ما هي ليلة القدر؟
العـلامة السيد محمد حسين الطباطبائي
منذ 8 سنواتفي تفسير البرهان ، عن الشيخ الطوسي عن أبي ذر قال : قلت يا رسول الله القدر شيء يكون على عهد الأنبياء ينزل عليهم فيها الأمر فإذا مضوا رفعت ؟ قال : لا بل هي إلى يوم القيامة .
أقول : و في معناه غير واحد من الروايات من طرق أهل السنة .
و في المجمع ، و عن حماد بن عثمان عن حسان بن أبي علي قال : سألت أبا عبد الله (عليهالسلام) عن ليلة القدر قال : اطلبها في تسع عشرة و إحدى و عشرين و ثلاث و عشرين .
أقول : و في معناه غيرها ، و في بعض الأخبار الترديد بين ليلتين الإحدى و العشرين و الثلاث و العشرين كرواية العياشي عن عبد الواحد عن الباقر (عليهالسلام) و يستفاد من روايات أنها ليلة ثلاث و عشرين و إنما لم يعين تعظيما لأمرها أن لا يستهان بها بارتكاب المعاصي .
أقول : و في معناه غير واحد من الروايات من طرق أهل السنة .
و في المجمع ، و عن حماد بن عثمان عن حسان بن أبي علي قال : سألت أبا عبد الله (عليهالسلام) عن ليلة القدر قال : اطلبها في تسع عشرة و إحدى و عشرين و ثلاث و عشرين .
أقول : و في معناه غيرها ، و في بعض الأخبار الترديد بين ليلتين الإحدى و العشرين و الثلاث و العشرين كرواية العياشي عن عبد الواحد عن الباقر (عليهالسلام) و يستفاد من روايات أنها ليلة ثلاث و عشرين و إنما لم يعين تعظيما لأمرها أن لا يستهان بها بارتكاب المعاصي .
و فيه ، أيضا في رواية عبد الله بن بكير عن زرارة عن أحدهما (عليهماالسلام) قال : ليلة ثلاث و عشرين هي ليلة الجهني ، و حديثه أنه قال لرسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) . إن منزلي نائي عن المدينة فمرني بليلة أدخل فيها فأمره بليلة ثلاث و عشرين .
أقول : و حديث الجهني و اسمه عبد الله بن أنيس الأنصاري مروي من طرق أهل السنة أيضا أورده في الدر المنثور ، عن مالك و البيهقي .
و في الكافي ، بإسناده عن زرارة قال : قال أبو عبد الله (عليهالسلام) : التقدير في تسع عشرة ، و الإبرام في ليلة إحدى و عشرين ، و الإمضاء في ليلة ثلاث و عشرين .
أقول : و في معناها روايات أخر .
فقد اتفقت أخبار أهل البيت (عليهمالسلام) أنها باقية متكررة كل سنة ، و أنها ليلة من ليالي شهر رمضان و أنها إحدى الليالي الثلاث .
و أما من طرق أهل السنة فقد اختلفت الروايات اختلافا عجيبا يكاد لا يضبط و المعروف عندهم أنها ليلة سبع و عشرون فيها نزل القرآن ، و من أراد الحصول عليها فليراجع الدر المنثور و سائر الجوامع .
و في الدر المنثور ، أخرج الخطيب عن ابن المسيب قال : قال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) : رأيت بني أمية يصعدون منبري فشق ذلك علي فأنزل الله إنا أنزلناه في ليلة القدر : . أقول : و روي أيضا مثله عن الخطيب في تاريخه ، عن ابن عباس ، و أيضا ما في معناه عن الترمذي و ابن جرير و الطبراني و ابن مردويه و البيهقي عن الحسن بن علي و هناك روايات كثيرة في هذا المعنى من طرق الشيعة عن أئمة أهل البيت (عليهمالسلام) و فيها أن الله تعالى سلى نبيه (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) بإعطاء ليلة القدر و جعلها خيرا من ألف شهر و هي مدة ملك بني أمية .
و في الكافي ، بإسناده عن ابن أبي عمير عن غير واحد عن أبي عبد الله (عليهالسلام) قال له بعض أصحابنا و لا أعلمه إلا سعيد السمان : كيف تكون ليلة القدر خيرا من ألف شهر ؟ قال : العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر .
و فيه ، بإسناده عن الفضيل و زرارة و محمد بن مسلم عن حمران أنه سأل أبا جعفر (عليهالسلام) عن قول الله عز و جل : « إنا أنزلناه في ليلة مباركة » قال : نعم ليلة القدر و هي في كل سنة في شهر رمضان في العشر الأواخر فلم ينزل القرآنإلا في ليلة القدر قال الله عز و جل : « فيها يفرق كل أمر حكيم » . قال : يقدر في ليلة القدر كل شيء يكون في تلك السنة إلى مثلها من قابل : خير و شر طاعة و معصية و مولود و أجل أو رزق فما قدر في تلك الليلة و قضي فهو المحتوم و لله عز و جل فيه المشية . قال : قلت : « ليلة القدر خير من ألف شهر » أي شيء عنى بذلك ؟ فقال : و العمل الصالح فيها من الصلاة و الزكاة و أنواع الخير خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ، و لو لا ما يضاعف الله تبارك و تعالى للمؤمنين ما بلغوا و لكن الله يضاعف لهم الحسنات .
أقول : و قوله : و لله فيه المشية يريد به إطلاق قدرته تعالى فله أن يشاء ما يشاء و إن حتم فإن إيجابه الأمر لا يفيد القدرة المطلقة فله أن ينقض القضاء المحتوم و إن كان لا يشاء ذلك أبدا .
و في المجمع ، روى ابن عباس عن النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلّم) أنه قال : إذا كان ليلة القدر تنزل الملائكة الذين هم سكان سدرة المنتهى و منهم جبرائيل فينزل جبرائيل و معه ألوية ينصب لواء منها على قبري و لواء على بيت المقدس و لواء في المسجد الحرام و لواء على طور سيناء و لا يدع فيها مؤمنا و لا مؤمنة إلا سلم عليه إلا مدمن خمر و آكل لحم الخنزير و المتضمخ بالزعفران .
و في تفسير البرهان ، عن سعد بن عبد الله بإسناده عن أبي بصير قال : كنت مع أبي عبد الله (عليهالسلام) فذكر شيئا من أمر الإمام إذا ولد فقال : استوجب زيادة الروح في ليلة القدر فقلت : جعلت فداك أ ليس الروح هو جبرئيل ؟ فقال : جبرئيل من الملائكة و الروح أعظم من الملائكة أ ليس أن الله عز و جل يقول : « تنزل الملائكة و الروح » .
أقول : و الروايات في ليلة القدر و فضلها كثيرة جدا ، و قد ذكرت في بعضها لها علامات ليست بدائمة و لا أكثرية كطلوع الشمس صبيحتها و لا شعاع لها و اعتدال الهواء فيها أغمضنا عنها .
الميزان في تفسير القرآن
التعلیقات