الحياة والقيم
الدكتور علي القائمي
منذ 13 سنةيسعى ابناؤنا ـ منذ السنوات الأولى للتمييز والمراحل الاولى للبلوغ ـ الى معرفة فلسفة الحياة وعللها ، وبالطبع فانهم لايعرفون القيمة الحقيقية والثمن الواقعي للحياة. وحتى انهم يعتبرون الانسان أعلى مرتبة من الحيوان ، الا انه اقل درجة من الانسان الحقيقي ، وهم يسندون في ذلك الى مزاياه المادية لا المعنوية.
فهم يشعرون في هذه السنوات بأن امامهم مسائل جديدة واسئلة يجب الاجابة عليها ، ولاعلم لهم بأصل الحياة وهل يقوم على اللذة ام المصلحة ؟ ولايدرون على من يستندون ؛ على الواقع ام على الحقيقة ؟ حتى ان بعضهم يتصور الحياة شيئاً تافهاً لا معنى له وقضية لاتستوجب الاهتمام.
وتقوم عقائدهم وافكارهم على اساس الجوانب التجريبية كما تتجانس مع ما يقال ويسمع ؛ فهم يريدون ان يحصلوا بين هذا وذاك على شيء ما ، وهم بحاجة ماسة للدليل في اختيار الفلسفة الحياة ومعرفة قيمتها. وقد تحرفهم الغفلة عن جادة الصواب او تجرفهم الى واد آخر.
وهم يحددون توجهاتهم على اساس الحكم الذي يصدره الوالدان والمربون على القيم ، يفكرون مع انفسهم هل يتقبلون اللذة ام يجتنبوها ؟ ويولون اهمية للاهداف التي نختارها لهم ، وتنفذ الى جميع زوايا حياتهم واذهانهم ، ويرون من الضروري ان نضم بين ايديهم الموازين اللازمة باعتبارنا مربين لهم ، كي يستطيعوا تحديد الفضائل التي يحتاجونها ويختارونها.
التعلیقات