صلة الأرحام في الأحاديث الشريفة
السيّد سعيد كاظم العذاري
منذ 11 سنةلقد دعا رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل البيت عليهمالسلام إلى صلة الأرحام في جميع الأحوال ، وأن تقابل القطيعة بالصلة حفاظا على الأواصر والعلاقات ، وترسيخا لمبادى ء الحب والتعاون والوئام
.قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الرحم معلقة بالعرش ، وليس الواصل بالمكافى ء ، ولكن الواصل من الذي إذا انقطعت رحمه وصلها»
وقال أبو ذر الغفاري رضياللهعنه : (أوصاني رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أن أصل رحمي وإن أدبَرَت)
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «صلوا أرحامكم وإن قطعوكم» ومما جاء في فضل صلة الأرحام في الحديث الشريف أنها خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة ، وأنها أعجل الخير ثوابا ، وأنها أحبّ الخطى التي تقرب العبد إلى اللّه زلفى ، وتزيد في ايمانه.
قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟ من عفا عمن ظلمه ، ووصل من قطعه ، وأعطى من حرمه»
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أعجل الخير ثوابا صلة الرحم ، وأسرع الشر عقابا البغي»
وقال الإمام علي بن الحسين عليهالسلام : «ما من خطوة أحبّ إلى اللّه عزَّ وجلَّ من خطوتين : خطوة يسدّ بها المؤمن صفّا في سبيل اللّه ، وخطوة إلى ذي رحم قاطع»
وقال الإمام موسى الكاظم عليهالسلام : «صلة الارحام وحسن الخلق زيادة في الايمان»
ولقد رتّب الإمام علي بن الحسين عليهالسلام حقوق الأرحام تبعا لدرجات القرب النسبي ، فيجب صلة الأقرب فالأقرب ، فقال : «وحقوق رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة ، فأوجبها عليك حقّ أُمك ، ثم حقّ أبيك ، ثم حقّ ولدك ، ثم حقّ أخيك ، ثم الأقرب فالأقرب ، والأول فالأول»
وتتجلى مظاهر الصلة بالاحترام والتقدير والزيارات المستمرة وتفقد أوضاعهم الروحية والمادية ، وتوفير مستلزمات العيش الكريم لهم ، وكفّ الأذى عنهم.
ولقد دعا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام إلى تفقّد أحوال الأرحام المادية وإشباعها ، فقال : «ألا لا يعدلنَّ أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة أن يسدّها بالذي لا يزيده إن أمسكه ، ولا ينقصه إن أهلكه ، ومن يقبض يده عن عشيرته ، فإنّما تقبض منه عنهم يد واحدة ، وتقبض منهم عنه أيدٍ كثيرة ، ومن تلن حاشيته يستدم من قومه المودة»
وأدنى الصلة هي الصلة بالسلام ، قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «صلوا أرحامكم ولو بالسلام»
وأدنى الصلة المادية هي الاسقاء ، قال الإمام جعفر الصادق عليهالسلام : « صل رحمك ولو بشربة ماء ... »
ومن مصاديق صلة الأرحام كفّ الأذى عنهم ، قال الإمام جعفر الصادق عليهالسلام : «عظّموا كباركم ، وصلوا أرحامكم ، وليس تصلونهم بشيء أفضل من كفّ الأذى عنهم»
التعلیقات