أُسلوب الترهيب
عبّاس الذهبي
منذ 9 سنواتوبالاضافة إلى أُسلوب « الترغيب »، فقد اتّبع الإسلام أُسلوب التنفير
من العزوبة والتحذير من عواقبها ، من أجل كسر أسوار العزلة ، وقطع الطريق على الذين يخلعون حزام العفة ، ويريدون التنصّل من المسؤولية الاجتماعية ، فالملاحظ أنه يشنّ على هؤلاء حملات شديدة ، قال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : شراركم عزّابكم ، وأراذل موتاكم عزّابكم (1).
فالامتناع عن الزواج بلا عذر صحيح مذموم ومكروه ، ويجعل الفرد في زمرة المذنبين ، ويقرّبه من دائرة الشيطان ، إذ لا ربانية في الإسلام كما هو معلوم ، ومن الشواهد على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سأل رجلاً اسمه عكّاف : « ألك زوجة؟ قال : لا يا رسول الله ، قال : ألك جارية؟ قال : لا يارسول الله؟ قال : أفأنت موسر؟ قال : نعم. قال : تزوّج وإلاّ فأنت من المذنبين ». وفي رواية « تزوّج وإلاّ فأنت من إخوان الشياطين » (2).
ولقد بلغ الترهيب والتحذير لمثل هؤلاء الممتنعين عن التزويج مخافة العيلة إلى أقصى حدوده حين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « من ترك التزويج مخافة العيلة فليس منّا » (3).
_____________________
1) كنز العمال 16 : 277 / 44449
2) جامع الأخبار : 272 / 743.
3) كنز العمال 16 : 279 / 44460.
التعلیقات