المثل القرآنية حماية لحقوق المرأة
موقع بلاغ
منذ 10 سنواتلا يضجر الرجال المسلمون من تكرار أنّ الإسلام قد أعطى للمرأة حقوقاً أكثر مما أعطاها
أي من الأديان الأخرى. بالتأكيد إذا كان المقصود ب (الإسلام) ( الإسلام القرآني ) فإنّ الحقوق المعطاة للمرأة هي حقاً مؤثرة. فالنساء لايشاركن في كل (الحقوق العامة) المذكورة سابقاً فقط بل هن موضع لكثير من الاهتمام الخاص في القرآن.
إنّ ما يشكل الأساس لكثير من التشريع القرآني المتعلق بقضايا النساء، هو إدراك أنّهن كن مضرورات في التاريخ لذا فالحاجة تستدعي أنّ تطبق العدالة من أجلهن من قبل الأمة المسلمة.
لكن ولسوء الحظ فإنّ النزعة ( اليهودية – المسيحية – الهيلينية – والبدوية..) المتراكمة التي وجدت في الحضارة الإسلامية – العربية في القرون المبكرة للإسلام تخللت التقليد الإسلامي وقوضت نية وسعي القرآن في تحرير النساء من أوضاع الملك المنقول والمخلوقات الدونية وجعلهن حرات ومساويات للرجال. إنّ عودة التاريخ والحضارة الإسلامية تظهر كثيراً من الفترات التي كانت فيها النساء عرضة لأشكال متعددة وعدم العدالة، غالباً باسم الإسلام. وبينما يظهر القرآن وبسبب من موقعه الحامي تجاه كل طبقات البشر المضطهدة والمداسة بالأقدام، ذا نفوذ بطرق عديدة لصالح النساء، فإنّ العديد من تعاليمه المتعلقة بالنساء قد استخدمت بدلاً عن ذلك بشكل معكوس ضدهن، في مجتمعات مسلمة بطريركية. تبدو المجتمعات المسلمة بشكل عام مهتمة بمحاولة التحكم والسيطرة على أجساد النساء وشؤونهن الجنسية أكثر بكثير من اهتمامها بحقوقهن الإنسانية الأخرى. إنّ العديد من المسلمين عندما يتكلمون عن حقوق الإنسان فإنّهم إما يتكلمون عن حقوق النساء إطلاقاً أو يهتمون بشكل رئيسي بكيفية صيانة طهارة وعفة النساء ( من الواضح أنّهم ليسوا قلقين على صيانة عفة الرجال ). النساء هن هدف الانتهاك الأكثر خطورة لحقوق الإنسان الذي يظهر في المجتمعات الإسلامية بشكل عام. يقول المسلمون بفخر عظيم أنّ الإسلام ألغى وأد البنات. هذا صحيح لكن من الضروري ذكر أنّ إحدى أكثر الجرائم شيوعاً في عدد من البلدان الإسلامية ( مثلاً الباكستان ) هي جريمة اغتيال النساء من قبل أزواجهن وتدعى جرائم الشرف، وهي في الواقع وضيعة إلى أقصى حد وتستخدم بكثرة لتمويه جرائم أخرى.
( يجري التمييز ضد الأطفال الإناث منذ لحظة الولادة حيث من المعتاد في المجتمعات الإسلامية النظر إلى الابن كهبة وإلى الابنة كمحنة من الله. فالابن يكون مناسبة للاحتفال، بينما الابنة تدعو للمؤاساة إن لم يكن للتفجع. معظم البنات يزوجن وهن مازلن قاصرات، رغم أنّ الزواج في الإسلام هو عقد ويقتضي موافقة الطرفين المتعاقدين البالغين). وبالرغم من أنّ معظم التشريع القرآني يهدف إلى حماية حقوق النساء في سياق الكلام عن الزواج.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ... ) ( النساء / 19 )
بالرغم من ذلك فانّ النساء لايستطعن أن يدعين المساواة مع أزواجهن. وفي الواقع ينظر إلى الزوجة كبوابة زوجته إلى الجنة أو الجحيم والحكم على قدرها النهائي.
إنّ إمكانية وجود مثل هذه الفكرة داخل إطار الإسلام – الذي يرفض نظرياً فكرة وجود أي وسيط بين المؤمن والله – تمثل سخرية عميقة ومأساة عظيمة. مع أنّ القرآن يقدم فكرة ما ندعوه اليوم طلاق " بدون عيب " ولايعطي أية أحكام معاكسة حول الطلاق :
(وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ..) ( البقرة / 231 ) .
(وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ) ( البقرة / 241).
مع ذلك فإنّ المجتمعات المسلمة تصعب الطلاق شرعياً بالنسبة للنساء إلى حد كبير من خلال العقاب الاجتماعي. ورغم أنّ القرآن يصرح بوضوح أنّ على الوالدين المطلقين فيما يتعلق بطفل قاصر، تقرير كيفية تربية الطفل بالتشاور المتبادل وأنّهما يجب ألا يستخدما الطفل لإيذاء أو استغلال بعضهما الآخر :
(وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ).
التعلیقات