شهر رمضان شهر الكتب السماوية
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 3 سنواتالظاهر أن شهر رمضان المبارك شهر يحب الله فيه أن يخاطب عباده بنفسه؛ لذلك نزلت جميع الكتب السماوية في هذا الشهر العظيم.
وَ قَد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السَّلام أنه قال: «نَزَلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، ثُمَّ نَزَلَ فِي طُولِ عِشْرِينَ سَنَةً، ثُمَّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله: نَزَلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وأُنْزِلَ الْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانَ عَشَرَ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وأُنْزِلَ الْقُرْآنُ فِي ثَلَاثٍ وعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ».(1)
الإيمان بالكتب السماويّة
ورد في القرآن الكريم ذكر الإيمان بالكتب السّماوية بعدّة صيغ مختلفة، منها الأمر، واعتبارها صفةً للمؤمنين، وذكر عدم الإيمان بالكتب السّماوية التي نزلت على الرّسل كعلامة للكفر في موضع آخر، ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى: ﴿قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾.(2)
وهذه الكتب السّماوية مختلفة في لغاتها، وشرائعها؛ لأنّها نزلت على أقوام مختلفين، وبالتالي اقتضى ذلك اختلاف ما يرد فيها من نصوص حسب الحالة، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم﴾(3)، ولكنّ الأساس الذي بُعث فيه الرّسل بهذه الكتب السّماوية ثابت لم يتغيّر، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾.(4)
وحدة دعوة الأنبياء
في مواضع عديدة أكد القرآن على أن هدف الأنبياء واحد، ولا انفصال في خط النبوات، فكل الأنبياء عليهم السّلام يصدرون عن منبع الوحي الإلهي، ولذلك يوصي القرآن باحترام جميع الأنبياء، لكن هذا لا يمنع أن تنسخ كلّ رسالة جديدة تنزل من اللّه سبحانه الرسالات السابقة، والإسلام خاتم الرسالات السماوية.
أنبياء اللّه كالمعلمين، ربّى كل منهم البشرية في فصل دراسي، وبعد انتهاء المرحلة الدراسية الخاصة به يسلم المجتمع البشري إلى معلم آخر؛ ليجتاز الأفراد مرحلة دراسية أعلى. ومن هنا فالمجتمع البشري مكلّف بتحمل مسؤوليات ما يأتي به آخر نبي، وهذا لا يتعارض مع كون سائر الأنبياء على حق.
امتياز شهر رمضان
اختيار هذا الشهر لامتيازه عن سائر الشهور، والقرآن الكريم بيّن مزية هذا الشهر في الآية الكريمة بأنه ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾(5) أي: القرآن الذي يفصل الصالح عن الطالح، ويضمن سعادة البشرية. وفي الروايات الإسلامية أن كل الكتب السماوية: «التوراة»، و«الإنجيل»، و«الزبور»، و«الصحف»، و«القرآن» نزلت في هذا الشهر، فهو إذن شهر تربية وتعليم؛ لأن التربية غير ممكنة دون تعليم صحيح، ومنهج الصوم التربوي يجب أن يكون مرافقا لوعي عميق منطلق من تعاليم السماء لتطهير الإنسان من كل أثم.
في آخر جمعة من شهر شعبان، ألقى رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله خطبة أعدّ فيها المسلمين لاستقبال شهر رمضان المبارك قال فيها:
« أيُّهَا النّاسُ، إنَّهُ قَد أقبَلَ إلَيكُم شَهرُ اللّه بِالبَرَكَةِ وَالرَّحمَةِ وَالمَغفِرَةِ، شَهرٌ هُوَ عِندَ اللّه أفضَلُ الشُّهورِ، وَأيّامُهُ أفضَلُ الأَيّامِ، ولَياليهِ أفضَلُ اللَّيالي، وساعاتُهُ أفضَلُ السّاعاتِ. هُوَ شَهرٌ دُعيتُم فيهِ إلى ضِيافَةِ اللّه، وجُعِلتُم فيهِ مِن أهلِ كَرامَةِ اللّه، أنفاسُكُم فيهِ تَسبيحٌ، ونَومُكُم فيهِ عِبادَةٌ، وعَمَلُكُم فيهِ مَقبولٌ، ودُعاؤُكُم فيهِ مُستَجابٌ. فَاسأَلُوا اللّه رَبَّكُم بِنِيّاتٍ صادِقَةٍ وقُلوبٍ طاهِرَةٍ أن يُوَفِّقَكُم لِصِيامِهِ وتِلاوَةِ كِتابِهِ؛ فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَن حُرِمَ غُفرانَ اللّه في هذَا الشَّهرِ العَظيمِ. وَاذكُروا بِجوعِكُم وعَطَشِكُم فيهِ جوعَ يَومِ القِيامَةِ وعَطَشَهُ، وتَصَدَّقوا عَلى فُقَرائِكُم ومَساكينِكُم، ووَقِّروا كِبارَكُم، وَارحَموا صِغارَكُم، وصِلوا أرحامَكُم، وَاحفَظوا ألسِنَتَكُم، وغُضّوا عَمّا لا يَحِلُّ النَّظَرُ إلَيهِ أبصارَكُم، وعَمّا لا يَحِلُ الِاستِماعُ إلَيهِ أسماعَكُم، وتَحَنَّنوا عَلى أيتامِ النّاسِ يُتَحَنَّن عَلى أيتامِكُم ...».(6)
وَ قَد رُوِيَ عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السَّلام أنه قال: «نَزَلَ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً فِي شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى الْبَيْتِ الْمَعْمُورِ، ثُمَّ نَزَلَ فِي طُولِ عِشْرِينَ سَنَةً، ثُمَّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله: نَزَلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وأُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ لِسِتٍّ مَضَيْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وأُنْزِلَ الْإِنْجِيلُ لِثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وأُنْزِلَ الزَّبُورُ لِثَمَانَ عَشَرَ خَلَوْنَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وأُنْزِلَ الْقُرْآنُ فِي ثَلَاثٍ وعِشْرِينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ».(1)
الإيمان بالكتب السماويّة
ورد في القرآن الكريم ذكر الإيمان بالكتب السّماوية بعدّة صيغ مختلفة، منها الأمر، واعتبارها صفةً للمؤمنين، وذكر عدم الإيمان بالكتب السّماوية التي نزلت على الرّسل كعلامة للكفر في موضع آخر، ومن ذلك قوله سبحانه وتعالى: ﴿قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾.(2)
وهذه الكتب السّماوية مختلفة في لغاتها، وشرائعها؛ لأنّها نزلت على أقوام مختلفين، وبالتالي اقتضى ذلك اختلاف ما يرد فيها من نصوص حسب الحالة، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم﴾(3)، ولكنّ الأساس الذي بُعث فيه الرّسل بهذه الكتب السّماوية ثابت لم يتغيّر، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ﴾.(4)
وحدة دعوة الأنبياء
في مواضع عديدة أكد القرآن على أن هدف الأنبياء واحد، ولا انفصال في خط النبوات، فكل الأنبياء عليهم السّلام يصدرون عن منبع الوحي الإلهي، ولذلك يوصي القرآن باحترام جميع الأنبياء، لكن هذا لا يمنع أن تنسخ كلّ رسالة جديدة تنزل من اللّه سبحانه الرسالات السابقة، والإسلام خاتم الرسالات السماوية.
أنبياء اللّه كالمعلمين، ربّى كل منهم البشرية في فصل دراسي، وبعد انتهاء المرحلة الدراسية الخاصة به يسلم المجتمع البشري إلى معلم آخر؛ ليجتاز الأفراد مرحلة دراسية أعلى. ومن هنا فالمجتمع البشري مكلّف بتحمل مسؤوليات ما يأتي به آخر نبي، وهذا لا يتعارض مع كون سائر الأنبياء على حق.
امتياز شهر رمضان
اختيار هذا الشهر لامتيازه عن سائر الشهور، والقرآن الكريم بيّن مزية هذا الشهر في الآية الكريمة بأنه ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ﴾(5) أي: القرآن الذي يفصل الصالح عن الطالح، ويضمن سعادة البشرية. وفي الروايات الإسلامية أن كل الكتب السماوية: «التوراة»، و«الإنجيل»، و«الزبور»، و«الصحف»، و«القرآن» نزلت في هذا الشهر، فهو إذن شهر تربية وتعليم؛ لأن التربية غير ممكنة دون تعليم صحيح، ومنهج الصوم التربوي يجب أن يكون مرافقا لوعي عميق منطلق من تعاليم السماء لتطهير الإنسان من كل أثم.
في آخر جمعة من شهر شعبان، ألقى رسول اللّه صلّى اللّه عليه واله خطبة أعدّ فيها المسلمين لاستقبال شهر رمضان المبارك قال فيها:
« أيُّهَا النّاسُ، إنَّهُ قَد أقبَلَ إلَيكُم شَهرُ اللّه بِالبَرَكَةِ وَالرَّحمَةِ وَالمَغفِرَةِ، شَهرٌ هُوَ عِندَ اللّه أفضَلُ الشُّهورِ، وَأيّامُهُ أفضَلُ الأَيّامِ، ولَياليهِ أفضَلُ اللَّيالي، وساعاتُهُ أفضَلُ السّاعاتِ. هُوَ شَهرٌ دُعيتُم فيهِ إلى ضِيافَةِ اللّه، وجُعِلتُم فيهِ مِن أهلِ كَرامَةِ اللّه، أنفاسُكُم فيهِ تَسبيحٌ، ونَومُكُم فيهِ عِبادَةٌ، وعَمَلُكُم فيهِ مَقبولٌ، ودُعاؤُكُم فيهِ مُستَجابٌ. فَاسأَلُوا اللّه رَبَّكُم بِنِيّاتٍ صادِقَةٍ وقُلوبٍ طاهِرَةٍ أن يُوَفِّقَكُم لِصِيامِهِ وتِلاوَةِ كِتابِهِ؛ فَإِنَّ الشَّقِيَّ مَن حُرِمَ غُفرانَ اللّه في هذَا الشَّهرِ العَظيمِ. وَاذكُروا بِجوعِكُم وعَطَشِكُم فيهِ جوعَ يَومِ القِيامَةِ وعَطَشَهُ، وتَصَدَّقوا عَلى فُقَرائِكُم ومَساكينِكُم، ووَقِّروا كِبارَكُم، وَارحَموا صِغارَكُم، وصِلوا أرحامَكُم، وَاحفَظوا ألسِنَتَكُم، وغُضّوا عَمّا لا يَحِلُّ النَّظَرُ إلَيهِ أبصارَكُم، وعَمّا لا يَحِلُ الِاستِماعُ إلَيهِ أسماعَكُم، وتَحَنَّنوا عَلى أيتامِ النّاسِ يُتَحَنَّن عَلى أيتامِكُم ...».(6)
1ـ الكافي: ج 2، ص 629.
2ـ سورة البقرة: الآية 136.
3ـ سورة المائدة: الآية 48.
4ـ سورة الأنبياء: الآية 25.
5ـ سورة البقرة: الآية 185.
6ـ فضائل الأشهر الثلاثة: ص 77 ح 61؛ بحار الأنوار: ج 96، ص 356.
التعلیقات