مراسيم الزواج
السيّد سعيد كاظم العذاري
منذ 11 سنةمن المتعارف عليه عند المسلمين هو إقامة مراسيم الزواج في اليوم الأول من أيام البدء الفعلي للعلاقات الزوجية بالدخول إلى بيت الزوجية ، حيث يجتمع أهل الزوجين والأقارب والجيران والأصدقاء سويّة ، وبذلك تتهيأ الفرصة للتعارف وتمتين العلاقات الاُسرية والاجتماعية ، ومن السُنّة إقامة الوليمة في يوم الزفاف، وجمع الاخوان على الطعام وإظهار المسرّة ، والشكر للّه تعالى ، والحمد على نعمه
فحينما تزوج رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم ميمونة بنت الحارث ، أولم عليها وأطعم الناس
ويستحب أن يكون الزفاف ليلاً ، عن الإمام الرضا عليهالسلام أنّه قال : «إنّ من السُنّة التزويج بالليل ، لأنّ اللّه عزَّ وجلَّ جعل الليل سكنا ، والنساء إنّما هنّ سكن»
وقال الإمام جعفر الصادق عليهالسلام : «زفّوا عرائسكم ليلاً ، وأطعموا ضحىً»
ويستحبُّ للزوج أن يتجمّل ويتنظّف ويمسّ الطيب
ويستحبُّ تقديم شيء من المهر للزوجة ، قبل الدخول ، فالعطاء يدخل السرور على المرأة في بداية حياتها الزوجية.
ويستحبّ أن يكون الزوجان على طهارة ، وأن يصليا ركعتين ، ثم يحمدا اللّه تعالى ، ويصليا على محمد وآله الطيبين الطاهرين وحثّ الإسلام على الابتداء بالدعاء ليكون أول اتصال بين الزوج والزوجة اتصالاً معنويا روحيا ، وليس مجرد اتصال بهيمي جسدي ، فيستحب الدعاء بادامة الحب والود : (اللهمّ ارزقني إلفها وودّها ورضاها بي ، وأرضني بها ، واجمع بيننا بأحسن اجتماع وأيسر ائتلاف ، فإنّك تحبُّ الحلال وتكره الحرام)
ويستحب الأخذ بناصيتها ، ويستقبل بها القبلة ، ويخلع خفّها ، ويغسل رجلها إذا جلست ، ويصب الماء في جوانب الدار
والالتزام بذلك يخلق جوا من الاطمئنان والاستقرار والهدوء في أول خطوات اللقاء ، ويدفع ما في نفس الزوجة من دواعي القلق والاضطراب ، خصوصا وإن الزوجة تعيش في أول يوم من حياتها الزوجية حالة من الخوف والاضطراب النفسي ، فإذا شاهدت مثل هذه الأعمال من صلاة ودعاء ، فانها ستعيش في جوّ روحي يبدّد مخاوفها ويزيل اضطرابها ، ويستحب للرجل حين الجماع أن يدعو : (اللهمّ ارزقني ولدا ، واجعله تقيا زكيا ، ليس في خلقه زيادة ولا نقصان ، واجعل عاقبته إلى خير)
وهذا إيحاء للمرأة وللرجل بأنّ العلاقة الجنسية ليست مجرد إشباع للغريزة ، وإنّما هي مقدمة للانجاب والتوالد ، حيث يبتدء الجماع (ببسم اللّه الرحمن الرحيم) ، فتكون ليلة الزفاف ليلة مباركة بذكر اللّه تعالى.
التعلیقات