كيف تتعامل الفتاة مع مرحلة البلوغ؟
موقع الطبي
منذ 10 سنواتتعتبر مرحلة البلوغ عند الفتيات، نقلة نوعية في حياتها، ليس على صعيد النمو، فحسب، وإنما على ا
لصعيدين النفسي والسلوكي. وهذه النقلة لا تتوقف على سن معينة، وإنما تتفاوت بين فتاة وأخرى.
فكيف تتعامل الفتاة مع هذه المرحلة؟
وهذه المرحلة ليست سهلة، لا سيما إذا ما خاضت الفتاة تلك المرحلة قبل أي من صديقاتها، كما تقول د. باميلا موراي، الحاصلة على درجة الماجستير في الصحة العامة، التي تعمل أستاذة في طب الأطفال بجامعة وست فرجينيا الأميركية. وتضيف: "تحدث خلال مرحلة البلوغ تغيرات كبيرة للغاية في فترة قصيرة جدا. ودائما ما يكون التغير قاسيا".
وعادة ما يعتري جسد الفتاة تغييرات كثيرة خلال عام أو عامين.. إذ قد تحدث الأمور التالية:
• طفرة في النمو: قبل أن تبدأ مرحلة البلوغ، قد يزداد طول الفتاة أربعة بوصات (عشرة سنتيمترات تقريبا) خلال عام واحد فقط.
• تطورات في شكل الجسم: سوف يزداد وزنها، لا سيما في منطقة الأرداف، وسوف تنمو منطقة الصدر.
• مزيد من الشعر: سوف ينمو شعر أسفل إبطيها وفي منطقة العانة وعلى الساقين.
• الحيض: سيأتيها الحيض لأول مرة.
قد تشم أيضا رائحة مختلفة لجسدها، وقد تشعر أنها أصبحت ذات مزاج متقلب أكثر من ذي قبل، وقد تظهر البثور أيضا. وعلى رأس هذا كله، قد ينظر إليها الأولاد، وفي بعض الأحيان الرجال، كثيرا.
متى تحدث مرحلة البلوغ؟
يصل العديد من الفتيات إلى مرحلة البلوغ عندما يبلغن الحادية عشرة من العمر، وقد يبدأ البعض منهن قبل ذلك أيضا، أي في الثامنة أو التاسعة من العمر. لكن الأعراض لا تظهر جميعها مرة واحدة.
وغالبا، تحدث طفرة النمو في البداية، ثم تنمو منطقة الصدر، ثم يظهر الشعر والبثور، وأخيرا، وتقريبا في الثانية عشرة من العمر، يأتي الحيض لأول مرة.
وهذا هو ما يجري في المتوسط. لكن كل فتاة تختلف عن الأخرى. وهذا هو السبب في أن الفتاة ترتدي حمالة صدر، بينما لا تحتاج جميع صديقاتها إلى ارتدائها.
وقد تصل بعض الفتيات إلى مرحلة البلوغ في وقت مبكر للغاية، حيث قد يحدث ذلك وهي في الصف الثاني أو الثالث الابتدائي. لذا وحتى إذا لم تنمو منطقة الصدر لدى أي من الصديقات أو لم يأتيهن الحيض، فعليها أن تكون متأكدة من أن هناك فتيات أخريات في مثل سنها لديهن مثل تلك الأعراض.
الوقت الصعب
إذا كانت الفتاة أكبر سنا، فقد يمثل ذلك مشكلة. تقول كريستيان ميغان تيرون، طبيبة أمراض النساء الحائزة على درجة الدكتوراه: "إنه موقف معقد لأنه على الرغم من أن جسد الفتاة يكون كامل النضج، وتكون في العاشرة أو الحادية عشرة من العمر، وهو ما يجعلها سريعة التأثر للغاية".
وعندما تبلغ الفتاة العاشرة أو الحادية عشرة من العمر، قد تشعر بالنضج، لكنها لن تكون كبيرة بدرجة كافية لتفهم عواقب أفعالها التي قد تؤدي إلى المخاطرة.
وتتذكر فانيسا توب، وهي مراهقة من أتلانتا، كيف أن تلك التغيرات التي حدثت في جسدها احرجتها للغاية. فقد أتاها الحيض ونمت منطقة الصدر، عندما كانت لا تزال في العاشرة – أي قبل عامين من جميع صديقاتها، وقد بدت توب أكبر من عمرها - وقد لاحظ الأولاد ذلك.
ويعد الأولاد جزءاً واحدا فقط من اضطرابات مرحلة البلوغ. كما على الفتاة أيضا أن تتعلم كيف تتعامل مع الحيض، ومع جسد يتغير بأشكال متعددة.
الاستعداد لمرحلة البلوغ
إذا ما كانت الفتاة على وشك البدء في مرحلة البلوغ، ففي ما يلي بعض الطرق التي ينصح بها المختصون والتي يمكن أن تساعدها على الاستعداد لجميع تلك التغيرات التي ستحدث في جسدها، وهي:
• التحدث إلى شخص بالغ: عليها أن تخبر شخصاً بالغاً يكون مصدر ثقة، مثل الوالدة أو الخالة أو ممرضة المدرسة، عن الأمور التي تزعجها. لكن عليها أن لا تعتمد كثيرا على صديقاتها، فقد يكنّ جيدات، لكنها بحاجة إلى شخص يفوقها معرفة ليقف إلى جانبها.
• عليها أن تكون خبيرة في مسألة الحيض: على الفتاة الطلب من والدتها أن تعلمها كيف تستخدم الفوطة الصحية. وتتدرب بضع مرات، حتى تتعلم ماذا تفعل، وعليها المحافظة دائماً على وجود فوط صحية في المنزل أو في المحفظة المدرسية، حتى تستخدمها إذا ما فاجأها الحيض.
• شراء حمالات صدر: بينما تنمو منطقة الصدر لدى الفتاة ستكون بحاجة إلى بعض الدعم، لا سيما إذا ما كانت تمارس الرياضة. لذا عليها شراء أول حمالة صدر بصحبة والدتها أو أي سيدة أخرى. وعليها أن تتأكد أن المقاس يناسبها، ويمكن أن تساعدها السيدة التي تعمل في محل بيع حمالات الصدر في هذا الأمر.
• التحدث مع الطبيبة الخاصة: ليس على الفتاة بالضرورة أن تزور طبيبة أمراض نساء، لكن عليها أن تذهب لزيارة طبيبة يمكنها أن تتحدث معها عن التغييرات التي تحدث في جسدها وما إذا كانت معتادة على زيارة طبيب، لكنها تشعر بأنها ستكون أكثر راحة في التحدث عن فترات الحيض وغيرها من الأمور الخاصة بالبنات مع سيدة، أو تسأل والدتها عما إذا كان بإمكانها تغيير الطبيب.
• انتقاء الأصدقاء بعناية: قد تشعر الفتاة أنه من الأفضل أن تصادق مجموعة أكبر منها، لكن هذا لا يكون دائما في صالحها.
• التفكير بإيجابية: قد يؤثر اختلاف الفتاة عن صديقاتها على اعتزازها بنفسها. لكن بدلا من أن تنظر إلى جسدها المتغير على أنه شيء سيئ، عليها تقبل التغيرات الجديدة التي تظهر لديها، وعليها تعلم أن تحب الشكل الجديد الذي أصبحتِ عليه عندما تنظر إلى المرآة. وقالت تيرون تخاطب الفتاة: "احتفلي بهذا الشكل الجديد وكوني إيجابية وواثقة من صورتك الجديدة". وقالت موراي: "افعلي الأشياء التي تجعلك ترضين عن نفسك بوجه عام، وعن جسدك بوجه خاص".
• أفكار مشجعة: ممارسة الرياضة، والانضمام إلى فرقة ثقافية إذا ما كانت الفتاة تستطيع ذلك، وفعل الأشياء الممتعة والصحية التي تساعد على الشعور بالرضا.
وعلى الفتاة أن تتذكر أنها ليست وحدها من وصل إلى مرحلة البلوغ مبكراً. لذا عليها أن لا تترك أحداً يجعلها تشعر بأنها منبوذة، كونها أول من اتخذ الخطوات نحو البلوغ، ولن تظل وحدها لفترة طويلة. وإذا ما لم تتفهم صديقاتها ما يحدث معها، فعليها أن تذكرهن أنهن أيضاً على وشك الوصول إلى تلك المرحلة قريباً.
التعلیقات