معاً حتّی الموت
ياسر الشريعتي
منذ 10 سنواتمشت أم وهب نحو جثة بعلها، وجلست عند رأسه تمسح الدم عنه وتقول : « هنيئاً لك الجنة ، اسأل الله الذي رزقك الجنة ان يصحبني معك ».
عرضت وقعة الطفّ نماذج فذة ونادرة لكلّ الفئات واصبحت كربلاء مصحفاً نختار منه كل نادر من السير الكريمة والتي تستحق ان تكون بحق اسوة حسنة.
كتاب خالد یحتوي على فصول ذهبية قام بتأليفها خير البرية و أفضل الناس وسِفر كامل متاح للجميع.
أم وهب و زوجها عبد الله بن عمر الكعبي كانا أحد الزوجین الذين حضرا معركة الطف وواسا أبا الاحرار. فبعد أن عقدا ميثاق الزوجية، تعاهدا أن لا يترك أحدهما الآخر حتى لحظة الموت. إلى أن وفی کلّ منهما بعهد الولاية وبذلا مهجهما دون الحسين (عليه السلام).
ام وهب هي بنت عبد، وزوجة عبدالله بن عمير الكلبي من قبيلة بني عليم، لمّا عزم زوجها على الخروج من الكوفة لنصرة الحسين، تعلقت به ليصطحبها معه، والتحقا ليلاً بأنصار الحسين في كربلاء.
فلما خرج عبدالله بن عمير مرتجزاً وقاتل الاعداء أخذت ام وهب عموداً و أقبلت نحو زوجها و هي تقول له : فداك أبي و أمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد ، فاقبل اليها يَرُدَّها نحو النساء ، فأخذت تجاذب ثوبه وهي تقول : إني لن أدَعَك دون أن اموت معك .
هذه هي أرقى نماذج للحياة الزوجية والعلاقات الحميمة بين المرأة وزوجها. نعم إن كانت المحبة لله وفي الله فما دام وجه الله باقي، تكون العلاقة التي عقدت لوجه الله باقية.
ثمّ ناداها الحسين ( عليه السَّلام ) و قال: جزيتم من أهل بيت خيراً، ارجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهن ، فإنه ليس على النساء قتال .
حينما قتل عبد الله بن عمير الكلبي مشت اليه زوجته أم وهب ، وجلست عند رأسه تمسح الدم عنه وتقول :
« هنيئاً لك الجنة ، اسأل الله الذي رزقك الجنة ان يصحبني معك » ، فقال الشمر لغلامه رستم : اضرب رأسها بالعمود فشدخه وماتت مكانها ، وهي أول امرأة قتلت من اصحاب الحسين (ع).
عاشت سعيدة وماتت حميدة.
ـــــــــــــــــــــ
المصادر:
1. مقتل عبدالرزاق المقرّم.
2. تار يخ الطبري.
التعلیقات