حرية المرأة في مفهومها الغربي
موقع العتبة الحسينيه المقدسة
منذ 10 سنواتان مفهوم الحرية في الاسلام ليس هو مفهومه في الغرب , اذ الاسلام يعطي حرية ضمن نطاق
واطار معين أي لا يضر بنفسه ولا بالدولة ولا باحد بعكس الغربية التي جعلوا حريتها شعارا لتجارتهم ومصالحهم بلا مبداء ولا قيد ولو على حساب شرف المراة وعفتها كما صرح الكثيرون منهم: (بيدو) وزير خارجية فرنسا سابقا في حملته لمقاومة حركة المناداة بالبغاء في خطاب رسمي قائلا: (ان لبغايا باريس فضلا على نساء فرنساء , لانهن يجلبن لها ملايين الدولارات الامريكية في كل عام).
نعم لقد افرطوا في التحرر فاطلقوا العنان في المساواة المطلقة والحرية الحيوانية التي شكى منها الغربيون انفسهم كما في كتاب (تاريخ الفحشاء) للمؤلف الانجليزي "جورج رائيلي اسكات" وكتاب (حضارة الغرب) للمؤلف "غوستاف لوبون" وغيرها كثير من الكتب والاقوال التي تبين لنا اللوعة التي يعاني ويئن منها المجتمع الغربي بسبب الفوظى التي هدمت الاخلاق والقيم الانسانية باسم الحرية حتى كره الغرب هذه الحرية كما في " جمهورية " السبت 9 يونيو 1962 نشر تحت هذا العنوان: " كاتبة أمريكية تقول: امنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية المرأة ".
نقلت الصحيفة، تحت هذا العنوان كلاما صريحا، فقدمت الكاتبة الامريكية للقراء فقالت: (غادرت القاهرة الصحفية الامريكية " هيلسيان ستانسبري " بعد أن أمضت عدة أسابيع ها هنا، زارت خلالها المدارس، والجامعات، ومعسكرات الشباب والمؤسسات الاجتماعية، ومراكز الاحداث، والمرأة، والاطفال وبعض الاسر في مختلف الاحياء، وذلك في رحلة دراسية لبحث مشاكل الشباب والاسرة في المجتمع العربي.
" وهيلسيان " صحفية متجولة، تراسل أكثر من 250 صحيفة أمريكية، ولها مقال يومي، يقرأه الملايين، ويتناول مشاكل الشباب تحت سن العشرين، وعملت في الاذاعة والتيفزيون وفي الصحافة أكثر من عشرين عاما، وزارت جميع بلاد العالم، وهي في الخامسة والخمسين من عمرها ". تقول الصحفية الامريكية: " إن المجتمع العربي [الواقع انه دستور الاسلام بشكل عام ] مجتمع كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشاب في حدود المعقول , وهذا المجتمع يختلف عن المجتمع الاوربي والامريكي، فعندكم تقاليد موروثة تحتم تقييد المرأة، وتحتم احترام الاب والام، وتحتم أكثر من ذلك، عدم الاباحية الغربية التي تهدد اليوم المجتمع والاسرة في أوربا وأمريكا , ولذلك فإن القيود التي يفرضها المجتمع العربي على الفتاة الصغيرة - وأقصد ما تحت سن العشرين - هذه القيود صالحة ونافعة، لهذا أنصح بأن تتمسكوا بتقاليدكم وأخلاقكم، وامنعوا الاختلاط وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحة وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا , امنعوا الاختلاط قبل سن العشرين، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الامريكي مجتمعا معقدأ، مليئا بكل صور الاباحية والخلاعة، وإن ضحايا الاختلاط والحرية قبل سن العشرين، يملاون السجون والارضفة والبارات والبيوت السرية , إن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا وأبنائنا الصغار قد جعلت منهم عصابات أحداث وعصابات " جيمس دين " وعصابات للمخدرات، والرقيق.....).
ولو استقصيت كل الاقوال لطال المقام ولكن الغرض هو لفت الانتباه فمن ارادت ان تعرف اكثر فما اكثر الكتب والجرائد في الاسواق وفي الانترنت وغيرها من وسائل الاطلاع والمعرفة لمن يسمون الدفاع عن النفس والمال والعرض ارهاب والاعتداء الذي يقومون به على الاخرين تحريرا لهم!!!!!!!!
واخيرا نحن لا نمنع أن يسير التطور في طريقه، وأن يصل إلى مداه , ولكنا نخشى أن يفسر التطور على حساب الدين والاخلاق والاداب، فإن الدين وما يتبعه من تعاليم خلقية وأدبية، إنما هو من وحي الله تعالى، شرعه لكل عصر ولكل زمان ومكان , وإن الدين نفسه هو الذي فتح للعقل الانساني آفاق الكون، لينظر فيه، وينتفع بما فيه من قوى وبركات ويطور حياته لتصل إلى أقصى ما قدر له من تقدم ورقي فثمة فرق كبير بين ما يقبل التطور وبين ما لا يقبله والدين ليس لعبة تخضع للاهواء، وتوجهها الشهوات والرغبات, بل هو دستور خالق البشر لتنظيم الحياة البشرية فمن شاء فاليؤمن ومن شاء فاليكفر وما على الرسول الا البلاغ المبين.
التعلیقات