شهر رمضان سنة 40 هـ بعد استشهاد أبيه الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه، وبقي في منصبه عشر سنين، ثم استشهد في المدينة المنورة، ودفن فيها.
الإمام الحسن عليه السلام وشهر رمضان المبارك
كأنما اختص الإمام بهذا الشهر فعند ما يجيء هذا الشهر العظيم نذكر مجالس الفرح التي تقام في منتصف هذا الشهر بمناسبة ميلاد الإمام الحسن المجبتى عليه السلام من جهة، ومن جهة أخرى توليه للإمامة من بعد أبيه وما قام به من بعده أيضا حدث في هذا الشهر الفضيل. وورد عن الإمام الحسن عليه السلام عند نهاية شهر رمضان المبارك: «إنَّ اللهَ جَعَلَ شَهْرَ رَمَضانَ مِضْمارا لِخَلْقِهِ، فَيَسْتَبِقُونَ فيهِ بِطاعَتِهِ إِلي مَرْضاتِهِ، فَسَبَقَ قَوْمٌ فَفَازُوا، وَقَصَّرَ آخَرُونَ فَخابُوا». (4)
ومما يروى عن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال: «جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله أن قال: لأي شيء فرض الله عز وجل الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوما وفرض على الأمم السالفة أكثر من ذلك؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: إن آدم لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما؛ ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش، والذي يأكلونه تفضل من الله عز وجل عليهم، وكذلك كان على آدم، ففرض الله ذلك على أمتي، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وآله هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ﴾. (5)
قال اليهودي: صدقت يا محمد! فما جزاء من صامها؟ فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتسابا إلا أوجب الله له سبع خصال: أولها يذوب الحرام من جسده، والثانية يقرب من رحمة الله، والثالثة يكون قد كفر خطيئة أبيه آدم، والرابعة يهوّن الله عليه سكرات الموت، والخامسة أمان من الجوع والعطش يوم القيامة، والسادسة يعطيه الله براءة من النار، والسابعة يطعمه الله من طيبات الجنة، قال: صدقت يا محمد».(6)
1ـ ابن شهر آشوب، المناقب:ج 3، ص 397؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى: ج 10، ص 244.
2ـ ابن منظور، لسان العرب: ج 4، ص 393؛ الزبيدي، تاج العروس: ج 7، ص 4.
3ـ ابن سعد، الطبقات الكبری: ص357؛ ابن الأثير، أسد الغابة: ج 2، ص 10.
4ـ المجلسي، بحار الأنوار: ج 78، ص 110.
5ـ سورة البقرة: الآية 183.
6ـ المجلسي، بحار الأنوار: ج 93، 369؛ علل الشرائع: ج 2، ص 66.
التعلیقات