المرأة عند الامم قبل الاسلام (٥)
الشیخ جعفر النقدی
منذ 9 سنواتفاذا وضعت حملها جمعتهم حولها وقالت قد علمتهم ما كان من امركم وقد وضعت
هذا المولود هو ابنك يا فلان فيلتحق به ومن انكحتهم نكاح الاستبدال ( اي زوجه بزوجة ) ونكاح الشقار وهو تزويج الرجل ابنته ببنت الرجل الاخر او اخته باخت الرجل الاخر وكانوا يحرمون المرأة من ارث اقاربها وزوجها وربما خصوا المواريث بالكبير او الكبار من العائلة دون النساء والاطفال وكانت عندهم عادة شائعة ان يرث الرجل امرأة قريبته بعد موته بالرغم منها او بالرضا فيلقى عليها ثوبه عند موت بعلها يمنعها من الناس وحينئذ يتزوجها اذا اعجبته او يزوجها غيره ويأكل مهرها او يحبسها حتى تموت وبالجملة فقد بلغ اضطهاد العرب للمرأة مبلغاً عظيماً وكانت تقاسي العذاب الاليم وتعاني القسوة الجائر لا يرثى لها احد ولا نجد مفراً مما هي فيه ولا تقبل لها شهادة ولا تعطى ميراثا يأمرها هذا بالحجاب وذلك بالسفور الى غير ذلك من التحكمات والاضطهادات والذي يظهر من شعرهم ان حجاب النساء كان عادة مألوفة لدى اشرافهم ( قال ربيع ابن زياد العيسى يرثي مالك بن زهير )
من كان مسروراً بمقتل مالك
فليأت نسوتنا بوجه نهار
يجد النساء حواسرا يندبنه
وينحن قبل تبلج الاسحار
قد كن يخبأن الوجوه تستراً
فاليوم حين برزن للانظار
يلطمن حر وجوههن على فتى
عف الشمائل طيب الاخبار
افبعد مقتل مالك بن زهير
يرجو النساء عواقب الاطهار
ـ وقال المهلهلي يرثى كليبا ـ
يحرسن عن بيض الوجوه سوافراً
من بعده ويعدن بالازمان
ـ وقالت شاعرة الحماسه ام عمران ابنة وقدان ـ
وخذوا المكاحل والمجاسد والبسوا
نقب النساء فبئس رهط المرهق
وقالت هند بنت معبد بن خالد بن نافلة ترثي ابن اخيها خالد بن حبيب بن معبد
ان تبكيا لا تبكيا هيناً
وما بما منكما من خفا
اذ تخرج الكاعب من خدرها
يومك لا تذكر فيه الحيا
ومما يدلنا ان الحجاب كان عادة مألوفة لدى اشراف العرب ما ذكره المؤرخون عن سبب حرب الفجار الثانية ان امرأة من بني عدنان كانت جالسة بسوق عكاظ فطاف بها شاب من قريش من بني كنانة وسألها ان تكشف له وجهها فابت وجلس خلفها وهي لا تشعر وعقد ذيلها بشوكة فلما قامت انحسر ذيلها من خلفها فضحك الناس عليها وقيل لها انك بخلت بكشف وجهك فبان غيره فنادت يا آل عامر فساروا بالسلاح ونادى الشاب يا بني كنانة فجاؤا بالسيوف والرماح فحصل الحرب بينهما بسبب ذلك .
التعلیقات